إن التنظيم في أبسط صورة يمكن تعريفه على أنه: "وضع التخطيط موضِع التنفيذ". ومن ثم فإن التنظيم هو أداة الإدارة الفعالة في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المنظمة من خلال التعاون المثمر للأفراد والتوظيف الجيد لهم. ومن حيث سير العمل الإداري فإن وظيفة التنظيم تأتى في المرحلة التالية لوظيفة التخطيط.
وحتى يمكن الوصول إلى التنظيم الفعال، يرى رجال التنظيم إنه لا بُد من الإستعانة بما يسمى بالتصميم الآلى أو الميكانيكى في التنظيم، والذي تكون الأهمية فيه لعمليات تقسيم العمل والتخصص والتدرج والاشراف المباشر.. إلخ.. ومن خلال الإنسجام والتنسيق الجيد بين العلاقات البشرية بعضها البعض داخل التنظيم، يمكن الوصول إلى درجات مرتفعة من الكفاءة والفاعلية في توظيف العنصر البشري، داخل الهرم الإداري بدءًا من المستويات الإدارية الدنيا الممثلة في عمال الإنتاج أو التسويق صعودًا إلى المستويات الإدارية العليا.
والتنظيم كمبدأ كتابي ظهر في كثير من آيات وتعاليم الكتاب المقدس وفي تاريخ الكنيسة وسيّر القديسين. حيث يُعلمنا سفر التكوين إن الله قد خلق الكون كنظام كبير عجيب متكامل بالتتابع خلال (6) أيام، ويتكون هذا النظام من مجموعة من العوالم والأنظمة الفرعية الصغيرة مثل: المجموعة الشمسية، أو الأنظمة الحية للنباتات والطيور والأسماك والحيوانات، والإنسان أيضًا كنظام فرعي يتكون من عدة أنظمة جزئية... إلخ.. وتعمل هذه الأنظمة الفرعية مع بعضها البعض في تنوع وتكامل بديع كبناء واحد، على الرغم مما يحكم كل منها من قوانين ثابتة محددة بدقة.
ويعلمنا الرب يسوع الكثير عن أهمية عنصر التنظيم في معجزة إشباع الخمسة الآلاف رجل (لو 9: 10 – 17)، فمثلا يعلمنا ضرورة الإنابة وتفويض السلطة في قوله "أعطوهم أنتم ليأكلوا"، كما يعلمنا أيضا الرب أهمية تقسيم العمل وتوزيع المسئوليات في قوله "أتكئوهُم فرقًا خمسين خمسين" ففعلوا هكذا وأتكأُوا الجميع، نفس الشيء يمكن أن نتعلمه من الآية "ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر والذي بلغ اثنتا عشر قفة". وسوف نخصص النصف الأخير من هذا الفصل لشرح وتحليل أهم التعاليم الكتابية والمفاهيم المسيحية الخاصة بالتنظيم.
أما عن كنيستنا القبطية. فهى من أكثر الكنائس التي تهتم بالتنظيم لدرجة جعلت بعض الكنائس الأخرى تصفها بالكنيسة الطقسية. وكلمة طقس هي كلمة يونانية تعني الترتيب والنظام. ومصطلح كنيسة طقسية يعنى كنيسة تهتم بالنظم والترتيبات الكنسية التي تتم بها عبادتنا المسيحية من صلوات واصوام وأعياد، وكذلك الشكل الكنسي كمبنى (خارجي وداخلي) ومحتوياته. ومصادر الطقوس بكنيستنا كثيرة ومتنوعة مثل: الكتاب المقدس بعهديه، التقليد المقدس الرسولى والكنسي، قوانين الآباء الرسل وقوانين المجامع المسكونية قبل الإنشقاق، وقوانين أباء الأسكندرية، وتعاليم الأباء الرسل (الدسقولية).... وغيرها.
ويجدر الإشارة إلى أن نظريات التنظيم الإداري قد مرت بمراحل متعددة، منذ ظهورها وحتى الآن. حيث قد بدأت بمرحلة النظرية الكلاسيكية، ثم مرحلة النظرية السلوكية، ثم مرحلة نظرية النظم... إلخ..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وسوف نتناول هذه النظريات تباعًا كالتالي:
1. النظرية الكلاسيكية
2. النظرية السلوكية
3. نظرية النظم
ثم بعد ذلك سنتناول أهم عناصر التنظيم شيوعًا. وهي:
▪ التخصص وتقسيم العمل
▪ المسئولية وتفويض السلطة
▪ الهيكل التنظيمى
▪ نظريات النظم والمحاكاة
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagy-gayed/christian-management/organizing.html
تقصير الرابط:
tak.la/h79jdhk