أيها الأعزاء:
أختم كلامي بنقطة خاصة بأولاد الكنيسة الطاهرة، فهم تجاه هذا السر المبارك ثلاثة أقسام:
(1) قسم يُقاطِع هذا السر طول عمره، مُحتجًّا بأنه شيء تقليدي ولا لزوم له. فهل يُعتبر هذا مؤمنًا حقيقيًّا؟ وهل هذه هي شركته مع يسوع المسيح؟ كلا! لأن المسيح يقول: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت في وأنا فيه، وأنا أقيمه في اليوم الأخير".
(2) وقسم ثان يخاف من عدم الاستحقاق الذي يقول عنه بولس الرسول: "لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مُمَيِّز جسد الرب" (1كو29:11). فيزعم أصحاب هذا القسم أنهم لا يَحِق لهم التقدم إلى هذا السر الرهيب حتى يتبرروا تمامًا. فلهؤلاء أوجِّه الكلام قائلًا: إن الذي قال "مَن يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه"، قال: "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حيوة فيكم" (يو53:6). فهل مثل هؤلاء تكون لهم شركة مع المسيح؟ كلا! كلا!
(3) وقسم ثالث: وأصحابه هم الذين فحصوا أنفسهم، وتعاهدوا مع إلههم أن يحيوا حياة جديدة، ثم يتناولون فينالون بركة ونعمة من عند الرب. وهذا هو واجب المؤمنين جميعًا، لأن الروح القدس لم يضع هذا السر المبارك وَقْفًا على القس والشماس والمرتل، بل قدَّمهُ للجميع على السواء. فواجب على جميعنا أن نتناول منه لكي:-
(1) يكون لنا نصيب في صهيون السمائية.
(2) نشترك مع الرب ونتحد، به فیكون فينا ونحن فيه.
(3) نُبَشِّر بموته ونخبر بقيامته ونذكره إلى أن يجيء.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هذه بركات هذا السر العظيم، فكل مَنْ اشترك فيه نالها. ومَنْ امتنع عنه فقدها.
وإني اسأل الله النعمة أن يقوينا جميعًا وييقظنا من غفلتنا ويُشْرِكنا في مجده وملكوته، له مع أبيه الصالح والروح القدس نرفع كل مجد وتسبيح إلى آباد الدهور كلها.
آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iskander-hanna/eucharist/attitudes.html
تقصير الرابط:
tak.la/hgb7z75