الفصل التاسع والثلاثين: التنويم المغناطيسي
في هذا الفصل نناقش معًا يا صديقي النقاط الآتية:
أولًا: التنويم المغناطيسي.
ثانيًا: فرانز مسمر رائد المغناطيسية.
ثالثًا: العلاج المغناطيسي.
عُرف التنويم المغناطيسي في مصر القديمة فقيل أن كليوباترا كانت تضع مغناطيسًا على جبهتها اعتقادًا منها بأنه يحافظ على جمالها (موقع Encyclopedia بشبكة الإنترنت) وكذلك عُرف في اليونان وبابل، كما استخدمه فقراء الهند بطريقة بارعة، وخلطه البعض بالسحر والشعوذة والدجل، وعندما اكتشف الطبيب السويسري باراسيليوس في القرن السادس عشر بالمغناطيسية البشرية، كان يعتقد أن النجوم من خلال طبيعتها المغناطيسية تؤثر على البشر، واعتقد أن أي مغناطيس له القدرة على التأثير في الجسم البشري من خلال الانبعاثات غير المرئية التي تصدر منه (موقع رحلة الحياة بشبكة الإنترنت).
ويعتمد التنويم المغناطيسي على الإيحاء والتأمل، وبتعبير علم النفس الحديث يعتمد على " التأمل الإيحائي "، ولا توجد علاقة بين التنويم المغناطيسي والنوم لأن الشخص المُنوَم يكون في كامل شعوره، ولكنه يكون في استرخاء كامل من الناحية الذهنية والجسدية، ويؤثر التنويم المغناطيسي على العقل الغير واعي، حتى إنه يتحكم في ضربات القلب وضغط الدم والإحساس بالجوع.
وتتم عملية التنويم المغناطيسي بين شخصين هما المُنوّم والمُنوَم، ولا تتم إلاَّ إذا كان المُنوّم على دراية وخبرة بالتنويم، وذو شخصية قوية ومؤثرة، يتميز بالوقار والصبر والحب. ولابد أن المُنوَم يقبل هذا العمل، وفي التنويم الجزئي لا يستطيع المُنوّم أن يُجبر المُنوَم على عمل لا يرغب فيه، وليس كل الأشخاص يقبلون التنويم المغناطيسي، فهناك نسبة 15 % يقبلون الإيحاء، ونسبة 10 – 15 % يرفضون الإيحاء وبالتالي لا يخضعون للتنويم، ونسبة 70 – 75 % بين هذا وذاك. وفي عملية التنويم المغناطيسي يُخاطب المُنوّم العقل الباطن ويعطيه الأوامر التي تؤثر فيه ويلتزم بها، فمثلًا لو أعطى المُنوّم المريض كوب ماء وأفهمه أن هذا الماء به شطة حارة وطلب منه أن يشربه، فبعد شربه واستيقاظه يبصق باشمئزاز ويشعر وكأنه شرب ماء به شطة، ولا يمكن تغيير هذا الشعور إلاَّ عن طريق جلسة تنويم أخرى (موقع رحلة الحياة بشبكة الإنترنت).
وعندما تبدأ جلسة التنويم المغناطيسي قد يطلب المُنوّم من المُنوَم أن يركز بصره في شيء محدَّد مثل نقطة معينة في سقف الغرفة، ويظل هكذا حتى يغمض عينيه وتسترخي كل عضلات جسمه، وهو ينصت لصوت المُنوّم، ويسيطر المُنوّم على المُنوَم، ومع هذا فإن المُنوَم لا يقوم بأي عمل رغمًا عنه، وفي إحدى الطرق المستخدمة في التنويم المغناطيسي يضع المُنوّم شمعة مضيئة على علو مرتفع ويطلب من الوسيط أن ينظر إليها دون أن يرمش أكثر من الحد الطبيعي، ويفتح المُنوَم فمه باتساع 2 – 3 سم حتى يتدلى لسانه على أسنانه السفلية، ويتنفس بانتظام، وبعد ثلاث دقائق يرفع المُنوّم يد الوسيط (المُنوَم) اليسرى ويجعلها خلف رأسه، بينما يمرر أصابعه على الأعصاب الفقرية ثم يطلب من الشخص أن يغلق عينيه، فيستسلم الوسيط للنوم، ولكن لابد أن الوسيط يكون له الرغبة في هذا. أما إن كان الوسيط غير مقتنع بهذا فإنه لن يخضع للتنويم.
وهناك التنويم المغناطيس الذاتي، حيث يقوم الشخص بإجراء عملية التنويم لنفسه، وبالذات عندما يزداد الضغط النفسي عليه، وذلك بأن يجلس مستريحًا على أريكة أو يستلقي على السرير لمدة عشر دقائق، ويغمض عينيه ويركز على إرخاء جسده بالكامل جزءًا جزءًا مبتدأ من القدمين حتى الرأس، وهو يردد كلمة "إسترخي" وعندما يصل التركيز على الصدر يحاول الإنسان التنفس ببطء وعمق، وبعد الحصول على استرخاء كامل يبعد الإنسان عنه الهواجس والاضطرابات الفكرية، ويقترح على نفسه أمنية سيقوم بتحقيقها، ويحول شعور الغضب لديه إلى مشاعر المحبة والتسامح تجاه نفسه والآخرين، والتسامي فوق الأحقاد والضغينة، ويكرر هذه الجلسة مرة أو مرتين في اليوم حتى يصل إلى هدوء الأعصاب (موقع رحلة الحياة بشبكة الإنترنت) وقد يتساءل البعض هل التنويم المغناطيسي أداة لكشف المستقبل، ويجيب نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي " التنويم لا يمكن أن يكون وسيلة للكشف عن المستقبلات، فلا يستطيع المُنوّم المغناطيسي بالطرق العلمية البحثية أن يعرف الخفيات ومعنى هذا أن الالتجاء إلى المنومين لمعرفة أسئلة الامتحان أو الأشياء المفقودة أو نجاح مسألة أو فشلها أو كل ما يتصل بالمستقبل عن قريب أو بعيد كل هذا ليس من علم النفس في شيء " (270)
وقد ارتبط التنويم المغناطيسي بالكتابة التلقائية، ففي جلسة التنويم المغناطيسي يُثبّت المُنوّم نظره في عيني الوسيط لعدة ثوان. ثم يطلب منه إما أن يكتب دون أن يحدد له مادة الكتابة، أو يطلب منه أن يكتب رسالة معينة، وعن طريق الإيحاء يبدأ الوسيط في الكتابة التلقائية، وبعض هؤلاء الوسطاء لا يدركون ما يكتبون وبعضهم الآخر يُدرك ما يكتب، ومتى قاطعه إنسان بحديث يكف عن الكتابة. أما الفئة الثالثة وهي نادرة الوجود، وهم الذين لهم إمكانية الكتابة والحديث في آن واحد، وليست كل الحالات تنجح في هذه المهمة، فقد صرح أحد القائمين بهذا العمل أنه حدث ذات مرة عندما كان يريد أن يجري تجربته على أحد الأشخاص أنه كان يستغرق في النوم، وفشل أن يجعله يكتب كتابة تلقائية بأي طريقة كانت.
وفي إحدى التجارب كتب أحد الوسطاء صفحتين (فلوسكاب) بخط صغير ولم يكن يدري ماذا يكتب، وإتضح أنه كتب بعدة لغات يجيدها، وذكر في كتاباته هذه بعض الأمور الخاصة التي تمس حياته الشخصية، وجاءت كتاباته عبارة عن جمل صغيرة منفصلة عن بعضها البعض، فربما كل جملة تذكر حدثًا منفصلًا عن الآخر (راجع مجلة الكرازة في 18/7/1975م) وادعى سويدنبرج Swedenborg السويدي أن أرواح الموتى أملت عليه بعض الكتب اللاهوتية والدينية مثل " السماء والجحيم "، و" العناية الإلهية "، و" الحب الإلهي " وقام أتباعه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بتأسيس جماعة مستقلة أسموا أنفسهم بإسم " أورشليم الجديدة " وقطعوا علاقاتهم مع الكنيسة الأم.
ويرى البعض أن التنويم المغناطيسي عمل علمي برئ والمقصود منه استغلال الطاقات الكامنة في النفس البشرية عن طريق المحاولات الإيحائية، والخطأ هو في الاستخدام الخاطئ للتنويم المغناطيسي (راجع القمص مرقس عزيز – السحر والأعمال الشيطانية).
وُلِد فرانز مسمر في النمسا في النصف الأول من القرن الثامن عشر، ودرس الطب في فينا، وكان متأثرًا بأفكار الفيزيائي " فيليبوس باراسيليوس " في القرن السادس عشر الذي قال أن للمغناطيس قوة على شفاء العضو المصاب في الجسم إذا وُضع عليه، كما كان متأثرًا بالأب " هول " أستاذ التنجيم في النمسا والذي استخدم المغناطيس في علاج المصابين بحالات عصبية (موقع Encyclopedia شبكة الإنترنت).
وفي سنة 1778م اعتقد مسمر أن في جسمه قوة مغناطيسية فكان يعالج الأمراض عن طريق تمرير يديه على المريض، وقد استخدم التنويم في علاج بعض الأمراض النفسية، والعضوية، إذ كان يجمع مرضاه في قاعة بها إضاءة خافتة، ويجلسهم على شكل نصف دائرة، ويقف أمامهم مرتديًا عباءة سوداء وفي يده قضيب معدني، وفجأة يصرخ في أحد الجالسين " نم " فيستسلم المريض للنوم، فيلقي مسمر في مسامعه ما يريده من تعليمات، وعندما يستيقظ المريض يستجيب لهذه التعليمات، فشكلت أكاديمية العلوم الفرنسية لجنة علمية لفحص الأمر، وبعد أن شاهدت اللجنة ما يحدث أعلنت أن هذا التنويم هو نوع من الإيحاء والاحتيال، ولا صلة له على الإطلاق بالعلم. فاحتج فرانز مسمر على قرار اللجنة، حتى إن الأكاديمية شكلت لجنة أخرى برئاسة عالم الفيزياء الشهير " لافوازييه " الذي حضر جلسات مسمر، وأعلن أن التنويم المغناطيسي حقيقة، وأن المرضى ينامون بالفعل ويستجيبون لتعليمات مسمر، ولكن اللجنة تعجز عن تفسير هذه الظاهرة، فعرضت الحكومة الفرنسية على مسمر مكافأة ضخمة جدًا قدرها عشرون ألف فرنك مقابل أن يكشف لهم عن سر هذه الظاهرة، ولكن مسمر الذي لا يعرف سر هذه الظاهرة رفض المكافأة، وأمام ضغط المجتمع ترك مسمر باريس إلى سويسرا، وقد ساءت سمعته، فأقدم على الانتحار، وبموته هدأ الاهتمام بالتنويم المغناطيسي إلى حين. ثم اكتشف الطبيب الإنجليزي " جيمس بريد " حقيقة التنويم المغناطيسي، رغم أنه لم يكن يعترف في البداية بهذه الظاهرة، وحاول تفسير الظاهرة فقال أنها تعتمد على الإيحاء، وتتم من خلال شلل وظيفي مؤقت في جفن العين، حيث يظل الشخص المُنوَم يقظًا يتقبل تعليمات المُنوّم، واستطاع جيمس بريد أن يسخر هذه الظاهرة في خدمة الطب، إذ ينوم المريض قبل إجراء العملية الجراحية له، وهو يوصيه بالاستهانة بالآلام، فزاد الاهتمام بظاهرة التنويم، ولكن بعد قليل اكتشف أطباء الأسنان المُخدّر (البنج) فانصرف الناس عن استخدام التنويم المغناطيسي قبل إجراء العمليات الجراحية.
ويعتبر فرانز مسمر رائد ومكتشف التنويم المغناطيسي في العصر الحديث، وقد اعتقد فرانز أن هناك قوة سحرية تدخل في الموضوع، كما إنه انزلق إلى جلسات تحضير الأرواح (أ. رشدي السيسي – مجلة الكرازة في 4/4/1975م).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بمناسبة الحديث عن التنويم المغناطيسي يلذ لنا الحديث عن موضوع العلاج المغناطيسي كعلم حديث، وقد بدأت فكرة العلاج المغناطيسي منذ القدم، والآن بدأ تطوير هذه الفكرة في البلاد المتقدمة مثل الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي واليابان، والحقيقة أن العلاج المغناطيسي نجح في تلطيف أعراض الأمراض المختلفة، كما نجح في علاج بعض الأمراض النفسية، فيساعد المريض في مواجهة المشاكل النفسية مثل الإحباط والأرق والتوتر، وحسم بعد الصراعات الداخلية، والاكتئاب، واكتساب الثقة بالنفس، والتغلب على بعض الخلافات الزوجية والعائلية والعامة، والتخلص من بعض المخاوف والوساوس التسلطية والأفعال القهرية، وحسن مخاطبة الآخرين، والتخلص من ظاهرة نتف الشعر، والتأتأة في الكلام، وعلاج بحة الصوت، وفقدان الشهية للطعام أو الشراهة، والتغلب على الكسل والخمول والشعور بالإجهاد والتعب، والتغلب على التبول اللاإرادي، وتخفيف آلام الصداع النصفي، وبرمجة الجسد للتكيف مع الألم وضبط ضربات القلب وضغط الدم... إلخ ومع كل هذا فإن هذا النوع من العلاج المغناطيسي الإيحائي لا يغني عن الطب التقليدي، كما إنه لا يجب أن يستخدم مع الأطفال، والحوامل، والذين يستعملون مجسَّات طبية لتنظيم ضربات القلب (موقع رحلة الحياة من شبكة الإنترنت).
وتعتمد فكرة العلاج المغناطيسي على اعتبار أن الأرض مغناطيس طبيعي له قضبان شمالي وجنوبي، والجسم البشري مغناطيس آخر " فإن أي حركة أو عمل يتم في الاتجاه الصحيح يؤدي إلى النتائج الحسنة أو إلى اضطرابات واختلافات أقل شدة منه إذا تم في الاتجاه المعاكس، فإذا ما نام الإنسان ورأسه إلى قطب الأرض الشمالي وقدماه إلى قضبها الجنوبي فإنه يتجنب الأرق وعدم الراحة لأنه يُحقّق التوازن الطبيعي، كما تُحقّقه قطعة المعدن المعلَّقة في الهواء حيث تتجه إلى الاتجاه المغناطيسي الطبيعي، وسبب الراحة هو أن التيارات المغناطيسية بين القطبين الأرضيين تؤثر على الجسم عندما يكون في اتجاهها تأثيرًا إيجابيًا... لقد جرت محاولات لقياس المجالات المغناطيسية المنبعثة من مختلف الأعضاء البشرية كالقلب والدماغ والأعصاب والعضلات... وكانت أعلى قيمة للمجال المغناطيسي للقلب مليون غاوس وهي قيمة عالية جدًا. أما العضلات فتنتج عندما تتقلص مجالًا مغناطيسيًا قدره عشرة أضعاف ذلك أي عشرة ملايين غاوس. وقد وُجِد أن أقوى مجال مغناطيسي كان في الدماغ والذي يكون أعلى ما يمكن أثناء النوم وقدره 300 مليون غاوس. هذا ويمكن للدماغ أن ينتج مجالًا مغناطيسيًا أقوى من ذلك في بعض الحالات المرضية كالصرع. إن من فوائد قياس المجالات المغناطيسية للأعضاء المختلفة هو معرفة ما إذا كانت بقوتها الطبيعية أم أنها قد انخفضت قيمتها بسبب المرض... من خواص المغناطيس والتي هي غير معروفة للجميع هي قابليته على جذب كل السوائل أو المواد الشبيهة بالسوائل المحتوية على الحديد (مثل الهيموجلوبين) في الجسم " (271).
وقد عالج الدكتور " ماكلين " أخصائي أمراض النساء في نيويورك حالات السرطان باستعمال المجال المغناطيسي، ويرى أن المجال المغناطيسي القوي يقاوم مرض السرطان، كما استطاع أن يعيد لون شعر الرأس بعد أن تحوَّل إلى المشيب، وتغلب على الإحساس بالألم، واستطاع " د. كوماروف " العالم الروسي البيولوجي أن يضاعف عمر الذباب المنزلي إلى الضعف عندما أطعمه سكر ممغنط، كما أُجريت تجارب على الفئران فأمكن إطالة عمرها بنسبة 50% و" استعمل الدكتور الأمريكي "ألبرت ديفيس" قضيبًا من المغناطيس على أساس القطب الشمالي في حالات التهاب المفاصل والنزيف والسرطان، والمراحل الأولى لنزول الماء من العين، والعظام المكسورة والحروق، ولضغط الدم العالي والبرد والتهاب الشعب الهوائية، والعدوى عمومًا، وحصاة ومشاكل الكلية (حتى أن الكلية العاجزة عجزًا جزئيًا عادت للعمل في بعض الحالات) والكبد وتضخم البروستاتا، والأسنان واللثة والقرح. أما القطب الجنوبي فقد استعمله في كل حالات الألم والتصلب والضعف في المفاصل، وعسر الهضم والغاز، وانخفاض إنتاج الأنسولين، وتلوين الشعر، والقلب، والصداع، والعضلات الضعيفة " (272).
وأيضًا يمكن الاستفادة من الماء الممغنط، ويمكن تحضير هذا النوع من الماء بوضع زجاجتي ماء على مغناطيسين كل منهما دائري مسطح قطره من 7 – 15 سم، بحيث يكون لكل مغناطيس قطب واحد، فأحدهما شمالي والآخر جنوبي، وتغطى الزجاجتين وتتركان طوال الليل من 10 – 12 ساعة، وبعد ذلك يتم خلط الزجاجتين فتحصل على الماء الممغنط و" الماء ليس فقط سيتأثر بالفيض المغناطيسي، وإنما سيصبح ممغنطًا وتصبح له خواص مغناطيسية... الماء الممغنط يساعد في جميع الحالات المرضية تقريبًا، وخصوصًا في حالات الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز البولي... ويفتح الشهية، ويقلل من الحوامض والصفراء الفائضة، وهو يساعد في عمل الأمعاء وطرد السموم والملح غير المطلوب... أما الأوعية الدموية، فإن الماء الممغنط من الممكن أن يساعد على تنظيفها من التجلطات الدموية، كما ينظم الدورة الدموية وينظم عمل القلب، وفي الجهاز البولي يساعد الماء الممغنط على طرد البول " (273).
ويناقش نيافة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي موضوع العلاج المغناطيسي عن طريق الإيحاء فيقول " للإنسان رغبات مكبوتة، يميل إلى تحقيقها، ولكنها تتنافى مع ما نهى الله عنه، أو مع ما اتفق الناس عليه من قوانين وعادات، وهذه العقد النفسية أو الرغبات المكبوتة حينما يشتد الضغط عليها، ولا تجد منفذًا لها بتغيير الفكر، وتجديد الذهن، قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى اضطرابات عصبية وأمراض عقلية، نتيجة الصراع الداخلي العنيف بين الميل إلى تحقيق هذه الرغبات وبين الميل إلى احترام المبادئ السامية التي تتعارض مع هذه الرغبات.
وقد اهتدى علماء النفس إلى بعض الطرق النفسية التي بها يُخلّصون هؤلاء المرضى من أتعابهم وآلامهم، ومن هذه الطرق: التحليل النفسي والتنويم المغناطيسي... وفي التنويم المغناطيسي يشترط أن يكون المُنوّم أقوى إرادة من المُنوَم، حتى يغلبه بشخصيته فتنعدم شخصية المُنوَم أو المريض أمام المُنوّم وحينئذ يصبح المريض خاضعًا مطيعًا لإيحاءات المُنوّم وأوامره، بحيث إن أوحى إليه أن ملك، فسريعًا ما تعلوه مهابة الملوك، وإن قدم إليه تفاحة مثلًا وقال له أنها بصل، فهو لا يشك أنها بصل، وهكذا... فعن طريق الإيحاء يستطيع المُنوّم أن يؤثر في المريض أو المُنوَم كيفما يشاء، والمريض لا يقاوم ولا يناقش بل يصدق ويؤمن ويعمل بما يأمره أو يوحي به إليه المُنوّم.
هكذا يرى علماء النفس، أن المُنوّم يمكنه أن يوحي إلى المريض بمرض عصبي أو عقلي نتيجة صراع الرغبات المكبوتة في العقل الباطن، أنه قد شفي، فيشفى، وبذلك يتخلص المريض من آلامه النفسية، واضطراباته العصبية، ومع ذلك، فقد اعترض بعض علماء النفس على التنويم المغناطيسي بعدة اعتراضات وجيهة منها: أن التنويم المغناطيسي لا يصلح علاجًا لكل الأمراض النفسية، ومنها أنه لا يستأصل المرض بل كثيرًا ما يتوهم المريض عن طريق الإيحاء أنه شُفي، ولكن سرعان ما يعود إليه المرض ثانية... " (274).
_____
(270) موسوعة الأنبا غريغوريوس 2- اللاهوت الأدبي ص 253.
(271) موقع Encyclopedia بشبكة الإنترنت ص 2، 5.
(272) موقع Encyclopedia ص 7.
(273) موقع Encyclopedia ص 10، 11.
(274) موسوعة الأنبا غريغوريوس 2- اللاهوت الأدبي ص 252.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/hypnosis.html
تقصير الرابط:
tak.la/qrpc823