الفصل الثلاثون: نداء الملكوت
استمدت هذه الجماعة أفكارها من الخارج مثلها مثل جماعة " النفخة المقدسة والسقوط على الأرض " التي ينفخ قائدها في وجوه الأعضاء فيتساقطون على الأرض في حالة عدم وعي، ومثل جماعة "الضحك المقدَّس" التي يبدأ فيها القائد بالضحك، فيضحك أتباعه، ويظلوا يضحكون في حالة هيستيرية لعدة ساعات متصلة، وفي مصر خرجت هذه الجماعة من عب الكنيسة الإنجيلية المصرية.
 |
وترى هذه الجماعة أن الأفراد، بل المجتمع كله، بل العالم كله مُقيَّد بواسطة الأرواح الشريرة، فالإنسان الحزين يرجع سبب حزنه إلى سكنى " روح حزن " داخله، وهكذا " المكتئب " قد سيطرت عليه "روح اكتئاب"، والذي لا يركز قد تسلطت عليه "روح تشويش". بل وصل بهم الأمر إلى اعتبار أن أي مرض يصيب الإنسان هو ناتج عن الأرواح الشريرة، فالمصاب بالصداع سببه سكنى روح شريرة في رأسه، والذي يشعر بضيق، فالسبب ضغط الأرواح الشريرة على صدره، والمصاب بفشل كلوي السبب في هذا سكنى روح شريرة في الكلى، فالأمراض ليست نتيجة الإصابة بميكروبات أو فيروسات، إنما هي نتيجة سكنى الأرواح الشريرة في الإنسان.
ويعتقدون أن الشفاء يتم عن طريق الصلاة فقط، بدون استخدام وسائل العلاج الحديث، فبالصلاة الحماسية، وانتهار الأرواح النجسة الشريرة بعنف وعصبية يطردها من داخل جسد الإنسان، وهذا الأسلوب الهدام بالإضافة إلى أنه ضد الكتاب المقدَّس، فإنه دعوة للعودة إلى عصور الظلمة والتخلف والجهل، وهدم لكل منجزات العلم الحديث.
كما يعتقد أصحاب جماعة نداء الملكوت بأن الأرواح الشريرة لا تُقيّد الأشخاص فقط، بل أنها قد تُقيّد مدن بأكملها، ولاسيما المدن التي تحتوي آثار فرعونية أو مسيحية أو إسلامية، فالقاهرة في نظرهم هي مدينة ملغمة بالأرواح الشريرة، ويعتقدون أيضًا أن الطواف حول هذه الأماكن الأثرية يسقطها، كما طاف من قبل يشوع بن نون مع أتباعه حول أريحا فسقطت أسوارها، وقامت جماعة نداء الملكوت بالطواف حول الهرم الأكبر بهدف إسقاطه، لأنه قد بُني بقوة السحر الشيطاني.
وقائد هذه الجماعة له سيطرته وسطوته وهيمنته على أتباعه، فلا يقدر عضو على اختيار الكلية التي يريد أن يدخلها، أو يلتحق بالعمل الذي يريده، ولا يقترن بالفتاة التي أُعجب بها، بدون موافقة القائد على هذا، ومباركته لهذا العمل، وبذلك نسخ هذا القائد أعضاء جماعته إلى دمية، وتحولوا إلى تابعين مُصيَّرين لا رأي لهم، فاختفت فيهم صورة الإنسان الحر المريد، وفي تقديمهم للعشاء الرباني استبدلوا عصير الكرمة بالسفن آب، أو المياه المعدنية، أو المياه العادية.
وقد كتب عن هذه الطائفة القس الإنجيلي "يوسف بطرس" من منشية الصدر في مجلة الهدى الصادرة في شهر فبراير 1997 م. كما تقدم القس الإنجيلي " عماد عبد المسيح " بورقة عن هذه الجماعة إلى مجمع الكنائس الإنجيلية في الدلتا، تمهيدًا لرفعها إلى سنودس النيل. كما أرسل القس عماد عبد المسيح فاكسًا إلى مجلة روز اليوسف تحت عنوان " تدمير الإيمان والعقل – الخطر القادم مع جماعة نداء الملكوت " جاء فيه " نداء الملكوت هي جماعة مسيحية متطرفة فكريًا، ولكنها ليست إرهابية، أعطت لنفسها هذا الاسم لأنها تُكفّر الكنيسة وتتهمها بالفشل في تحقيق رسالتها، بينما يرون أنهم الجماعة الوحيدة القادرة على الدعوة لملكوت الله وتحقيقه كاملًا على الأرض " (211).
_____
(211) مجلة روز اليوسف عدد 3587 في 10/3/1997م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/call-of-the-kingdom.html
تقصير الرابط:
tak.la/gj7w6c7
