مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

264- "المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب" - "ولكن إن ذهبت أرسله إليكم": يقول الكاثوليك أنه ما دام الابن يرسل الروح القدس فهو باثِق له

 

St-Takla.org Image: Wooden decorations with the Holy Spirit in the shape of a dove - Santa Teresa Church: Chiesa di Santa Teresa d'Avila, Turin (Torino), Italy. It is a Roman Catholic Church, built between 1642-1672. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 8, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: نقوش وزخارف خشبية مع الحمامة رمز الروح القدس - صور كنيسة القديسة تريزا الأفيلية، تورينو (تورين)، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية بُنِيَت بين سنتيّ 1642-1672. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 8 أكتوبر 2014.

1- " المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب" (يو15: 26)، " ولكن إن ذهبت أرسله (المعزى) إليكم" (يو16: 7) يقولون ما دام الابن يرسل الروح القدس فهو باثق له.

توضيح:

أ- الانبثاق يختلف عن الإرسال لأن الانبثاق فعل أزلي أبدي فوق الزمن. بينما الإرسال يحدث في زمن معين. وعندما نتأمل الآية " ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من عند الآب روح الحق الذي من الآب ينبثق فهو يشهد لي" (يو15: 26) نلاحظ أن الإرسال مُحدَّد بزمن المستقبل (سأرسله) بينما الانبثاق يأتي في زمن المضارع المستمر (ينبثق).. الانبثاق أزلي أما إرسال الروح القدس فقد تم في زمن مُحدَّد وهو يوم الخمسين (أع1: 4، 2: 4).

 

ب- لأن هناك فارق بين الانبثاق والإرسال لذلك ميَّز الإنجيل بينهما، فعندما يتحدث السيد المسيح عن الإرسال يقول "وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي" (يو14: 26) ولكن عندما يتحدث عن الانبثاق يقول " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26) إذًا إرسال الآب للروح شيء وبثقة للروح شيء آخر وإلاَّ كان الإنجيل استخدم لفظًا واحدًا واستخدم زمنًا واحدًا، فلا يضع الإرسال في زمن المستقبل ويضع الانبثاق في زمن المضارع المستمر.

 

ج- كما أن الولادة تختلف عن الإرسال فأيضًا الانبثاق يختلف عن الإرسال، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالآب يلد الابن منذ الأزل وإلى لا بُد ولكنه أرسلهُ في زمن معين " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة" (غل4:4) وقد أظهر إشعياء النبي الفارق بين الولادة والإرسال، فعندما قال "منذ وجوده أنا هناك" (اش48: 16) أشار إلى ولادة الابن الأزلية من الآب، وعندما أكمل " والآن السيد الرب أرسلني" (اش48: 16) أشار إلى إرسال الآب للابن في زمن معين، ولو أردنا أن نوضح الفارق بين الولادة والإرسال فنقول أن الإنسان يولد من بطن أمه مرة واحدة، ولكن يمكن أن يرسل عدَّة مرات إلى عدة أماكن في أزمنة مختلفة.

 

د- لو كان الإرسال يعنى الانبثاق أو الولادة فإن الابن أُرسِل من الآب والروح القدس " والآن السيد الرب أرسلني وروحُه" (بضم الحاء لأنها الروح الفاعل).. فهل يعنى هذا ان الابن مولود أو منبثق من الآب ومن الروح القدس..؟! قال القديس امبروسيوس لاغراتيانوس " كما أن الآب والابن يُرسِلان الروح القدس هكذا الآب والروح يُرسِلان الابن " ⁽¹⁷⁾

 

ه- لو كان الروح القدس منبثق من الابن فلماذا لم يصرح السيد المسيح ولو مرة واحدة بهذا الانبثاق (بينما تكلم في مواضع كثيرة عن الروح القدس)؟!

 

و- عندما تكلم السيد المسيح عن إرسال الروح القدس قال "سيرسله الآب باسمي" (يو14: 26) ولم يقل " سيرسله مني"، وقد حدَّد مصدره من الآب فقط " الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26) ولم يقل " الذي ينبثق من الآب ومني " ولم يقل " ينبثق من الآب بواسطتي".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(17) المطالب النظرية في المواضيع الإلهية ص268.

الرد على أن الآب والابن يُرسِلان الروح القدس في الزمن فذلك لأنهما باثقان له في الأزلية

يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ كتب أ. حلمي القمص يعقوب

الأدلة التي يعتمد عليها الأخوة الكاثوليك لإضافة "والابن"

---