(5)
وإذن فحيث أن هذه الأشياء موجودة حقًا ومكتوبة، فَمَنْ هو الذي لا يعرف جيدًا أن الابن ينبغي أن يكون واحدًا في الجوهر مع الآب، حيث أن الابن ليس بينه وبين المخلوقات أيَّة مشابهة، ولكن كل ما للآب هو للابن؟ وكان من الممكن أن يكون واحدًا في الجوهر مع المخلوقات لو كان له معها أية مشابهة أو قرابة. وحيث أنه غريب عن المخلوقات حسب الجوهر، ولكونه الكلمة الخاص بالآب، وهو لا يختلف عنه، وحيث أن كل ما للآب هو له، فذلك يقتضي أنه من نفس جوهر الآب. وهذا ما أدركه الآباء حينما اعترفوا في مجمع نيقية أن الابن مساوي للآب ومن نفس جوهره.
لقد تحققوا جيدًا أن الجوهر المخلوق لا يستطيع أبدًا أن يقول “كل ما للآب هو لي” (يو 16: 15). وبسبب أن وجوده له بداية، فهو ليس كائنًا ولم يكن أزليًا، ولذلك، فحيث أن الابن له هذه الخصائص، وحيث أن كل الأشياء السابق ذكرها، والتي للآب هي للابن، فمن الضروري أن يكون جوهر الابن غير مخلوق بل هو من نفس جوهر الآب. لهذا السبب - فلا يمكن أن يكون جوهره مخلوقًا فهو يملك خواص الله، تلك الخواص التي له(54) والتي بها يعرف الله: فمثلًا الضابط الكل والكائن، وغير المتغير، والخصائص الأخرى التي سبق ذكرها، حتى لا يبدو الله نفسه في نظر الأغبياء أن له نفس جوهر المخلوقات، لو كانت له الخصائص التي يمكن أن تكون للمخلوقات.
← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(54) “الخواص التي له”: لا يعتبر القديس أثناسيوس أن هناك خواص عرضية في الله بل كل خواصه جوهريه. فكل ما هو له فهو يكونه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/son-equals-father.html
تقصير الرابط:
tak.la/j54rx22