ج: كانت هناك ترجمة لاتينية قديمة لأسفار العهد القديم نقلًا عن الترجمة السبعينية (اليونانية) septuagint تمت في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، ولكن أسلوب هذه الترجمة كان صعبًا لعامة الناس، واحتاجت هذه الترجمة إلى تنقيح، فكلف البابا داماسوس القديس إيريناؤس في القرن الرابع بتنقيح هذه الترجمة، وأكبَّ القديس جيروم (إيرونيموس)، علي هذا العمل، وبذل جهدًا كبيرًا في تنقيح سفر التكوين، ذاك الجهد الذي لم يبذله في سفريّ الخروج واللاويين، ونظرًا لطول الوقت الذي استغرقه في التنقيح، فكر في عمل ترجمة جديدة من العبرانية لللاتينية، ولا سيما أنه أجاد اللغة العبرانية وخالط اليهود في بيت لحم، فأتم الترجمة خلال الفترة (366 - 384 م.) وراعى سهولة ووضوح الأسلوب، حتى دُعيت بالفولجاتا Vulgata أي الشعبية أو الشائعة، وقد نالت هذه الترجمة شهرة واسعة رغم أن كنيسة روما رفضت هذه الترجمة وتمسكت بالترجمة اللاتينية القديمة، لأنها مُترجمه من النص اليوناني (الترجمة السبعينية) إلاَّ أن عامة الشعب أقبلوا على الفولجاتا لسهولة ووضوح الأسلوب، وفي أيام البابا غريغوريوس الكبير بابا روما (590 - 640 م.) بدأ استعمال الفولجاتا في الكنيسة وفي سنة 1456 م. عندما اخترع "جوتنبرج" أول آله طباعة، طُبعت ترجمة الفولجاتا، فكانت أول كتاب طُبع في العالم كله عقب اختراع آلة الطباعة، وفي سنة 1546 م. أعتمد مجمع ترنت هذه الترجمة.
ومِن هذه الترجمة تمت ترجمة الطبعة البيروتية العربية المُستخدمة حاليًا وقد بدأها "دكتور عالي سميث" الذي وُلِد سنة 1801 م. وذهب إلى بيروت سنة 1827 م. وتعلَّم العربية وأتقنها، وفي سنة 1847 م. بدأ الترجمة مع مجموعة من معاونيه ولا سيما "المعلم بطرس البستاني" الذي كان ضليعًا في اللغتين العربية والعبرية، وقام "الشيخ نصيف اليازجي" بالضبط النحوي، وتمت ترجمة أسفار موسى الخمسة ثم العهد الجديد وبعض النبوءات، طُبِعَ منها التكوين والخروج وستة عشر إصحاحًا من إنجيل متى، وتوفي "دكتور عالي سميث" سنة 1854 م. قبل أن يري ثمرة جهوده، فأكمل المسيرة "د. كرنيليوس فان دايك" الذي وُلِد سنة 1818 م. في أمريكا وَتَعَلَّم الطب ونبغ في اللغات حتى أنه أجاد التكلم بعشرات اللغات قديمة وحديثة، وفي سنة 1839م ذهب إلى بيروت وتعلَّم العربية وأتقنها، وراجع ما تم ترجمته بمعرفة سميث، ثم ترجم بقية الأسفار بمعاونة "الشيخ يوسف الأسير" الأزهري التي ضبط النحو، وانتهت الترجمة في 29 مارس 1865 م.، ومع هذا ظل "فان دايك" يُنقح في الترجمة مع كل طبعة جديدة حتى انتقاله في 13 نوفمبر سنة 1895م، وهذه الترجمة هي المستخدمة للآن في مصر، أما الأجبية والقطمارس المُستخدم في الكنيسة فهو ترجمة عربية نقلًا عن الترجمة القبطية نقلًا عن الترجمة اليونانية (السبعينية) ومن ثمَّ ظهرت بعض الخلافات في الألفاظ المستخدمة وأحيانًا في صياغة الآيات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/revelation/agpeya.html
تقصير الرابط:
tak.la/yn68ha2