س40: من هم الأشخاص الذين كانوا يقومون بعمل المسيا في العهد القديم؟ وكيف كان هذا العمل يشير لعمل المسيا المسيح؟
ج: أُطلقت كلمة "مسيا" في العهد القديم على ثلاثة أشخاص وهم الكاهن والملك والنبي، لأن وظيفة المسيا كانت صورة رمزية لوظيفة السيد المسيح، فهي وظيفة ضخمة ومتشعبة فكان من الصعب أن يشغلها شخص واحد فيصبح رمزًا للسيد المسيح من جميع الأوجه، ولهذا شغل هذه الوظيفة المسيانية العديد من الكهنة والملوك والأنبياء، فمثلًا موسى النبي الذي أنقذ الشعب من عبودية فرعون كان رمزًا للسيد المسيح الذي أنقذنا من عبودية إبليس، وداود الملك الذي عاش فترة ممسوحًا ملكًا وهو بلا مملكة كان رمزًا للسيد المسيح الذي قال "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 36) وهلم جرا...
وفي العهد القديم كان يُمسح الكهنة والملوك والأنبياء بالدهن المقدَّس وهو خليط من زيت الزيتون النقي والمر والقرفة وقصب الذريرة والسليخة (خر 30: 23 - 25) فكانوا يدعون مسحاء " لا تمسوا مسحائي ولا تؤذوا أنبيائي" (1أخ 16: 22) " لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز 105: 15) ونسمع عن مسح الكهنة عندما قال الرب لموسى "وتمسح هرون وبنيه وتقدّسهم ليكهنوا لي" (خر 30: 30) " وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي. ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم" (خر 40: 15) ونسمع عن مسح الملوك عندما قال الله لصموئيل عن شاول " فامسحه رئيسًا لشعبي إسرائيل" (1 صم 9: 16) " ومسحوا هناك داود ملكًا على بيت يهوذا" (2 صم 2: 4) وقال الرب لإيليا " أمسح حزائيل ملكًا على آرام وإمسح ياهو بن نمشى ملكًا على إسرائيل" (1 مل 19: 15، 16) ونسمع عن مسح الأنبياء عندما قال الرب لإيليا " وامسح إليشع بن شافاط بن آبل فحوله نبيًا عوضًا عنك" (1 مل 19: 16).
وكان روح الرب يحل على الإنسان الممسوح، فبعدما مسح صموئيل شاول قال له " فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحوَّل إلى رجل آخر" (1 صم 10: 6) وبعد أن مسح صموئيل داود " حل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدًا" (1 صم 16: 13).
وكان من الممكن للشخص الواحد أن يجمع وظيفتين فقط من الوظائف الثلاث، فهارون كان كاهنًا فقط، وأشعياء وحزقيال وملاخي كانوا أنبياء فقط، وشاول وعزيا كانا ملوكًا فقط، ولذلك عندما تجاسر شاول وعمل عمل الكهنوت شق الرب المملكة عنه (1 صم 13: 14) وعندما تجاسر عزيا على عمل الكهنوت ضربه الرب بالبرص (2 أي 26: 19) أما صموئيل فكان كاهنًا ونبيًا وكذلك أرميا وإيليا، وكان داود نبيًا وملكًا، ولم يوجد الشخص الذي جمع بين الوظائف الثلاث إلاَّ السيد المسيح وليس أحد سواه، فالرب يسوع بحسب الجسد مُسِح من الله وقال "روح الرب عليَّ لأن الرب مسحني" (أش 61: 1، لو 4: 18) فهو في الحقيقة " النبي الآتي إلى العالم" (يو 6: 14) الذي تنبأ عنه موسى قائلًا "يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من أخوتك مثلي. له تسمعون" (تث 18: 15) والسيد المسيح هو الكاهن الذي تنبأ عنه زكريا النبي قائلًا "هوذا الرجل الغصن اسمه... فهو يبني هيكل الرب. وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنًا على كرسيه" (زك 6: 12، 13) وقال عنه المزمور " أقسم الرب ولن يندم. أنت الكاهن إلى لا بُد على رتبة ملكي صادق" (مز 11: 4) وأكد المعنى بولس الرسول فيقول "حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرًا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى لا بُد" (عب 6: 20) والسيد المسيح هو الملك " هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9) ورأيناه ملكًا للملوك.
السيد المسيح هو المخلص الذي أخبر الأنبياء بخلاصه " قولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافوا. هوذا إلهكم... هو يأتي ويخلصكم" (أش 35: 4).. " قد محوت كغيمٍ ذنوبك وكالسحابة خطاياك. أرجع إليَّ لأني فديتك" (أش 44: 22).. " قد شمَّر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا" (أش 52: 10).. " هوذا الرب قد أخبر إلى أقصى الأرض. قولوا لابنه صهيون هوذا مخلصك" (أش 62: 11).
وأعلن السيد المسيح عن ذاته كمخلص العالم فقال "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" (يو 3: 17)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقال في بيت زكا " لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لو 19: 10) وقال أيضًا " لأنني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلّص العالم" (يو 12: 47) وعندما رفضه أهل السامرة، وطلب منه يعقوب ويوحنا أن تنزل نار من السماء وتحرق المدينة " فالتفت إليهما وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن إنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" (لو 9: 55، 56).
وشهد الرسل أنه مخلص العالم فيقول بطرس الرسول "ليس بأحد غيره الخلاص. لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغي أن نخلُص" (أع 4: 12) ويقول بولس الرسول "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلّص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 1: 15). ويوحنا الحبيب يقول " ونحن قد نظرنا ونشهد إن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم" (1 يو 4: 14) ويقول يهوذا الرسول " الإله الحكيم الوحيد مخلصنا.." (يه 25).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/messiah-works.html
تقصير الرابط:
tak.la/5ryhjp3