 |
الكنعانية:
ولنبدأ بالمرأة الكنعانية لأن الكثيرين منا يزعمون أن رد السيد له المجد كان قاسيًا عليها. ويدهشون أن يقسو ذلك الذي أحبنا حتى بذل ذاته من أجلنا ولكن لو أمعنا النظر في موقفه لبدت لنا حقيقة مطلبه خلف تلك الكلمات: انه إن شاء أن يجعلها تواجه حقيقة موقفها بالضبط. لقد كان عارفًا بما سيعمله معها، وهو في الوقت عينه عارف بأن تحقيق أملها هو في تفهم صريح لحالتها وفي تقبل متواضع لهذه الحالة. ولقد استجابت هذه الكنعانية لما يتطلبه منها فهتفت لساعتها بأن الكلاب تأكل الفتات المتساقط من على مائدة البنين. فما هو الدرس الذي تلقيه هذه المرأة على المرأة العصرية؟ ان المرأة متى جاءت إلى الكنيسة بمطالبها النفسية الدفينة التي لا علم لها بها تشعر بحيرة لا تدري كنهها، وبالتالي تسبب المتاعب للعاملين معها عن غير قصد منها. فمثلًا كل امرأة -بوصفها امرأة- في حاجة ملحة إلى العطف والمحبة. ولكن شاء الله -ففي حكمته التي لا تدرك- أن تُعْطَى هي هذا العطف وهذه المحبة أكثر مما تأخذ. وحاجتها هذه كامنة في اللاشعور. ولهذا فالغالبية من النساء لا يعرفن بالضبط أن هذه الحاجة الكامنة هي السبب في الكثير من الضجر الذي ينتابهن. لذلك نجد في صفوف الخادمات تلك التي ينجرح شعورها لأقل سبب. فهي تريد أن تخدم ولكنها تريد أن يطلب منها الآخرون أن تقوم بالخدمة لتشعر أنها مرغوب فيها. فان لم يطالبوها كان ذلك معناه في نظرها أنهم في غنى عن خدماتها فتتألم لهذا الاستغناء. وتتغيب. فان عاتبوها صارحتهم بأنهم في غنى عنها. فان أبدو دهشتهم ازداد ألمها. وهكذا تتعطل الخدمة. ولو أن الخادمة استمعت إلى توجيه السيد المسيح للكنعانية فحاولت أن تتفهم حقيقة نفسها وأن تقبل هذه الحقيقة في تواضع لأدركت أن عليها أن تهب العطف والمحبة وتبذل في الهبة قبل أن تفكر في الأخذ. بل لا نغالى ان قلنا أن عليها أن تشكر الله وتشكر من يعطيها هذا القليل. وبهذا التفهم والتواضع تسير الخدمة باستقامة وتثمر الثمار الشهية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/canaanite-woman.html
تقصير الرابط:
tak.la/jn983bx
