س 60: قال البعض: لماذا لم يقل المسيح أنا ربكم فاعبدوني؟ ولماذا لم يصرح أنه الله؟
فيقول أحمد ديدات " إذا كان عيسى أدعى أنه إله أو أنه الله، فأين هذا الإدعاء؟ هل توجد فقرة واحدة من الكتاب المقدَّس حيث ادعى عيسى ذلك؟ لا هل توجد فقرة واحدة في الكتاب المقدَّس حيث يقول عيسى "أعبدوني"؟ لا ... إذا أريتموني أن عيسى قال في أي موضع في الكتاب المقدَّس " أعبدوني " فأنا على استعداد لأعبده ... أروني أين قال عيسى أنه إله أو أنه الله في الكتاب المقدَّس وأنا على استعداد لأن أقبله باعتباره إلهًا أو باعتباره الله" (84)
كما قال أحمد ديدات أيضًا " ولو إن المسيح هو الله فقد كان يجب أن يتكلم... فيقول "أنا الله. فأعبدوني" وما كان ليترك هذه المسألة لخيال الناس وظنونهم من غير أن يحسمها. فليس من أخلاق النبوة أن يترك الناس رهن الاعتقادات الخرافية والأوهام وانطباعاتهم ومفاهيمهم الشخصية التي من الممكن أن يضيفوا إليها أو يلفقوا لأنفسهم ديانة. إن أنبياء الله كلامهم واضح وقاطع. كما قال المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام {أعبدوا الله ربي وربكم} (85)
ج: 1- قال الرب يسوع عن نفسه أنه ابن الله، وإنه والآب واحد، وأنه في الآب والآب فيه، وصنع أعمالًا لا يعملها أحد قط غير الله وحده مثل الخلقة ومغفرة الخطايا، وتكلم بأسلوب لم يتكلم به أحد قط في كل مكان وزمان، وهو العالم بكل شيء، وهو الديان. كما أنه أظهر سلطانه على كل شيء كما رأينا منذ قليل.
2- قال المسيح لليهود: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضًا أن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو 5: 17، 18) وعندما قال لهم " أنا والآب واحد. تناول اليهود أيضًا حجارة ليرجموه. أجابهم يسوع أعمالًا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني. أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسنٍ بل لأجل تجديف. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا" (يو 10: 30 - 33).
3- كان لا بُد أن يتم التدبير الإلهي تجاه خلاص الإنسان، فالسيد المسيح قد جاء لكي يُصلب ويفدينا من حكم الموت الواقع علينا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك أخلى الرب يسوع لاهوته في مرات كثيرة عن الشيطان وعن اليهود، حتى يتحير الشيطان ويثير عليه اليهود ليقتلوه، وهذا ما كان يريده الرب تمامًا لكيما يفدينا.
4- كان لا بُد أن يحل الروح القدس على البشرية المفديَّة بالدم ويسكن فيها، وبدون الروح القدس لا يقدر أحد أن يعترف بألوهية السيد المسيح " ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاَّ بالروح القدس" (1 كو 12: 3).
ويقول قداسة البابا شنوده الثالث "لو قال عن نفسه أنه إله، لرجموه. ولو قال للناس "أعبدوني" لرجموه أيضًا، وانتهت رسالته قبل أن تبدأ... إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر. بل هو نفسه قال لتلاميذه " عندي كلام لاقوله لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوه الآن" (يو 16: 12).
لذلك لما قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " قالوا في قلوبهم " لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟! من يقدر أن يغفر الخطايا إلاَّ الله وحده" (مر 2: 6، 7).. كذلك لما قال لليهود "أنا والآب واحد " تناولوا حجارة ليرجموه (يو 10: 30، 31) متهمين إياه بالتجديف وقائلين " فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا" (يو 10: 33).
إذًا ما كان ممكنًا عمليًا أن يقول لهم إنه إله، أو أن يقول لهم أعبدوني ولكن الذي حدث هو الآتي:
لم يقل أنه إله، ولكنه اتصف بصفات الله.
ولم يقل أعبدوني لكنه قَبِل منهم العبادة.
والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا... سنورد فقط ما قاله السيد المسيح عن نفسه...
* نسب السيد المسيح لنفسه الوجود في كل مكان، وهي صفة من صفات الله وحده: فقال "حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20).. " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20) وهي عبارة تعطي نفس المعنى السابق. وبينما قال هذا عن الأرض، قال للص التائب " اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) إذًا هو موجود في الفردوس، كما هو في كل الأرض.
وقال لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13) أي أنه في السماء. بينما كان يكلم نيقوديموس على الأرض...
* ونسب نفسه إلى السماء، منها خرج وله فيها سلطان: فقال "خرجت من عند الآب. وأتيت إلى العالم" (يو 16: 28) وقال أنه يصعد إلى السماء حيث كان أولًا (يو 6: 62) وفي سلطانه على السماء قال لبطرس "وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات" (مت 16: 19).
* ونسب إلى نفسه مجد الله نفسه: فقال "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (مت 16: 27) وهو نسب لنفسه مجد الله، والدينونة التي هي عمل الله، والملائكة الذين هم ملائكة الله. وقال أيضًا أنه سيأتي " بمجده ومجد الآب" (لو 9: 26) وقال أيضًا " من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي. كما غلبت وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ 3: 21) هل يوجد أكثر من هذا أنه يجلس مع الله في عرشه؟!
* كذلك تقبَّل من الناس الصلاة والعبادة والسجود: قال عن يوم الدينونة " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (مت 7: 22) وقبِل من توما أن يقول له " ربي وإلهي " ولم يوبخه على ذلك. بل قال له " لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20: 27 - 29) كذلك قَبِل سجود العبادة من المولود أعمى (يو 9: 38) ومن القائد يايرس (مر 5: 22) ومن تلاميذه (مت 28: 17).. ومن كثيرين غيرهم. وقَبِل أن يدعى ربًا، وقال أنه رب السبت (مت 12: 8) والأمثلة كثيرة" (86)
_____
(84) عيسى الله أم بشر أم أسطورة ص 51، 52.
(85) المرجع السابق ص 66، 67.
(86) سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة لاهوتية وعقائدية (أ) ص 46 - 48.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/e3bodny.html
تقصير الرابط:
tak.la/v3mrack