ماذا نتعلم من تحيات بولس:
ولنبدأ ببولس الرسول نفسه. أن الباحث المدقق ليجد أن بولس حين بعث برسائله الخاصة أو بتحياته الشخصية بعث بها ببساطة تامة حتى لكأنها خالية من الجنس، إذ لو تخيلنا اسم رجل مكان اسم المرأة التي ذكرها لاستقام المعنى تمامًا من غير أن يعتريه أي تغيير. فمثلا حين يقول "سلموا على مريم التي تعبت كثيرًا لأجلنا"(78) واستبدلنا اسم مريم باسم مرقس فقلنا "سلموا على مرقس الذي تعب كثيرًا لأجلنا: لوجدنا المعنى واحدًا. كذلك نجده يقول في الأصحاح عينه: "سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيربوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم" في تحية واحدة. فتحياته للنساء مختلطة مع تحياته للرجال، وهي تبين لنا الألفة والمودة والتقدير من بولس نحو العاملين والعاملات معه سواء بسواء. كذلك يتبين لنا أنه يعامل الجميع بصراحة وسعة عقل غير ملق اعتبارا لجنس الشخص، بل ان كل تقديره منصب على الخدمة التي أداها هذا الشخص". وكما كان يبدي تقديرًا متساويًا للرجال والنساء المخلصين كذلك أبدي تعنيفه المتساوي للمقصرين والمقصرات. ومن هذه التحيات وهذا التعنيف يتضح لنا أن بولس كان يَزِن الناس بميزان العمل الذي يؤدونه من غير أي اعتبار آخر. هذه هي الحقيقة الأولى التي يجب أن نتمعن فيها فيما يتعلق بعمل المرأة في حكم بولس الرسول.
_____
(78) (رو 16: 6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/paul-greetings.html
تقصير الرابط:
tak.la/h63v379