بنهاية الجلسة الأولى دخل الأصدقاء في غسق يوم الخميس، وسعد الأصدقاء بحضور صديقهم بسادة الذي أقبل إلى المكان الذي يحبه.
أمضى الأصدقاء معظم ليلتهم في التسابيح والترانيم الروحية، وأخيرًا خلدوا إلى النوم بعد عناء يوم طويل أدوا فيه الامتحان وأقبلوا إلى الدير حيث عقدوا جلستهم الأولى عن وحدانية الله...
وما أجمل أن يذهب الإنسان إلى النوم بعد العناء؟!
حقًا إن التعب في العمل الصالح يشقي ويسعد...
ومع شفق يوم الجمعة كان الأصدقاء منتصبين للصلاة في القداس الإلهي... إنها رحلة رائعة للسماء تلامسوا فيها مع أرواح الشهداء سكان المكان، بل تلامسوا مع الجسد والدم الإلهي، ومع تمتعهم بوقفة القداس شعروا أن الوقت يفر هاربًا ليسلبهم نشوتهم الروحية.
وبعد نهاية القداس حمل الأصدقاء مستلزماتهم من الأوراق والأقلام وطعام الإفطار، وركبوا مركبًا إلى الجزيرة التي في منتصف النيل، وفي الطريق إلى الجزيرة قال بيتر: يا بسادة أنت تحب الأنبا ابصادي، هل تخبرنا بإحدى معجزاته؟
بسادة: أخبركم عن معجزة حدثت في هذا المكان:
أقبل رجل مع زوجته وأولاده لزيارة دير الأنبا أبصادي، وعندما وصلوا للشط الغربي جلسوا ينتظرون المركب للوصول للدير...
أعطى الرجل أحد أبنائه خبزة يابسة ليأكلها، فأخذها الصبي وأراد أن يُبلّلها في النيل، وللحال اختطفه تمساح ضخم وغاص به في أعماق المياه، فصرخ والديه، وإذ لم يجدا من يعزيهم في مصابهم الأليم انطلقوا عائدين إلى بيتهم وهم في غم شديد.
وفي طريقهم للعودة ظهر لهم شهيد الله في هيئة رجل عابر طريق وقال لهم: إلى أين أنتم ذاهبون بهذه الحالة التعسة؟!
فقصوا عليه ما جرى، وعندئذ قال لهم:
اسمعوا نصيحتي وعودوا معي إلى بيعة الشهيد، لتكملوا زيارتكم، والله سيزيل عنكم كل حزن، ويقلب حزنكم إلى فرح.
استمع الرجل إلى النصيحة وعاد مع أسرته، وهم يسيرون مع الشهيد ولا يعرفونه، وعندما وصلوا للشط الشرقي اختفى عنهم الشهيد فتعجبوا جدًا. ثم ازداد تعجبهم عندما دخلوا البيعة وأبصروا ابنهم واقفًا بين المصلين وفي يده الخبزة... اندفعوا نحوه يعانقونه ويسألونه عما حدث له، فقال لهم: عندما اختطفني التمساح رأيتُ أمامي شهبًا نارية، وإذا بشيخ نوراني قد أنار المكان كله، وهدَّد التمساح بقوة عظيمة قائلًا له: لا تفسد خليقة الله.
وخلصني من بين فكيه، ولمس جسدي بيده فشفيت جراحاتي، وحملني إلى البيعة ثم اختفى عني...
شكرت الأسرة الله الممجَّد في قديسيه، وأقامت خمسة عشر يومًا داخل البيعة، ثم عادوا إلى بيتهم سالمين فرحين.
وصل الموكب إلى الجزيرة الخضراء، وجلس الأصدقاء في أحد أطرافها.
بيتر: هذه الجلسة تذكرنا بجلستنا في جزيرة ميامي الصخرية وسط مياه البحر الهائجة وأمواجه المتلاطمة.
الأخ زكريا: قبل بناء السد العالي كان الفيضان يبدو رهيبًا...
كان المنادي ينادي: النيل زاد... أغرق البلاد.
فيسرع الرجال يجاهدون لعمل السواتر والحواجز حول ضفاف النيل خوفًا من غرق الأراضي والمنازل، وحتى هذه الجزيرة لم يكن لها وجود قبل السد العالي...
تمتع الأصدقاء بالشمس الدافئة فوق الجزيرة الخضراء، وبدأت جلستهم الثانية حول موضوع: الجوهر والأقنوم.
* لا يستطيع العقل المحدود أن يدرك الله الغير محدود.
* عدم إدراك الحقائق العلمية بواسطة العقل البشري لا يعني عدم حقيقتها.
* الحقائق الإلهية فوق مستوى العقل، ولكنها ليست ضد العقل.
* هناك فرق بين التعامل مع الحقائق الإيمانية، والتعامل مع الحقائق العلمية.
* من صفات الله أنه:
1- روح بسيط لا تركيب فيه.
2- غير محدود يملأ كل مكان وزمان.
3- أزلي أبدي أي سرمدي.
4- غير متغير لأنه كمال مطلق.
5- خالق كل شيء.
6- ضابط الكل.
7- قادر على كل شيء.
8- عالم بكل شيء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity/boy.html
تقصير الرابط:
tak.la/6zwzswb