لقطة (1) العشاء الرباني
لقطة (2) رأسي يا قسيس
لقطة (3) لقاء القادة
ميثاق كنيسة نهضة القداسة
الكنيسة عبارة عن قاعة كبيرة بها مكان مرتفع بعدة درجات عليه منبر خلفه ثلاثة كراسي، وعلى الجدار صليب خشبي كبير... القس يرتدى بدلة مع قميص اسود وياقة بيضاء... العامل (ف) تعرفت عليه فأوضح لي انه كان شماسًا بالكنيسة الأرثوذكسية ثم التحق بالعمل في هذه الكنيسة وانضم إليهم...
العشاء الرباني يقدم في الأحد الأول من كل شهر مرتين في الصباح وفي المساء... بدأ الاجتماع بالصلاة مع الترانيم الحماسية والتصفيق... قال القس: من لم يتقدم للعشاء في الصباح يتقدم في الصفوف الأمامية... تقدم بعض الأشخاص حيث ركعوا على الأرض، وقد اسندوا رؤوسهم على المقاعد الأمامية وظهورهم نحو المائدة... أما المائدة فعليها قربانة من الكنيسة الأرثوذكسية موضوعة في صينية، ومجموعة كاسات زجاجية صغيرة طول الواحد حوالي 4 سم وقطره 2 سم بها أباركة aparxh (لم تمزج بالماء وغالبًا ما يقوم القس بتصنيعها) ويعلو الصينيتين غطاء من القماش مطرز عليه صليب كبير محاط بعدة صلبان صغيرة... وقف القس يقسم القربان وهو يقول: "وبارك الخبز وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي... يا رب يا من ضحيت بذاتك من أجلنا علمنا أن نضحي من أجلك"، ثم قدم الصينية للراكعين وهو يردد قائلًا: "جسد المسيح يعطى حياة أبدية".. فأخذ كل منهم قطعة احتفظ بها...عاد القس للمائدة ووقف يقول، "ثم أخذ الكأس وشكر وقال خذوا اشربوا منها كلكم... يا رب يا من سفكت دمك على الصليب من أجلنا نحن غير المستحقين نشكرك"، ثم نزل وانحنى نحو الراكعين يقدم لكل منهم كأسًا وهو يردد قائلًا: "دم المسيح المسفوك على عود الصليب".. بدأ الراكعون يأكلون ويشربون جميعهم في وقت واحد، وانتهى العشاء في خلال سبعة دقائق... ترك القس باقي القربان والاباركة تحت المفرش... ما هو مصيرهما؟!
مساء الثلاثاء 19/9 كان هناك ضيفًا في كنيسة نهضة القداسة وهو القس (س.ف) الذي تخرج من كلية اللاهوت، وهو الآن مقيم في كندا... يمتاز بحركاته الكثيرة وعدم استقراره في مكانة على الإطلاق... يهتز اهتزازات أشبه بالذين في حلقة الذكر... أما صوته الصارخ فهو فوق طاقة الاحتمال... كلماته سريعة وانفعاله على أشده... يحكى اختباراته الروحية... في إحدى المرات كان عائدًا من شبرا المظلات في وقت متأخر ليلًا وركب الترام وقد نسي نقوده فوجد في أرض الترام قرش صاغ واحد قيمة التذكرة... مجدًا للرب هللويا... مرة أخرى في الكلية اللاهوتية نفذت نقوده وتأخرت الحوالة المرسلة إليه من أبيه، وكذلك حدث مع صديقه (ظ)، وقف الاثنان يصليان بحماس بالغ حتى أن الصديق (ظ) اخذ يضرب الجدران بكلتا يديه (لماذا لم تقترض مبلغًا من أي صديق أخر؟!!) نزل الاثنان يتمشيان مساء ففوجئا بأحد الجنود ينادى على الصديق (ظ) ويحتضنه ويعطيه جنيهان كان قد اقترضهما منه... مجدًا للرب مجدًا... استمرت العظة وقتًا طويلًا جدًا، وأنا أعاني من صوته الصارخ في أذاني أخيرًا انتهت العظة ووقف القس ينادي: "من يريد أن يكلم الله في هذا المساء فليتقدم للأمام"، خرج البعض فلم يقتنع حضرة القس بهم فطلب من جميع الحاضرين أن يتركوا أماكنهم ويتقدموا للأمام... ففعلنا هكذا ثم طلب من الجميع أن يتشابكوا بالأيادي... يرفعون أيديهم... يشجعون بعضهم البعض... وبدأ هو يصلى بانفعال بالغ يطالب الله بمعجزة وأن يتحدث إلى كل واحد من الواقفين... عقب الصلاة نادى: "الذي سمع صوت الله يقول هللويا"، فصرخ بعض الواقفين... هللويا... هللويا...
خرجت من هذا الاجتماع المنعش، ولا تتصور يا صديقي كيف حالي وما أصابني، فلم يعد سمعي طبيعيًا وجميع الأصوات بدأت أسمعها وكأن هناك حاجزًا زجاجيًا... توجهت لطبيب الإذن أشكو له حالي... سامحك الله يا قس كندا... إلا رحمة بالناس؟!
مساء الاثنين 9/10/95 لمحنى القس (ر.أ) ذالفًا إلى كنيسة نهضة القداسة فناداني... دخلت إلى الحجرة فوجدت عدد من القسوس الإنجيليين وبعض زوجاتهم. على جانب من الحجرة توجد منضدة عليها بعض البسكوتات وبعض المشروبات فدعاني لتناول ما أريده...
زوجة أحد القسوس التي كان لها خدمة مع زوجها في منطقة الاُبيّض بالسودان تحكى عن ذكرياتها عندما دعت بعض الفتيات لتعلمهن حياكة الملابس فما كان من الكاهن القبطي إلا انه اغتاظ وغضب إذ كيف تتوجه بناته إلى كنيسة إنجيلية... اظهر الجميع استيائهم من هذا الكاهن القبطي المتعصب... أحد القسوس أخذ يذكر حديثه (مع أحد القسوس الأرثوذكس) وكيف برر بل دافع عن عدم رشم الصليب بعلة انه مرسوم أمام عيوننا ونؤمن به وما هذه الحركة إلاّ للمظهرة... القس (ر.أ) يعلم أنني أرثوذكسي دون أن اخبره فأخذ يربت على كتفي مقدمًا اعتذاره، وبطريقة غير مباشرة أفهم القسوس أنني أرثوذكسي ولكنني مستنير فكف القسوس عن هجومهم. انسللت إلى الكنيسة وبدأ الاجتماع بالصلاة، ثم وقف القس (م) يتحدث عن الانتعاش، وكان هذا القس قد عاد من استراليا منذ أيام قليلة فوقف يتكلم عن الخدمة الضاحكة:
الخدمة الضاحكة: هل سمعتم عن الخدمة الضاحكة، وأنا في استراليا أقبل أحد الخدام واستأجر استاد المدينة لعدة أيام حيث أقام خدمة اسماها الخدمة الضاحكة... حضر له حوالي ثلاثين ألف نفس... لم يتحدث عن السيد المسيح إلاّ كلمات قليلة، وساد الضحك وسط المجتمعين كعلامة على الانتعاش الروحي... كل من يدخل الاجتماع يضحك والبعض يضحك حتى يسقط على الأرض فيحملونه خارجًا... أنها ضحكات هستيرية، ومع نهاية الاجتماع كان قد جمع من المجتمعين 300 ألف دولار وعاد من حيث جاء... ما الفائدة التي عادت على هؤلاء..؟ لا شيء. كم واحد منهم عرف المسيح واستمر في عبادته بالكنيسة..؟ لا أحد. شخص آخر حضر للإستاد وعقد اجتماعًا روحيًا حضره أعداد ضخمة جدًا، يقف ويحرك يده في تجاه المجتمعين الواقفين فيسقطون على الأرض... بعد الاجتماع كم واحد منهم تجدد..؟ كم واحد تغير سلوكه..؟ كم واحد ولد من فوق..؟ لا أحد.
إذن كيف يأتي الانتعاش، يأتي من الرب... وكيف يبدأ..؟ يبدأ في قلبي أولًا قبل أن يبدأ وسط الجماعة... المؤمن محتاج للانتعاش والخاطئ محتاج إلى قيامة... لا نضع خطة للانتعاش ولكن ننفتح لعمل الروح القدس فينا... عندما تظهر خطية في حياتنا مش خطية بعد الشر... أقصد ضعف في حياتنا أصرخ للرب غربلني... لازم نعترف أمام الرب بانكسار القلب ونطلب غفرانًا لتقصيرنا وعاوز أقولها بصراحة لخطايانا... لإهمالنا... أمواج الروح القدس متلاطمة، وعندما يحل بمجده في مكان نرى العجائب... لماذا لا نرى العجائب الآن؟ لأن الروح القدس يطلب الانتعاش فيك أنت... نحن خدام الرب في مدينة الإسكندرية نجتمع معًا لماذا؟ لو اجتمعنا للصلاة فقط فهذا يكفى تحت قيادة روح الله محتاجين نعيش في سلام مع بعض مش كل كنيسة تخطف من الثانية، وتحاول تأخذ عضو من الثانية... الخادم أن لم يدفع العشور كيف ينتعش؟ هل يأخذ عشور الناس؟! نحن خدام المسيح لا ننتظر أجرًا... بنأخذ مرتبات لكن ليس هذا أجرًا، كما أن هناك شيوخ يخدمون بدون مقابل... نحن نعيش أحرار لا سلطان إلاّ للروح علينا. صحيح في رئاسات كتنظيم كنسي لكن كلنا أخوة لا نخشى إنسان ولا نستعبد لبشر، أنا جسمي بيقشعر عندما اسمع شخص يقول على إنسان مثله "يا سيدنا" ليس سيد إلاّ المسيح... أصعب شيء في المسيحية الفريسية عندما تفكر انك فوق الكل... لماذا لا نضع المنشفة حول حقوينا؟ القائد الذي يريد أن يكون هو المسئول الأول والأخير في الكنيسة يمثل مشكلة كبرى... المؤمن المنتعش يحب كل الأخوة حتى المعاكسين. أكبر غلطة للقادة تشويه صورة إنسان اخطأ، المؤمن الحقيقي الذي يريد الانتعاش هو الإنسان الوديع الهادي وليس الشرس. البعد عن الانتقاد فالتلاميذ وهم ينتظرون الروح القدس لم ينتقد أحدهم الآخر. المؤمن المنتعش لا ينتظر للسلبيات فقلبه مملوء بالإيمان وعقله مأخوذ بالأمور الروحية. انتهى الاجتماع ويعتبر هذا الاجتماع أهدأ الاجتماعات التي حضرتها حتى الترانيم كانت تؤدى بدون موسيقى.
والآن يا صديقي وقد أطلت عليك كثيرًا. أرجو أن تحتملني لنهاية المشوار... نستعرض معًا ميثاق كنيسة نهضة القداسة ثم نحاول أن نأخذ فكرة وافية عن جون ويسلي مؤسس الميثودست في العالم.
ظهر الميثاق في كتيب بعنوان "القداسة عقيدتي" ويشمل 37 مادة... نعرض هذه المواد باختصار شديد:
م1: تتحدث عن الله الواحد المثلث الأقانيم.
م2: تتحدث عن الآب والد الابن وباثق الروح القدس مع الابن.
م3: تتحدث عن الابن المتجسد من أجل خلاصنا.
م4: تتحدث عن الروح القدس المنبثق من الآب والابن، واهب المواهب.
م5: تتحدث عن الكتاب المقدس الموحى به من الله بدون الأسفار المحذوفة.
م6: تتحدث عن الملائكة الأبرار والأشرار.
م7: تتحدث عن الإنسان الحر القادر على الاختيار بين الشر والخير.
م8: تتحدث عن سقوط الإنسان في آدم.
م9: تتحدث عن الإرادة البشرية القاصرة عن فعل الصلاح.
م10: تتحدث عن خلاص الإنسان... الآب بذل ابنه من أجلنا.
م11: تتحدث عن الاختيار والمسئولية... الله دبر الخلاص لكل الناس لكن هذا الخلاص (الاختيار) مشروط بقبول الإنسان الذي يعتبر مسئولًا أمام الله عن قبول الخلاص أو رفضه.
م12: تتحدث عن الكفارة غير المحدودة التي قدمها الابن على الصليب.
م13: تتحدث عن الإيمان الخلاصي المقدم كعطية من الله، وليس على الإنسان إلاّ قبول هذا الإيمان بالعقل والقلب والإرادة.
م14: تتحدث عن التوبة والتذلل والاعتراف أمام الله.
م15: تتحدث عن التبرير بدم المسيح بالإيمان وليس بالأعمال.
م16: تتحدث عن التجديد بالروح القدس الذي يغير الميل السائد في النفس نحو الخطية.
م17: تتحدث عن الأعمال الصالحة كثمرة للإيمان.
م18: الإنسان المبرر ويخطئ تغفر خطيته بالتوبة، ولكن أن تمادى في الخطية يهلك.
م19: تتحدث عن التقديس بعمل النعمة حتى يصل الإنسان للتقديس الكامل.
م20: تتحدث عن التقديس الكامل حيث تموت الخطية بالكامل.
م21: تتحدث عن القداسة وهى حالة القلب بعد تمام التقديس الكامل.
م22: تتحدث عن المسحة (الامتلاء بالروح القدس) فالذين يتقدسون بالتمام يختبرون الامتلاء بالروح القدس فينالون مسحة وقوة ولهيبًا في الشهادة.
م23: تتحدث عن السلوك المسيحي، فقداستنا الاعتبارية في المسيح تلزمنا بالقداسة العملية في الحياة والسلوك.
م24: تتحدث عن يوم الأحد وتقديسه والامتناع عن المعاملات المادية.
م25: تتحدث عن رفض الزينة الخارجية.
م26: "نرفض رفضًا باتًا تعاطي المسكرات والمخدرات والتدخين وجميع المكيفات بشتى أنواعها وكل من يكون واقعًا تحت سلطانها لا يقبل بيننا ويرفض رفضًا باتًا من عضوية نهضة القداسة".
م27: تتحدث عن الفرائض ولا توجد إلاّ فريضتان هي المعمودية والعشاء الأخير.
م28: تتحدث عن معمودية الماء فهي التصديق الخارجي المنظور على عمل النعمة داخليًا "ونؤمن بمعمودية الأطفال باعتبار أن مواعيد العهد الجديد هي لنا ولأولادنا وذلك بناء على إيمان والديهم وتعهدهم بأن يربوهم في تأديب الرب وإنذاره ويمكن التغطيس أو الرش أو السكب، ومعمودية الماء هي معمودية الروح القدس وواضح أن كلمة المعمودية بالماء هي المستعملة لمعمودية الروح القدس".
م29: تتحدث عن العشاء الرباني، والذي يتناول بإيمان يشترك في جسد الرب ودمه روحيًا "والذين يتناولونها بالإيمان يشتركون في جسد الرب يسوع ودمه بكيفية روحانية لبنيانهم في النعمة، وعلى الذين يتقدمون إلى هذه الفريضة أن يمتحنوا أنفسهم ثم يقربوا مائدة الرب بالروح".
م30: تتحدث عن تكوين الأسرة وعدم السماح بالطلاق إلاّ لعلة الزنا.
م31: تعترف بجميع الطوائف وأن جميع الكنائس في كل العالم التي تتمسك بالحقائق الأساسية في الإنجيل وتعلن ولاءها للرب يسوع المسيح بأن تتخذه ربًا ومخلصًا تعتبر ضمن الكنيسة الواحدة المنظورة.
م32: تتحدث عن علاقة الكنيسة بالدولة، فالحكومة ترتيب إلهي يجب الخضوع له.
م33: تتحدث عن الحالة الوسطى، فأرواح الأبرار عقب الموت تذهب للفردوس مكان الراحة وأرواح الأشرار تذهب للهاوية حيث تتحمل قصاص خطاياها، وهذه الحالة بين الموت والقيامة تمثل حالة عدم كمال لأن السعادة العظمى والشقاوة الكلية ستكتمل عند القيامة والدينونة.
م34: تتحدث عن مجيء المسيح الثاني فالسيد المسيح الذي صعد إلى السماء سيأتي ثانية بصورة منظورة ومجد عظيم للدينونة فمجيء السيد المسيح سيكون مرة واحدة لا أكثر.
م35: تتحدث عن القيامة الواحدة حيث يقوم جميع الراقدين أبرار وأشرار، والأحياء تتغير أجسادهم.
م36: تتحدث عن الدينونة عقب القيامة لجميع البشر فيمضى الأشرار إلى العذاب الأبدي.
م37: تتحدث عن الحياة الأبدية للأبرار عقب القيامة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/eslah.html
تقصير الرابط:
tak.la/8dbbt69