St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   trinity-and-unity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد - أ. حلمي القمص يعقوب

87- عندما قال الإنجيل عن السيد المسيح أنه جلس عن يمين الآب، وأنه سيظهر في اليوم الأخير ليدين المسكونة بتشخيص مميز.. ألاّ يعتبر هذا انفصالًا عن الآب؟

 

س 55: عندما قال الإنجيل عن السيد المسيح أنه جلس عن يمين الآب، وأنه سيظهر في اليوم الأخير ليدين المسكونة بتشخيص مميز.. ألاّ يعتبر هذا انفصالًا عن الآب؟

 وظنّ البعض أن المسيحية بهذا سقطت في تعدد الآلهة، ففي خطاب وجهه "الأستاذ أحمد حسين" للرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" يدعوه للإسلام وجاء فيه: "وقد فزعت المسيحية للكنيسة من القول بتعدد الآلهة، فاخترعت لذلك تعبير الأقانيم الثلاثة، وأنها مظاهر لله الواحد، وضربوا لذلك الأمثلة، ولكن مضمون هذه الأقانيم يدل على أنَّ الذوات متباينة، فالقول على أنه في يوم الدينونة يجلس الابن عن يمين الآب لمحاكمة البشر ومحاسبتهم، أي أنه يوجد للابن دور خاص يقوم به، وتشخيص متميز يبدو عليه، وهكذا نرى أن.. حيلة الآب والابن والروح القدس الكل إله واحد لا تخرجنا عن دائرة تعدد الآلهة الذي هو عقيدة وثنية، وأسطورة أوزوريس وإيزيس وحورس ، وهيَ عقيدة مصرية قديمة، وقد سادت عبادة إيزيس حوض البحر الأبيض المتوسط قبيل ظهور المسيحية.. ولمَّا كان لم يوجد أحد من المسيحيين قد اجترأ على القول بالثالوث فان مجمع نيقية لم يتحدث إلاَّ عن ألوهية الآب والابن، ثم رؤى في مجمع لاحق، أن يلحق بهما الروح القدس، وهكذا كانت الأقانيم الثلاثة.. والمهم أن القول بتعدد الآلهة هو قول للكنيسة تبرأ منه المسيحية".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator the Almighty, illustration, 2012, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح البانطوكراطور الضابط الكل، رسم توضيحي، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator the Almighty, illustration, 2012, used with permission - by Mina Anton

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح البانطوكراطور الضابط الكل، رسم توضيحي، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

 ج: ردّ نيافة المتنيّح الشجاع "الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي" على هذا الافتراء فقال وضمن ما قاله: "ماذا نقول لهذا الرجل الذي أباح لنفسه عن حقد وعن جهل أن يتهم المسيحية بتعدد الآلهة، وأنَّ الكنيسة (اخترعت) تعبير الأقانيم الثلاثة، وأن مجمع نيقية لم يتحدث إلاَّ عن ألوهية الآب والابن.. هل يوجد تشويه في الدنيا كمثل هذا التشويه؟ لماذا هذا الافتراء؟ وهذا التطاول؟ وكيف أجزت لنفسك أن تردد عددًا من الافتراءات والمغالطات والأخطاء والأكاذيب في فقرة واحدة؟ ولماذا هذا؟.. أنه لحرام عليك كل هذا الشر.. وهذا الإيلام وهذا الإتلاف.. من قال لك يا رجل أن الكنيسة تقول بتعدد الآلهة؟ وقانون إيماننا الذي يتلوه المسيحيون في صلواتهم الخاصة والعامة يصرخ بالحق "بالحقيقة نؤمن بإله واحد" ونحن إذًا نقول: {بِاسم الآب والابن والروح القدس} نتبعه بالقول {الإله الواحد} ونحن توكيدًا لهذه الوحدانية نبدأ البسملة {بِاسم} ولا نقول {بأسماء} لأننا نشير إلى اسم الإله الواحد.. وكيف تفرض أنتَ على المسيحيين القول بتعدد الآلهة؟ وفي كتابهم المقدس عشرات ومئات النصوص الصارخة بأن الله واحد ولا يمكن إلاَّ أن يكون واحدًا.

 أريدك أن تعرف أن المسيحيين قد تعلَّموا من الله هذا الدرس، منذ آلاف السنين، وقد علَّموه للناس ولقنوه لجميع الخلق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. ولقد وقفت المسيحية ورجالها وقفات كثيرة قوية ضد تعدد الآلهة عند الوثنيين، وضد القائلين بإلهين أحدهما إله الخير والثاني إله الشر، وأنكرت على هؤلاء وأولئك القول بغير إله واحد، ودعت إلى تحطيم التماثيل والأوثان، ونادت بروحانية الله وكمال صفاته..

 هذا هو الدرس الأول، وقد وعيناه وحفظناه ولسنا في حاجة إلى مَنْ يعلّمنا هذا الدرس الأول، فقد علَّمناه لغيرنا.. ولكن الله أراد بنا خيرًا، إذ شاء أن يعطينا درسًا آخر بعد أن حفظنا الدرس الأول ووعيناه.. والدرس الثاني يدخل بنا إلى طبيعة الله وصفاته الذاتية.. والدرس الثاني لا يتعارض مع الدرس الأول ولكنه يُكمله، فهو لا على نقيضه بل على امتداده.. كان يمكن أن يقال أن هناك تناقضًا بين الدرسين وبين المرحلتين لو أننا قلنا في المرحلة الأولى بإله واحد، ثم قلنا في المرحلة الثانية بثلاثة آلهة.. لكن هذا لم يحدث.. وليس المسيحيون هم الذين اخترعوا القول بتثليث الأقانيم، إنما هو المسيح له المجد هو الذي علَّمنا عن الذات الإلهية وقال لتلاميذه: {اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس} (مت 28: 19).

  وكيف تدّعي أيها الأخ أنَّ مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325م لمناقشة بدعة أريوس، لم يتحدث إلاَّ عن ألوهية الآب والابن، ثم رؤى في مجمع لاحق أن يلحق بهما روح القدس.. بالغ الأسى والأسف أن كلامك غير صحيح.. مجمع نيقية قال: {بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الآب.. ونؤمن برب واحد يسوع المسيح.. ونؤمن بالروح القدس} وكل ما هنالك أنه لم يفصل القول عن أقنوم الروح القدس كما فصَّل القول عن أقنومي الآب والابن، وذلك لأن بدعة أريوس كانت ضد أقنوم الابن.. ولما جاء مجمع القسطنطينية سنة 381م فصَّل الكلام عن الروح القدس وذلك ردًا على بدعة رجل اسمه مقدونيوس ظهر بعد أريوس.

  أمَّا قولك {إنه يوجد للابن دور خاص يقوم به، وتشخيص متميز يبدو عليه} ففيه خلط واضح، فالمسيحيون لا يقولون أنه في يوم الدينونة يجلس الابن عن يمين الآب لمحاكمة البشر.. إنما يقولون ما قاله المسيح له المجد عن يوم الدينونة والحساب أنه هو بذاته المسيح الديان.. (مت 25: 31 ـ 46) على أن جلوس الابن عن يمين الآب قيل لا في الدينونة، بل قيل عنه في صعوده إلى السماء {بعـد ما كلمهم (الرب يسوع) ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله} (مر 16: 19).. ولما كان الله غير محدود، وبالتالي فإن لاهوت الله لا يحده يمين أو شمال، فيكون المعنى من قول الكتاب المقدس: {جلس عن يمين الله} أو {في يمين الله} أو {عن يمين القدرة} أو {عن يمين قدرة الله} أو {في يمين عرش الله} أو {عن يمين العظمة في العلى} أو {عن يمين عرش الجلال في السماوات} أن المسيح له المجد صعد بجسده، وجلس بجسده على عرش العظمة الإلهي في السماء، وليس {اليمين} في هذا الصدد غير تعبير لغوي يدل على لغة الناس على اسمَّي مكان وأعلى مكانة في السماء، أي أن المسيح دخل إلى مجده (لو 24: 26) واستوى على العرش السماوي" (193).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(193) مقالات في الكتاب المقدس جـ 2 ص 50 ـ 56.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/sat-right-hand-of-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/9sh88vt