St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

35- ما هي أهم ثمار القيامة اللذيذة، وما هي ثمار الشكوك القاتلة؟

 

س 26: ما هي أهم ثمار القيامة اللذيذة، وما هي ثمار الشكوك القاتلة؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: بالقيامة كان استعلان ألوهية المسيح.. فكل ما ظنه اليهود الأتقياء في السيد المسيح أنه مجرد إنسان مُرسَل من اللَّه لأداء مهمة معينة. أما اليهود الأردياء فلم يصدقوه، بل قاوموه وعيَّروه بما قالـه (أنـه ابن اللَّه) والتفوا حول الصليب "يُجَدِّفونَ عليه وهم يَهُزُّون رُؤوسهم. قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيّام، خلّص نَفْسَك. إن كُنت ابن اللَّه فانزل عن الصَّليب" (مت 27: 39، 40) أمَّا السيد المسيح فقد صنع ما هو أعظم من النزول عن الصليب، إذ بعدما سلم نفسه للموت من أجلنا قام منتصرًا ناقضًا أوجاع الموت، وقد أثبت صحة قوله أنه ابن اللَّه بالقيامة أكثر من جميع المعجزات التي أجراها، ولذلك يقول الإنجيل "وتَعيَّن ابن اللَّه بقوَّة من جَهة روح القَدَاسة، بالقيامة من الأموات" (رو 1: 4) و"تعيَّن" هنا أي اُستعلن لاهوته بالقيامة من الأموات.

 بالقيامة عاد المسيح إلى كنيسته.. فلو ظل في قبره لفقدته الكنيسة التي تبعثرت بصلبه، ولكنه قام فهو قائم في وسط كنيسته يحقق وعوده "حيثما اجتَمَعَ اثنان أو ثلاثة باسْمي فهُناك أكون في وسْطهم" (مت 18: 20) "ها أنا مَعَكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. آمين" (مت 28: 20).

 بالقيامة نلنا النصرة على الخطية والموت والشيطان.. فالصليب بدون قيامة هو الموت بعينه، أما القيامة بعد الصليب فهي الحياة بعينها.. بالصليب حلَّ السيد المسيح مشكلة الخطية، وبالقيامة حلَّ مشكلة الموت. بالصليب خلصنا من سلطان إبليس، وبالقيامة صيَّرنا أبناء لأبيه. بالصليب وفّىَ العقوبـة التي علينا، وبالقيامة ردّنا إلى الفردوس المفقود، ولذلك اختار قبرًا جديدًا في بستان أخضر.

 بالقيامة تبرَّرنا وصار لنا سلام مع اللَّه.. فالسيد المسيح "أُسلِمَ من أجل خَطَايانا وأُقِيمَ لأجْل تبريرنَا" (رو 4: 25).. "فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سَلاَم مع اللَّه بربِّنا يسوع المسيح" (رو 5: 1).

St-Takla.org Image: Noli me tangere (don't cling to me, don't touch me), fresco by Fra Angelico, 1422 (details 3). The biblical scene of Mary Magdalene's recognizing Jesus Christ after his resurrection. - Museum and Convent of St. Mark Church (Basilica di San Marco), Florence (Firenze), Italy. It dates back to the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 3, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: "لا تلمسيني" قول السيد المسيح للقديسة مريم المجدلية عند تعرفها عليه بعد القيامة، رسم الفنان فرا أنجيليكو، 1422 م. (تفاصيل 3) - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014

St-Takla.org Image: Noli me tangere (don't cling to me, don't touch me), fresco by Fra Angelico, 1422 (details 3). The biblical scene of Mary Magdalene's recognizing Jesus Christ after his resurrection. - Museum and Convent of St. Mark Church (Basilica di San Marco), Florence (Firenze), Italy. It dates back to the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 3, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "لا تلمسيني" قول السيد المسيح للقديسة مريم المجدلية عند تعرفها عليه بعد القيامة، رسم الفنان فرا أنجيليكو، 1422 م. (تفاصيل 3) - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014

 بالقيامة انتصرنا على الهزيمة والفشل واليأس.. انقشعت ساعة الظلمة وأشرقت أنوار القيامة لكيما تبعث في كل نفس متعبة ذليلة القوة والأمل والحياة والنصرة والرجاء في الأبدية السعيدة.

 بالقيامة نسلك في جدّة الحياة.. "فدُفِنَّا مَعَهُ بالمعموديّة للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمَجد الآب، هكَذا نَسْلُك نحن أيضًا في جِدَّة الحياة" (رو 6: 4) فالمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح المصلوب القائم: "مُبَارك اللَّه أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حَسَب رحمته الكَثيرة وَلَدنَا ثانيةً لرجاءٍ حَي، بقيامَةِ يسوع المسيح من الأموات" (1بط 1: 3).. "لأعْرفَهُ، وقوَّة قيامَتِهِ وشركَة آلامِهِ، متشبّهًا بمَوتِهِ" (في 3: 10).

 بالقيامة أصبح هناك معنى جديد للألم.. فهو مشاركة للمسيح المصلوب حتى إذا تألمنا معه نستحق أن نتمجَّد معه "إن كُنا نتألَّم مَعَه لكي نتمجَّد أيضًا معه" (رو 8: 17) حتى أصبح الألم هبة لأبناء اللَّه الأمناء "لأنه قد وُهِبَ لكم لأجْل المسيح لا أن تُؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألَّموا لأجْلِهِ" (في 1: 29).

 بالقيامة أصبح لنا الحق في سكنى الملكوت.. بالصليب رضى الآب عن البشرية، وبالقيامة دخلنا إلى دائرة الحب الإلهي: "لأنه إن كُنَّا قد صِرنا مُتَّحدين مَعَهُ بشبه موته، نَصير أيضًا بقيامَتِهِ" (رو 6: 5).. "وأقامَنا مَعَه، وأجْلَسنا مَعَهُ في السَّماويَّات في المسيح يسوع" (أف 2: 6).. إلخ.

 

 وبينما نتمتع نحن بثمار القيامة اللذيذة، فإن الشيطان لا يكفّ عن إلقاء الشكوك القاتلة في قلوب الناس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. لقد تلقى الشيطان الهزيمة الساحقة على الصليب، ولكن لأنه لا يعرف لليأس طريقًا، فلذلك ذهب يجمع أشلاءه المتناثرة محاولًا بكل ما بقى له من جهد أن يزرع فكر الشك في القيامة، فتارة يلقي بذار الكذب في قلوب رؤساء الكهنة والكتبة فيدفعون الرشوة للجنود الرومان لكيما يكذبوا ويقولوا أن تلاميذه جاءوا ليلًا وسرقوا الجسد ونحن نيام، وتارة يحاول الشيطان بث أفكاره من خلال مدرسة النقد الأعلى التي نشطت في القرنين 18، 19، والتي أنكرت كل ما هو معجزي في الكتاب المقدَّس بما فيه القيامة، وإن أرادت نعمة اللَّه وعشنا فإن موضوع مدارس النقد وما نشأ عنها من أفكار هدّامة مُحاوِلة نقض الكتاب المقدَّس، والرد على هذه الأفكار، فإنها ستكون موضوع بحث مستفيض لنا إن أراد الرب ذلك، وهنا نعرض باختصار شديد بعض الأشخاص الذين استغلهم الشيطان للتشكيك في قيامة السيد المسيح:

ماثيو أرنولد - هرمان صموئيل ريماروس - شيلر ماخر - فنيتورني - كورث بيرنا - هيوج شوتفيلد - د. تريفور لويد دافيز وزوجته مارجريت

 

1ـ "ماثيو أرنولد": ألف كتابًا بِاسم "التعقُّـل العذب" Sweet Reasonobleness وأنكر فيه كل معجزات العهد الجديد بما فيها قيامة المسيح، وجرّد الإنجيل كلية من المعجزات.

2ـ "هرمان صموئيل ريماروس" Hermann Samuel Reimurus (1694 ـ 1768م): وهو أحد أساتذة اللغات الشرقية في مدينة همبورج الألمانية، وقد ادَّعى أن يسوع كان يهوديًّا وظل هكذا، وأنه سعى نحو المُلك الأرضي، وعندما دخل أورشليم كملك منتصرًا كاد أن يصل إلى هدفه، ولكن هذه الحادثة قادته للصليب، فصُلِب ومات ولم يَقم، ولكن التلاميذ الذين لم يرغبوا في العودة إلى أعمالهم الطبيعية ادَّعوا قيامته (راجع القس حنا جرجس الخضري ـ تاريخ الفكر جـ 1 ص 157). وقد وضع هيرمان صموئيل كتابًا نقديًا معتبرًا معجزات العهد القديم أساطير، ومعجزات العهد الجديد خداع، وانتقد الأناجيل الأربعة، وشخصية السيد المسيح، ولكنه لم يجرؤ على نشر كتابه هذا، وبعد موته قام "ليسنج" سنة 1778م بنشر بعض فقرات من كتابه، فقوبلت باعتراض شديد.

3ـ "شيلر ماخر" Schlerier Macher (1768 ـ 1834م): وهو يمثّل المدرسة العقلانية الألمانية، وقد رفض سلطان الكتاب المقدَّس، وأهمل العهد القديم، وأنكر المعجزات بما فيها قيامة المسيح، وألَّف كتابًا بِاسم: "حياة يسوع" حيث ادَّعى أن القيامة ما هي إلاَّ عودة للوعي بعد إغماء طويل، ونُشر كتابه بعد موته.

4ـ " فنيتورني" K. H. Venturini (1768 ـ 1848م) مع "أهرد" K. F. Ahrd (1741 ـ 1892م) حيث ظن كل منهما أن يسوع كان عضوًا في جماعة الأسينيين، وأنه صُلِب، ولكنه لم يمت بل تعرَّض للإغماء، فأخذه الأطباء الأسينيون وعالجوه حتى استرد قوته وظهر للتلاميذ (راجع القس حنا جرجس الخضري ـ تاريخ الفكر جـ1 ص 158) وفي سنة 1851م ظهر كتاب في السويد بعنوان: "صلب يسوع بقلم شاهد عيان" وهو عبارة عن رسالة من شيخ أسيني في أورشليم كتبها بعد صلب السيد المسيح بسبع سنوات إلى شيخ أسيني آخَر في الإسكندرية وجاء فيها: "لم تحدث قيامة ولكن الأسينيين أقاموا يسوع من إغمائه بعد صلبه. ثم عاش ستة أشهر أخرى قبل أن يموت"(187) وادَّعى أن كل من يوسف الرامي ونيقوديموس ويوحنا المعمدان وحتى الملاك الذي ظهر وقت القيامة جميعهم كانوا أعضاءً في جماعة الأسينيين.

5ـ "كورث بيرنا": وهو كاتب ألماني في القرن العشرين، وقد ادَّعى أن كفن تورينو يثبت أن المسيح لم يمت على الصليب، وأن القيامة ما هي إلاَّ صحوة إنسان من القبر (راجع إيين سميث ـ كفن تورينو المقدَّس ـ ترجمة القمص سرجيوس عطا اللَّه ص 14).

6ـ "هيوج شوتفيلد": وهو كاتب يهودي وقد أصدر كتابه "مؤامرة الفصح" The Passover plat بعد صدور وثيقة الفاتيكان سنة 1963م بتبرئة اليهود من دم المسيح، وقد ادَّعى هيوج بأن عملية الصليب بالكامل كانت من تدبير المسيح، فهو الذي اختار الوقت المناسب ليُحاكم ويُصلب ويُدفن بسرعة فائقة. كما أنه تناول مخدرًا مع الخل ليتحمل عذاب الصلب، وعملت الحنوط على تضميد جراحاته. ثم أخذه التلاميذ في غفلة من أعين الحراس إلى مكان مجهول حيث مات ميتة طبيعية، وبذلك أنكر قيامة السيد المسيح من بين الأموات، فقال شوتفيلد عن السيد المسيح: "إنه هو الذي دبَّر عملية صلبه كجزء من مؤامرة خاصة، ولذلك قبل أن يطرحه الرومان على الصليب تناول مخدرًا حتى لا يشعر بآلام الصليب التي كانت ستحل به. وبعد ثلاث ساعات من صلبه، نقله تلاميذه وهو على قيد الحياة إلى القبر، وهناك وضعوا في أكفانه الكثير من العقاقير والعطور التي ساعدت على التئام جروحه وإنعاش نفسه. وقد انتهزوا فرصة عطلة السبت وهو اليوم التالي لصلبه، وسرقوه فـي غفلة من الحراس ثم ذهبوا به إلى بلاد بعيدة، فعاش في هذه البلاد حتى مات"(188).

7ـ د. تريفور لويد دافيز وزوجته مارجريت: وكان تريفور طبيبًا متقاعدًا، وعمل من قبل كرئيس للمستشارين بوزارة العدل البريطانية في نهاية القرن العشرين. أما زوجته مارجريت فإنها كانت متخصَّصة في علم اللاهوت، وقال الاثنان: إما أن السيد المسيح تعرَّض للإغماء فقط دون الموت وهو على الصليب، أو قد يكون تظاهَر بالموت ونشر نظريته هذه في مجلة الكلية الملكية للأطباء في بريطانيا، ونشرت هذا الخبر جريدة التايمز البريطانية تحت عنوان "المسيح لم يمت على الصليب" وأشارت لهذا الخبر جريدة الأخبار القاهرية سنة 1991م.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(187) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 60.

(188) أورده عوض سمعان في كتابه "قيامة المسيح والأدلة على صدقها" ص 47.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/resurrection.html

تقصير الرابط:
tak.la/fjqq8d3