ج: 1 - لم ينقطع الشعب اليهودي عن قراءة التوراة سواء قبل السبي أو خلال فترة السبي أو بعد العودة منه، ولم يجدوا صعوبة في القراءة، فلا يصح الحكم علي المرحلة قبل استخدام التشكيل والحروف المتحركة والتنقيط بمعيار اليوم، فبالرغم من أنه لم يكن هناك تشكيل ولا تنقيط لكنهم أجادوا القراءة باللغة العبرية، وهذا ما فعله عزرا الكاتب الماهر " وقرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعني وأفهموهم القراءة" (نح 8: 8) وعندما دخل السيد المسيح له المجد مجمع الناصرة " فدُفع إليه سفر إشعياء ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبًا فيه روح الرب عليَّ" (لو 4: 17 - 20).
ويقول "جوش مكدويل": "كانت المخطوطات اليونانية تُكتب بدون فواصل بين الكلمات، بينما كانت النصوص العبرية تُكتب بدون حروف علَّة حتى أضافها المازوريون بين القرن الخامس والقرن العاشر الميلادي. وقد يبدو هذا مُستغربًا بالنسبة للقارئ الحديث، ولكن بالنسبة للقدماء ممن كانوا يتحدثون اليونانية أو العبرية كان هذا أمرًا عاديًا، وكانت الكلمات مفهومة وواضحة، ولم يكن اليهود بحاجة إلى كتابة حروف العلَّة إذ أنهم تعلَّموا لغتهم وتعلَّموا كيف ينطقونها ويفسرونها. كذلك لم يكن لدي الشعوب المتحدثة باليونانية أي مشكلة في قراءة لغتها بدون مسافات فاصلة بين الكلمات" (45).
2 - تم ترجمة العهد القديم في القرن الثالث قبل الميلاد من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية التي كانت تمثل لغة العالم المتحضر حينذاك.
3 - لم توضع التوراة في ركن مهمل، بل كان يوجد منها مئات النسخ التي انتشرت في طول البلاد وعرضها، وكانت في كل مجمع من مجامع اليهود، وكانت محل اهتمام كل اليهود وموضع دراستهم العميقة.
4 - في مجمع " جامينا " سنة 90 م. تم اعتماد النص العبري الساكن من بين عدة نصوص وترجمات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهذا دليل علي كفاءة وفاعلية هذا النص، فلو كانت ثمة مشاكل تتعلق بالنص، ما كان هذا المجمع التاريخي الهام أكد علي أهمية هذا النص.
5 - بدأ المازوريون عملهم نحو سنة 500 م، فأنتجوا لنا النص المازوري، وكلمة " مازوري " مشتقة من لفظة " مازورا " أي تقليد، وبذلك وضع المازوريون الصيغة التقليدية لقراءة التوراة، فعندما بدأ المازوريون عملهم كان أمامهم النص العبري، وكان أمامهم ترجمات مختلفة تمثل الترجمات اليونانية ومنها السبعينية التي ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد، وترجمة أكويلا، وترجمة سيماخوس وترجمة ثيودوسيون، وترجع للقرن الثاني الميلادي، والترجمات السريانية مثل " البشيتا " أي البسيطة أو الدارجة أو العامة التي تمت في القرن الأول الميلادي.
وهذه الفرص لم تتوافر قط لأي كتاب آخر فمثلًا معروف أن التنقيط في اللغة العربية، وهي إحدى اللغات السامية، لم يتم إلاَّ في القرن الثامن الميلادي، فمثلًا الكتاب الذي كُتب في القرن السابع الميلادي قبل ظهور التنقيط بنحو مائة وخمسين عامًا، لم تتوافر له الفرص التي توفرت للكتاب المقدَّس، فلم يكن له ترجمات مختلفة، ولذلك كانت مشكلة التنقيط أصعب كثيرًا من مثيلها في كتابنا المقدَّس (راجع كتابنا: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها ج5 ص33 - 37).
_____
(45) برهان جديد يتطلب قرارًا ص 65
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/revelation/hebrew.html
تقصير الرابط:
tak.la/qv5bdz5