نظرة على خدمة أطفالنا وشبابنا في الكنيسة:
خدمة الأطفال والشباب تنقسم إلى ثلاث مجموعات:
هم الذين اضطرتهم ظروفهم المادية والأسرية على تحمل المسئولية مبكرًا، فانشغلوا بالعمل وتوفير لقمة العيش.
وهؤلاء يحتاجون إلى نوعية خدمة تختلف في أوقاتها وبرامجها ووسائل تقديمها عن ما هو متبع في برامج مدارس الأحد التقليدية. والحقيقة أن أصحاب هذه المجموعة لا يحظون برعاية كافية من أغلب الكنائس ولا تُخصٍص لهم اجتماعات ثابتة. بل نجد أن بعض الكنائس تعتبر أن من يقوم بخدمة هذه الفئة خُدام من الدرجة الثانية حيث لا يقوم بخدمتهم إلا من لا يتم ترشيحه أو اختياره في فصول مدارس الأحد.
لذا من الضروري تخصيص مجموعة خُدام في كل كنيسة وتدريبهم على خدمة هذه الفئة، ولا مانع من التنسيق أو الاستفادة من الأفكار والبرامج التي تبنتها أسقفية الخدمات الاجتماعية. هذا بالإضافة إلى وضع برامج تُناسبهم لتدريس العلوم الكنسية.
هم الذين نُركز خدمتنا لهم من خلال فصول مدارس الأحد واجتماعات الشباب المختلفة وهؤلاء يحظون برعاية كبيرة وتُقام لهم المعسكرات والمسابقات والمهرجانات.
ولكن كُل هذا الجهد يحتاج إلى وقفة:
أ - تتركز أغلب موضوعات الدراسة ومسابقاتها في فترة الصيف وهذا له سلبياته إذ أن الفترة ضيقة لاستيعاب المادة المقدمة، مما يجعل الأمر يؤول إلى ضرورة الحفظ من أجل المسابقة والامتحان والجائزة، وليس الفهم والعمق والاختبار.
ولتجنب هذه السلبية لماذا لا يخصص أسبوع في الشهر على مدار السنة في ميعاد مدارس الأحد والاجتماعات التقليدية لموضوعات الدراسة المختلفة.
ب - كثرة الأنشطة من ألعاب كرة أو مسرحيات أو موسيقى أو كورال أو نادى أو حتى دراسات جعلت الشباب مشغول باستمرار وليس لديه فرصة هدوء ورجوع إلى النفس أو تقارب مع أخوته وأسرته. لماذا لا نلاحظ أن كثرة الانشغال حتى لو في أمور صالحة تقود إلى التوتر وعدم التركيز وفقدان السلام الداخلى بل إلى الفراغ الداخلى.
لذلك علينا أن نُوجه الأطفال والشباب إلى عدم الاشتراك في أكثر من نشاط، وأيضا نحرص أن تكون ممارسة النشاط لا تزيد عن يوم أو يومين في الأسبوع.
وهم الأطفال والشباب البعيدين أو الغير مترددين على الكنيسة، فنحن نُركز مجهوداتنا على الذين يأتون إلينا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهناك كثيرون محتاجين لمن يسأل عنهم، ويُناقش أفكارهم، ويعرف ظروفهم.
وعن هؤلاء ينبهنا الروح قائلا: "المريض والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم.. أنا أرعي غنمى وأربضها يقول السيد الرب.. اطلب الضال وأسترد المطرود واجبر الكسير وأعصب الجروح وأبيد السمين والقوى، وأرعاها بعدل" (حز 34: 4، 15، 16).
فليتنا نُسرع في خدمة هؤلاء لكي نأخذ بركتهم... لأن الرب لن يتأخر في استخدام غيرنا في خدمتهم، ولن يعجز إن لم يجد أحد يخدمهم، أن يرعاهم عن طريق ملائكته وقديسيه، فهو أمين حينما قال أنه سيرعى خرافه بعدل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/kids/service.html
تقصير الرابط:
tak.la/46cdrj4