5-
جدعون
*
وَعَمِلَ
بَنُو
إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ
الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ.
فاعتزت يد المديانيين وكانت حالة مذلة جدا
لشعب
إسرائيل لم يتركوا
لهم قوت الحياة.
*
وكانت الحاجة
إلى مخلص فأرسل لهم الرب أولًا رجلًا نبيًا يظهر كيف أنقذهم الرب
من يد المصريين ومن يد مضايقيهم ولم يسمعوا لصوته (قض 7: 7- 10).
*
و من رحمته كان
المخلص جدعون.
*
(قض6:
11) “وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ
الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ.
وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ
لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَقَالَ لَهُ:
«الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ".
*
هو أحد
ظهورات أبن الله وهذا واضح من كلامه [أما أرسلتك... إني أكون
معك..]
*
وجده يخبط حنطة
في المعصرة لكي يهربها من المديانيين (المعصرة للعنب، ولكن لا يوجد
فرح) وحالته في هذه المذلة كانت تدل على حالة
إسرائيل. قال له
الملاك [الرب معك يا جبار البأس] (قض 6: 12).
*
وكان كلام
جدعون [إن كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟!] (قض 6:
13). هو سؤال، ولكن يمكن أن يكون بكاءً على ما هم فيه.
*
(قض6: 14)
“فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: «اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ
هذِهِ وَخَلِّصْ
إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا
أَرْسَلْتُكَ؟»
"ربما كان جدعون معروف
بالشجاعة وربما كان يعرف الرب قلبه الملتهب حبًا وغيرة.
*
لكن كان جدعون
ضعيفًا فطلب علامة من الرب
أن ينتظره
حتى يخرج تقدمته
ويضعها أمامه
فقال الرب له
إني أبقي حتى
ترجع حتى أن الرب قال له
كيفية تقديم التقدمة فمد ملاك الرب طرف العكاز بيده ومسّ اللجم
والفطير فخرجت نار من الصخرة وقبلت التقدمة (قض 6: 21).
فهناك بعض الذبائح
الاستثنائية التي لم تقدم على المذبح في الخيمة ومع ذلك كان لها
قبول.
*
فبني جدعون
مذبحا ودعاه يهوة شلّوم أي الرب سلام (قض 6: 24).
*
تمسك جدعون بهذه
القوة التي إستمدها من الله
فكان عليه أن ينزل ويهدم مذبح البعل حتى أن أب (والد) جدعون نفسه
كان يعبد هذا البعل.
*
ولخوفه
من أبيه قام
ليلًا وهدم مذبح البعل وعندما جاء الكل باكرًا ليعبدوه
وجدوه
محطمًا فلاموا على أبيه فلمس الروح ابوه
وقال أنتم
تقاتلون للبعل أم تخلصونه
إن كان إلهًا فليقاتل عن نفسه ودعي إبنه يربّعل أي ليحاربه البعل
أو
ليقاتله البعل (قض 6: 28 – 32).
*
(قض6:
33-34) “وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ
وَبَنِي الْمَشْرِقِ
مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ. وَلَبِسَ
رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ
فَضَرَبَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ
فبعد هذه
الحادثة إجتمعوا
كلهم معا فلبس روح الرب جدعون وبدأت الحرب ونتعجب كيف عرفوا ذلك
الذي حدث في الخفاء.
*
ما زال جدعون
خائفًا، فطلب علامة أخري "جزة الصوف": إن كان عليها طلَ وحدها
وجفاف على الأرض وأعاد ذلك بالعكس. ومازال متشككًا، فأعطاه
الرب علامة كما طلب في المرتين (قض 6: 36 – 40).
*
العجيب في هذه
الحرب أن الذين لم يخرجوا مع
دبورة
في الحرب خرجوا مع جدعون ليحاربوا المديانين نفتالي ومنسى وأشير
(قض 7: 23).
*
أجتمع بعض
أسباط إسرائيل وراء جدعون لكن الرب لم يشأ أن يستخدمهم جميعهم
فكانت تصفية العدد إلى 300 فقط (قض 7: 3- 8) حتى يتأكدوا إن الحرب
للرب ومنه يأتي النصر "بعد أن كانوا 32 ألف".
*
يشجعه أيضًا
الرب بحلم ويقوي إيمانه قال المدياني ليس ذلك الا "سيف جدعون قد
دفع إليه الرب المديانيين وكل الجيش" (قض 7: 11 - 14).
*
وماذا كانت
أسلحتهم؟ (قض7: 16)
"وَقَسَمَ
الثَّلاَثَ مِئَةِ الرَّجُلِ إِلَى ثَلاَثِ فِرَق، وَجَعَلَ
أَبْوَاقًا فِي أَيْدِيهِمْ كُلِّهِمْ، وَجِرَارًا فَارِغَةً
وَمَصَابِحَ فِي وَسَطِ الْجِرَارِ".
فما هذه
الأسلحة مقارنة
بجيوش الأعداء لكنها كانت أسلحة روحية قادرة على هدم الحصون
المنيعة، الله يخلص لا بقوة الأنسان أو حكمته بل بروحه (2 كو 11: 3
– 5).
*
فضربوا
الأبواق وكسروا الجرار وأمسكوا المصابيح في أيديهم وصرخوا سيف للرب
ولجدعون "300 حنجرة" وكانت النتيجة انتصارًا ساحقًا على المديانيين
ولم تنفع المديانيين كثرتهم (قض 7: 19- 23) نفس المدياني فسّر هذا
"في الحلم" أنه عمل إلهي [قَدْ
دَفَعَ اللَّهُ إِلَى يَدِهِ الْمِدْيَانِيِّينَ]
(قض 7: 14).
← انظر
باقي كتب السلسلة للمؤلفة
هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
1-
موقف رجال
أفرايم عندما أرسل لهم رسلا أن ينزلوا للقاء المديانيين وأن يأخذوا
منهم المياه إلى بيت بارة والأردن فعملوا ما طلب منهم جدعون لأنهم
في حرب ضد الأعداء وأمسكوا بأميري المديانيين غراب وذئب وقتلوهم
(قض 7: 24 – 25).
ثم خاصموه بشدة لأنه
لم يدعهم معه للحرب لكنهم لم يعطلوه ففعلوا كما طلب منهم لأنه كان
عملًا مهمًا ثم خاصموه.
2-
كان
موقف جدعون أمامهم موقف متضع جدا فلم يصرف وقتا في مخاصمة إخوته
لكنه كان لديه حكمة وجواب لين يصرف الغضب واتضاع فقال (قض8: 2)
"فَقَالَ
لَهُمْ: «مَاذَا فَعَلْتُ الآنَ نَظِيرَكُمْ؟ أَلَيْسَ خُصَاصَةُ
أَفْرَايِمَ خَيْرًا مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ؟"
الخصاصة:
هي الباقي
من الكرمة أو التينة الذي يترك للفقراء فأعتبر نفسه
أقل شيء فصرف غضبهم وانتهي الموقف.
*
استمر في
مطاردة المديانيين وكانوا متعبين لكن لا بُد من الجهاد المستمر
أمام الأعداء.
*
ووصل إلى سكوت
وهي مدينة إسرائيلية فكان عليهم ان يقدموا مساعدة لجدعون وإن لم
يكن فيهم ايمان ولا غَيْره كأفرايم الذي أراد أن يصعد معه لكنهم
سخروا منه واستهزأوا به فهددهم جدعون بقتلهم عند عودته (قض 8: 7) “فَقَالَ
جِدْعُونُ: «لِذلِكَ عِنْدَمَا يَدْفَعُ الرَّبُّ زَبَحَ
وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِي أَدْرُسُ لَحْمَكُمْ مَعَ أَشْوَاكِ
الْبَرِّيَّةِ بِالنَّوَارِجِ".
*
ووصل إلى
فنوئيل أيضًا وكان موقفهم نفس موقف أهل سكوت وهددهم أن يُقاصِصْهُم عند
عودته (قض 8: 8، 9)
[فكلم أهْلِ
فَنُوئِيلَ قائلًا: عِنْدَ رُجُوعِي بِسَلاَمٍ أَهْدِمُ هَذَا
الْبُرْجَ].
*
وعند رجوعه
أمسك جدعون
بغلام من سكوت وكتب له
أسماء كل الشيوخ 77 فعاقبهم
(قض 8: 13) وعاقب كذلك أهل فنوئيل لأنهم
استحقوا القصاص (قض 8: 17).
*
امسك وذبح ملكي
المديانين أمامهم وأراهم درسا عمليًّا أنه
هاهم الملكين الذين استهزأوا به
بسببهم وقالوا أنه لن يستطيع أن يمسكهم أو ينتصر عليهم (قض 8: 18 – 21).
*
أكمل جدعون
انتصاراته
على المديانيين وفرح
شعب إسرائيل.
*
(قض8:
22-23) “وَقَالَ رِجَالُ
إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ
عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ
وَابْنُ ابْنِكَ، لأَنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنَا مِنْ يَدِ مِدْيَانَ
فَقَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «لاَ أَتَسَلَّطُ أَنَا
عَلَيْكُمْ وَلاَ يَتَسَلَّطُ ابْنِي عَلَيْكُمُ. اَلرَّبُّ
يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ»
فنسوا الرب
سريعًا وأنه
هو الذي خلصهم.
*
طلب منهم طلبة
أوقعته في فخ عندما طلب أقراط الغنيمة التي أخذوها فوزنوها فوجدوها
1700 شاقل ذهب فأخذها منهم وصنع بها أفودًا:
1-
البعض يقول
انها من ملابس الكهنوت وان كانت كذلك فقد وقع في خطية اشتهاء
الكهنوت ويقولون رفض الملك فسقط في شهوة الكهنوت.
2-
البعض قال ربما
أنها كانت تَذكارًا للانتصار.
3-
البعض قال أنها
خاصة بالأصنام.
لكن
جدعون لم يعبد الأوثان ولم يكن في نيته اغتصاب الكهنوت بدليل قوله
(لا أتسلط
عليكم) بل الرب. ربما لأنه
استعمل حكمته أسقطه الشيطان في خطأ نجم عنه ثمرا رديا له
ولبيته وكل
إسرائيل فقد زنى
شعب إسرائيل وراءها كما فعلوا قديما
وعبدوا الحية النحاسية أيام موسي النبي.
*
بالرغم من أن
جدعون كان خلاصًا عظيمًا
لشعب إسرائيل
أيضًا كان سببًا لارتدادهم عن
الله.
*
لكن جدعون كان
من رجال الإيمان (عب 11: 32).
§
في ظهور ملاك
الرب له
(قض 6: 11- 32) “وَأَتَى
مَلاَكُ الرَّبِّ وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي
عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ
كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِيُهَرِّبَهَا مِنَ
الْمِدْيَانِيِّينَ. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ:
«الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ!»".
§
بني مذبحًا
للرب وقُبلت تقدمته.
§
هدم مذبح
البعل.
§
(قض 8: 23) لا
أتسلط عليهم.. الرب يتسّلط عليكم.
من هنا ندرك أن صنع
الافود لم يكن إلاَ تمجيدًا لأسم الله دون أن يفكر جدعون في النتائج
المترتبة على ذلك..
*
يذكر الكتاب
أنه مات بشيبة صالحة فلو كان هناك أي شيء عليه لما ذكر
الكتاب ذلك.
جدعون
السيد
المسيح
كان إنسان
متضعا جدًا ها عشيرتي هي الذلى.
قال
تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب.
هدم مذبح
البعل وأقام مذبحا للرب.
هدم مملكة
الشيطان ومذابحه من قلوب البشر.
انتصر
جدعون بعد كسر الجرار الخزفية
وظهور نور
المصابيح.
أتم
الفداء بعد أن صلب جسده على الصليب وقام
ثم حل
الروح القدس مثل السنة نار شبه المصابيح على التلاميذ.
جدعون رفض
الملك وقال (لا أتسلط عليكم).
رفض الملك
الأرضي وقال (مملكتي ليست من هذا العالم).
اتصف
بالحكمة كما مع رجال افرايم.
هو منبع
الحكمة.
قض 9
كان ابن لجدعون
من سريتة في شكيم وكان يبدوا أن لعشيرتها شيء من النفوذ وأستطاع
بتأييد من هذه العشيرة أن يكتسب رضا الشعب عندما قدم نفسه
إليهم وملك عليهم وقال: (تذكروا أني عظمكم ولحمكم) وكأن الخدمة تحولت إلى
مجاملات
قالوا أخونا هو.
*
نجد أن الله
هو الذي كان يدعو القضاة فيقول مثلا (ودعا جدعون) ولكن هنا ذهب
أبيمالك وهو الذي نصّب ورأَّس نفسه
ملكًا ثم قام وقتل إخوته
الـ70 بني يربعل ما عدا واحد فقط الذي هرب وهو يوثام.
*
اجتمع كل أهل
شكيم ونصّبوه
ملكا عليهم عند البلوطة في شكيم.
*
هؤلاء الذين
شدَدوا يده
وأعطوه
المُلك سرعان ما سيقوموا عليه ويصدق المثل الذي قاله يوثام عليهم.
*
أن الذي مَلَّكُوه
عليهم شبههه بشجر العوسج العديم الفائدة والذي سوف يُخرج نارًا
عليهم ويأتي الوقت الذي يريدون أن يتخلصوا منه باي طريقة فعندما
ازدادت الخلافات بينهم وبسبب تسلط أبيمالك الشديد عليهم خرجوا بشخص
إسمه
جَعْل بن عابد ليخلصهم من بطش أبيمالك فأعدوا العُدة لمحاربته.
*
فخدعه رئيس المدينة بتضليله إياه عند رؤيته للجيش النازل
فأخبره بأنها ظل الجبال وكأنها أناس وكل هذا كان لصالح أبيمالك
فجاء وقتل أهل شكيم وأحرقهم بالنار فقتل 1000 شخص فتحقق مثل يوثام وخرجت النار من العوسج
والتهمتهم (قض
9: 26 – 49).
*
ثم وصل بعد ذلك
إلى بلدة اسمها تَابَاص قريبة من شكيم (طرابلس حاليًا) وكان فيها برج
هرب إليه الجميع واحتموا فيه
وإذ هو
مقترب من البرج رمته
إمرأة بحجر
فشجت رأسه
فرجع إليه شرّه وقُتل بأيدي أهل شكيم وكانت نهايته مَهينة وتحقق
مَثَل
يوثام (قض 9: 50 – 57).
*
وهنا نقول أنه
لا يجب أن يسعَى أحد إلى الرئاسات ولكن من يقبلها ويفرح بها بكبرياء
وعظمة هو إنسان فارغ ليس به
ثمر أو منفعة كالعوسج فالخدمة لا تحتاج إلى رئاسة
فالسيد المسيح
غسل أرجل تلاميذه
وكان خادمًا للكل.
ظهور ملاك الرب لجدعون
فالملاك لا يمكن أن يرسل لا أنبياء ولا قضاة.. هي كلمات ابن الله
الذي يعلن له مرافقته.
* كان هناك
موقفين أمام جدعون:
* جدعون
كان يرمز للسيد المسيح من بعض الأوجه:
أبيمالك:
معني مثل يوثام:
(قض 9: 7 – 15)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-2/gideon.html
تقصير الرابط:
tak.la/fpk63zh