St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

44- كيف كانت الحراسة والأختام والقبر الفارغ شهادات قوية على حقيقة القيامة؟

 

8ـ الجنود والأختام والقبر الفارغ:

س34: كيف كانت الحراسة والأختام والقبر الفارغ شهادات قوية على حقيقة القيامة؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: أخذ يوسف الرامي جسد يسوع، وكفّنه مع نيقوديموس " ووضَعَهُ في قَبْرِه الجَديد الذي كان قد نَحَتَه في الصَّخرة، ثم دَحْرَج حَجَرًا كبيرًا على باب القَبْر ومضى" (مت 27: 60)، لقد حَفَر يوسف القبـر لنفسه، ووهبه للسيد المسيح بعد موته، وبترتيب إلهي وُضِعَ جسد المُخلّص في قبر جديد بمفرده، حتى متى قام لا تُنسب قيامته إلى شخص آخَر، وأيضًا حتى لا يدّعي البعض أن عظام إنسان آخَر قد أقامته كما أقامت عظات أليشع ميتًا من قبل (2مل 13: 21).

St-Takla.org Image: The Resurrection of Jesus Christ, modern Coptic art by Mr. Samy Henns at Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح، أيقونة قبطية حديثة رسم الفنان سامى حنس في كنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مصر

St-Takla.org Image: The Resurrection of Jesus Christ, modern Coptic art by Mr. Samy Henns at Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح، أيقونة قبطية حديثة رسم الفنان سامى حنس في كنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مصر

 وبعد دَفن السيد المسيح مساء الجمعة، ذهب رؤساء الكهنة إلى بيلاطس يوم السبت وقالوا له: "يا سيّدُ، قد تَذَكّرنا أن ذلك المُضِلّ قال وهو حيٌّ: إني بعد ثلاثة أيَّام أقُوم. فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذُهُ ليلًا ويَسْرقُوه، ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضَّلالة الأخيرَةُ أشرَّ من الأولى! فقال لهم بيلاطُس: عندَكُم حُرَّاس. اذهبوا واضبطوه كما تعلَمُون. فمَضوا وضَبَطوا القبر بالحُرَّاس وخَتَموا الحجر" (مت 27: 63 ـ 69)، والحرّاس الذين ضبطوا القبر من الجنود الرومان وليس من جند الهيكل بدليل أنهم ختموا القبر بختم الإمبراطورية الرومانية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأيضًا بعد القيامة قدَّم لهم رؤساء الكهنة رشوة لينكروا القيامة ويدَّعوا أن التلاميذ أتوا ليلًا وسرقوه، وقالوا لهم: "وإذا سُمِعَ ذلك عند الوالي فنحن نستعطفُهُ ونجعلكـم مطمَئِنّين" (مت 28: 14) أما قول بيلاطس: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه"، فهو يعني أن الحراس متوفرون ويمكنكم أخذ ما تشاءون منهم لهذه المهمة البسيطة، وكان عدد الحراس يتراوح من عشرة إلى ثلاثين جنديًا بقيادة "بترونيوس" قائد المئة، وقبل أن يحرسوا القبر تأكدوا من وجود الجسد داخله، وأعادوا دحرجة الحجر وختم القبر، والجندي الروماني معروف باليقظة لأن نومه وقت نوبته يعني موته، بالإضافة إلى أنه كان هناك تحذير سابق باحتمال تسرُّب التلاميذ للقبر ليلًا ليسرقوا الجسد، ولذلك فمن المؤكد أنهم لم يناموا هذه الليلة، والجنود اليقظون هم شهود للقيامة وإن كانوا قد باعوا ضميرهم من أجل حفنة من المال أو الذهب، كما أن وجود الختم الذي يحمل النسر الروماني كان كافيًا لحفظ الحجر مكانه، فلا يجرؤ إنسان على فك الختم الروماني دون أن يُعرّض حياته للخطر، فوضع هذا الختم هو وضع شاهد على حقيقة القيامة. إذًا وضع الحراس وختم الحجر كانوا من شهود القيامة، ولك أن تتعجب يا صديقي لأن أي ميت على مدار التاريخ كله وضعوا على قبره الأختام وجلس الحراس يحرسونه! ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إن اليهود قد قدّموا لنا برهان القيامة دون أن يقصدوا. "وهذا الختم وهذه الحراسة المشدَّدة دليل واضح على عدم وجود خداع في قيامة المسيح. ولمَّا كانت هذه الإجراءات قد اُتخذت فإن وجود القبر خاليًا لبرهان قاطع على أنه قام. هل ترى إذًا كيف قدَّموا البرهان على صدق حقيقة القيامة، دون قصد؟"(207).

 أمَّا القبر الفارغ فقد كان شاهدًا عظيمًا لقيامة السيد المسيح، ويقول فرنك موريسون المحامي: "والقبر الفارغ يقف صخرة راسخة كدليل من أقوى الأدلّة على قيامة المسيح. لقد ربح الرسل كثيرين للإيمان بالمسيح، بالرغم من عداوي السامعين، بعد أن أعلنوا خبر القيامة المُفرح، وهم على بُعد قريب من القبر، يمكن لمن يشاء أن يذهب إليه بنفسه. فهل كان يمكن أن يربحوا كل هؤلاء لو أن جسد المسيح كان مسجي في قبره؟! وهل يمكن أن يقبل الكهنة والفريسيون وقادة اليهود ما أعلنه التلاميذ البسطاء، بدون مقاومة، لو لم يكن القبر فارغًا فعلًا؟! إن حقيقة القيامة ما كان يمكن أن تُعلَن في أورشليم لو لم يكن القبر قد خلا حقًا من جسد المسيح، فقد كان اليهود قادرين على إحضاره لو أنه كان موجودًا"(208).

 وكان هناك ترتيبًا إلهيًا عجيبًا أن يكون القبر الممجد وسط بستان، لكيما يعلن للجميع أنه بقيامة السيد المسيح قد أعادنا إلى الفردوس المفقود، وحتى شم النسيم هو عيد مصري قديم، قد ارتبط بعد ذلك بعيد القيامة، وفيه نخرج إلى الحقول فنتذكّر الفردوس الذي فقدناه بواسطة آدم الأول، وكيف استرجعناه بقيامة آدم الثاني من بين الأموات.

 وما زال القبر الفارغ يشهد لقيامة المسيح من جيل إلى جيل، فكل قبور العالم بها عظام أموات. أمَّا قبرك يا مُخلّصنا الصالح فمنه تفوح رائحة الحياة، وفي سبت النور من كل عام يفج نورك أيها المسيح القائم فيشعل القناديل ويُوقِد الشموع، وكل مَن لا يصدِّق فليذهب ليعاين، وكل مَن يذهب ويعاين فليؤمن بالمسيح المصلوب عنا والقائم من بين الأموات، ومَن يؤمن بالصليب فإن رجاءه لن يخيب، ولن يقف أمام القاضي العادل كغريب. بل سينجو من الغضب الرهيب.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(207) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 257.

(208) المرجع السابق ص 262.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/resurrection-proof.html

تقصير الرابط:
tak.la/xvy86x3