س8: هل تحدث التلاميذ عن سرمدية السيد المسيح؟
ج: نعم. تحدث التلاميذ والرسل عن سرمدية السيد المسيح، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1- قال يوحنا الحبيب عن السيد المسيح " في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس... كان في العالم وكُوَّن العالم به" (يو 1: 1 - 10) لاحظ إن معلمنا يوحنا لم يقل في البدء وُجِد الكلمة أو خُلِق الكلمة أو جُبِل الكلمة لأن كل هذه التعبيرات ضد أزليته، ولكنه قال "في البدء كان الكلمة " لتأكيد أزليته، وعندما قال "والكلمة كان عند الله " لم يقصد بهذا تحديد مكان معين ولكنه يقصد الكينونة الأزلية للابن مع الآب، ولهذا عاد وقال "وكان الكلمة الله".
و " كان " هنا لا تعبر عن فعل ماض ناقص، أي إن الكلمة كان موجودًا في الماضي ولم يعد موجودًا الآن. إنما تعبر عن فعل ماض تام. أي أنه كان موجودًا في الماضي منذ الأزل وموجودًا في كل لحظة وإلى لا بُد، ويقول القديس باسيليوس "لا يمكن أن يهرب الفكر من سيادة كلمة {كان} ولا يُستطاع تخيل الرجوع إلى ما قبل البدء، لأنه مهما رجعت بالفكر للخلف فلن تجد نقطة يمكن أن تتوقف عندها {كان} ومهما أجهدت نفسك لترى ماذا وراء الابن، فلن تستطيع معرفة ما قبل البدء" (N. & P. Fath. 2 nds. Vol. X209).(27)
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "قال {في البدء كان الكلمة} ليدل على أزليته ومساواته للآب في الجوهر والوجود، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وليُعرف الفرق بينه وبين الخليقة كما قيل {في البدء خلق الله السموات والأرض} ويوحنا قال {في البدء كان الكلمة} فعلَّمنا عن الولادة الإلهية، وأنه أزلي سرمدي غير مفعول ولا محدث. فبقوله {كان} بيَّن أنه لم يكن زمن كان ابن الله غير موجود فيه. بل أنه وُلِد من الآب قبل الأزل وهو أزلي، لأنه كما أنه لا يظهر أبدًا شعاع الشمس بدون نور هكذا لم يكن الآب أبدًا بدون الابن بل هما معًا، أي في الوقت نفسه كان الآب مع الابن، كما إن النور هو من الشعاع، وكما أننا نضل إذا قلنا أننا نعاين الشعاع أولًا وبعده النور هكذا نضل أيضًا إذا اعتقدنا أنه وُجِد الآب أولًا ثم بعده بزمان وُلِد الابن، فالإنجيل بقول {كان} نفى تصوُّر كل زمن سابق"(on Johon hom 13 see also) (28)
ويجب أن نؤكد أن " في البدء" (يو 1: 1) تختلف عن " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1) لأن:
" في البدء" (تك 1: 1) = بدء الخليقة
" في البدء" (يو 1: 1) = البدء الذي ليس قبله بدء = الأزل
2- أكد بولس الرسول على أزلية السيد المسيح عندما قال أنه كائن قبل كل شيء، وكل شيء قد خُلِق بواسطته " الكل به وله قد خُلِق. الذي هو قبل كل شيء. وفيه يقوم الكل" (كو 1: 16، 17) وقال أيضًا " النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" (2تي 1: 9) كما أشار إلى أبديته عندما قال "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. وأنت يا رب في البدء أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى. وكرداء تطويها فتتغيَّر ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عب 1: 8 - 12). وأيضًا أشار إلى سرمدية السيد المسيح عندما قال "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى لا بُد "(عب 13: 8) والمقصود بالأمس هنا الأمس البعيد أي الأزل.
3- قال معلمنا بطرس الرسول "عالمين أنكم افتديتم... بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" (1بط 1: 18 - 20) فقوله "معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم" إشارة إلى أزلية السيد المسيح، وقوله "قد أُظهر في الأزمنة الأخير" إشارة إلى تجسده في ملء الزمان.
_____
(27) أورده القس عبد المسيح بسيط في كتابه المسيح هو الإله القدير ص 26.
(28) المرجع السابق ص 31، 32.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/eternity-disciples.html
تقصير الرابط:
tak.la/svs92p4