ج- العذارى:
كانت للمرأة التي تختار التبتل عن رِضَى مكانة خاصة بين المسيحيين منذ العصور الأولى. فهناك اجماع على تكريم مثل هذه المرأة. على أنهم كانوا يحتمون السرية على من يعاهد نفسه بها فلا يبوح بهذا السر إلا لأبي اعترافه أو لأسقفه فقط. ففي وصية اغناطيوس لتلميذه بوليكاربوس يقول: ان شاء أحد أن يحفظ بتوليته في طهارة تكريما لجسد الرب فليفعل ولكن من غير مباهاة، فان افتخر فقد أضاع طهارته.
إلا أن المتبتلة كان عليها أن تكتفي ببساطة الملبس ولو أنه لم يكن هناك زى خاص لجماعة المتبلات. كذلك لم يشترط فيهن سن معين. فكان من بينهن الشابات والمتقدمات في السن ومن بلغن الشيخوخة أيضًا - وكان على كبار السن أن ينصحن الشابات ويرشدنهن إلى الحياة الروحية. أما الحدثات فكان عليهن التبارى في اكتساب الفضائل والسعي وراء الكمال الروحي.
ولقد اختلفت العذارى عن الأرامل في أنهن كن من الشريفات وصاحبات المال. وكان بعد قيام الرهبنة ظل عدد كبير من النسوة يفضل حياة التبتل والتكريس فكن من أكبر الدعائم للأنبا أثناسيوس الرسولي في صراعه المستمر ضد الأريوسية. وفي هذا التدعيم للأرثوذكسية ساهمت الراهبات والمتبلات سواء بسواء..إلا أنه بعد قيام الرهبنة وبخاصة حياة الشركة تضاءلت جماعة العذارى المتبتلات إلى أن تلاشت(90).
_____
(90) عاد نظام التكريس مرة أخرى هذه الأيام ويشكل الرجال والنساء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/virgins.html
تقصير الرابط:
tak.la/t3vts8k