St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

322- أولًا: الكنيسة الكاثوليكية تعترف بالمعمودية عن طريق السكب أو الرش

 

يعترف الأب أنطون صالحاني اليسوعي بأن الأصل في المعمودية هو التغطيس، وأن الكنيسة الكاثوليكية غيَّرت التغطيس إلى الرش فيقول " أن الكنيسة الغربية كانت قديمًا تُعمِد بالتغطيس ثم عدلت عن هذه الطريقة لأسباب صوابية منها المحافظة على الحشمة المسيحية خاصة إذا كان الشخص المُعَّمد من النساء وفي سن الصبا، وخصوصا بعد أن أُلغيت في الكنيسة خدمة النساء الشماسات (ياكونيس) ومنها تسهيل منح العماد، ومنها منع الخطر المُعرَض له الطفل المولود حديثًا إذا عُمِد بالتغطيس ثلاثًا في البلاد الباردة خاصة إذا كان ضعيف البنية، ومنها أن الأشخاص الذين يرُاد عمادهم قد يكونوا مُبتَلين بأمراض لا تسمح مطلقًا أن يُعمدَوا بالتغطيس كالمخلعين والمدنفين (المقبلين) على الموت، ومنها أنه قد يُمنح العماد في أماكن ليس فيها ماء كاف للتغطيس.. وورد في كتاب تعليم الرسل الإثنى عشر ما نصه " عمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس في ماء حي. وإن لم يكن عندك ماء حي فعمد بماء آخر. وإن لم تقدر في ماء بارد ففي (ماء) حامِ. وإن لم يكن عندك ما يكفي من أحدهما فاسكب على الرأس ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس " (384)

كما يقول الأخوة الكاثوليك بأن بطرس الرسول عمّد في اليوم الأول لحلول الروح القدس ثلاثة آلاف نفس، فلو لم يعمدهم بالرش فكيف كان يعمدهم بالتغطيس؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

بالنسبة لعماد النساء في سن الصبا فإنهنَّ يرتدين ملابس بيضاء، ويغطسنَّ في المعمودية ثلاث مرات، ويدهنَّ بزيت الميرون في الأماكن الظاهرة من الجسم، وبذلك يبعد الأب الكاهن عن العثرة، وفي البلاد الباردة يمكن تدفئة مياه المعمودية وهذه التدفئة لا تُبطل الطقس. أما بالنسبة للذين لا تسمح حالتهم الصحية بقبول المعمودية بالتغطيس فقد أجازت الكنيسة عمادهم بالسكب أو الرش، وهذا هو الاستثناء الذي حوَّلته الكنيسة الكاثوليكية قاعدة عامة، وهذا الاستثناء دافع عنه الشهيد كبريانوس في الرسالة رقم 76 قائلًا "أن سر المعمودية لا يعدم قوته إذا أُتم عند الضرورة بالرش ولا حاجة بعد ذلك إلى إعادة التعميد " (385)

وأيضًا في حالة الضرورة القصوى للعماد وفي حالة عدم توفر ماء كاف مثل عماد مسجون في سجنه فيجوز العماد بالرش وهذا ما أشار إليه كتاب تعاليم الرسل، وهذا أيضًا استثناء وليس قاعدة عامة. أما عن عماد 3000 نفس فإن بطرس لم يعمدهم بمفرده بل كان معه بقية التلاميذ الاثني عشر، والرسل السبعين، وجميعهم نالوا الرتبة الكهنوتية وبذلك يخص كل منهم نحو 37 نفس، وهذا ليس بالعدد الكثير، والمياه كانت متوفرة في أورشليم، فما المانع من عمادهم بالتغطيس؟!

St-Takla.org Image: Baptismal font - Sacred Heart Church (Latin Catholic), Sporting, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 3, 2015. صورة في موقع الأنبا تكلا: جرن المعمودية - كنيسة القلب المقدس (الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية)، سبورتنج، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، 3 سبتمبر 2015 م.

St-Takla.org Image: Baptismal font - Sacred Heart Church (Latin Catholic), Sporting, Alexandria, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 3, 2015.

صورة في موقع الأنبا تكلا: جرن المعمودية - كنيسة القلب المقدس (الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية)، سبورتنج، الإسكندرية، مصر - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، 3 سبتمبر 2015 م.

والعماد بالتغطيس أمر مُسلَّم به في الكتاب المقدس وفي التقليد وواضح جدًا في أقوال الآباء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمعمودية يوحنا كانت بالتغطيس " فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" (مت3: 16) وهكذا كان يعمد يوحنا (مر1: 5) ولهذا اختار عين نون     " كان يوحنا أيضًا يعمد في عين نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون" (يو3: 23) فإن كانت معمودية يوحنا التي للتوبة كانت تتم بالتغطيس، فهل معمودية العهد الجديد التي تمنحنا مغفرة الخطايا والولادة الثانية تكون بالرش؟! مع أن الولادة تكون للطفل ككل وليس لجزء منه دون الآخر ، وفي عماد الخصي الحبشي قال "هوذا ماء ماذا يمنع أن اعتمد فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله فأمر أن تقف المركبة فنزل كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده. ولما صعدا من الماء" (اع8: 36).

وقد أوضح الإنجيل أن المعمودية هي موت ودفن وقيامة مع المسيح "فدُفنَّا معه بالمعمودية للموت حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة" (رو6: 4) " مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضًا معه" (كو2: 12) ومعروف أن الجسم كله يُدفن وليس جزء منه فقط، والمعمودية في معناها اللغوي تعنى صبغة فيقول الأب جراسيموس مسرة في كتابه الأنوار ص27 " أن المعمودية التي هي في أصلها " فابتزما " هي صيغة مبالغة من " فابتين " الذي معناه الصبغ أي إدخال الشيء إلى قلب السيال (الإناء) المطلوب الاصطباغ به، ولفظة فابتزما معناها إدخال الشيء في السيال مع كبسه إلى أسفل كما تقتضي المبالغة وهذا لا يكون إلاَّ بالتغطيس " (386)

أما قوانين الرسل فقد نصت على إتمام العماد المقدس بالتغطيس وليس بالرش، ففي القانون الأول " فليتعروا ويبدأ أن يُعَمد الأطفال.. ومن بعد يُعَمد الرجال الكبار وأخيرًا النساء.. ولا أحد ينزل بشيء غريب إلى الماء " وفي القانون 25 من الدسقولية جاء " كل أسقف أو قس لا يتم ثلاث غطسات في السر الواحد بل غطسه واحدة تعطى لموت الرب فليقطع " (387) وفي القانون 34 " وليكن التعميد في مكان جار أو ماء يجرى إلى المغطس فإن كان ثمة ضرورة فليسكب في المغطس الماء الذي يوجد، وغطاسنا في الماء هو أنَّنا نشارك موت المسيح والصعود من الماء هو مثال انبعاثنا منه" (388)

ولذلك نجد أجران المعموديات الأثرية كافية لغطس الرجال، وتشمل سلالم تأتي من الغرب إلى جرن المعمودية، وسلالم أخرى يصعد عليها المعمد متجهًا للشرق.

أما أقوال الآباء التي يتضح فيها تمامًا إتمام المعمودية بالتغطيس فإنها كثيرة جدًا، ونذكر منها هنا القليل جدًا:

أ- قال القديس باسيليوس "فبثلاث غطسات والماء مساوٍ في العدد يتم سر المعمودية العظيم حتى يتصوَّر رسم الموت وتستنير نفوس المعمدين بتسليم معرفة الله " (389)

ب-الشهيد يوستين".. بعد ذلك يأتي بهم (الموعوظين) إلى حيث يوجد ماء، وتعاد ولادتهم بأسلوب إعادة الولادة التي أعيدت به ولادتنا لأنهم يستحمون حينئذ في الماء على اسم أبي الكل الإله السيد مخلصنا يسوع المسيح والروح القدس " (390)

ح- العلامة ترتليانوس " لأننا لا نغطس مرة واحدة بل ثلاث مرات باسم كل واحد "الأقانيم" (ترتليانوس ضد بركسياس) " وحين نأتي إلى الماء نغطس ثلاث مرات" (ترتليانوس في الإكليل) "(391).

د- كيرلس الأورشليمي في العظة الثالثة " كما أن الذي يدخل في الماء ويعمد ينغمر بالمياه من كل جهة هكذا اعتمدوا تمامًا من الروح أيضًا ولكن الماء يغمر من الخارج وأما الروح فإنه يعمد النفس داخليًا بلا انقطاع " (392)

ومن شهادات الأخوة الكاثوليك على ممارسة المعمودية بالتغطيس نذكر ما يلي:

أ-جاء في لاهوت أنطونين ج2 ص 162 " أعلم أنه حيث توجد عادة التعميد بالغطسات الثلاث التي استمرت في الكنيسة اللاتينية إلى الجيل الـ13، فمن يتركها بدون ضرورة فإنه يخطئ ضد وصية الكنيسة كأنه لم يحفظ طقس كنيسته، ولكن يجب أن تصير الغطسات الثلاث هكذا حتى أن المُعمَد يغطس على دعوة كل أقنوم إلهي غطسة واحدة " (393)

ب- يقول الأب فاضل سيداروس اليسوعي " يغطس المعمَّدون في الماء كي يدفنوا بخطاياهم فيها فيقومون لحياة جديدة وكان المعمَّدون قديمًا ينزلون عراة في جرن المعمودية.. وعندما يغطس المعمَّدون في الماء أنهم يتجاوزون الموت الذي يستوجبونه من جراء خطاياهم.. وللتعبير عن ذلك كانت الكنيسة القديمة تختار للمعمودية أماكن تتميز بغزارة المياه، بمياه تنبع من ينبوع حي، رمزًا للحياة الأبدية التي تنبع من المعمودية وتفيض على حياة المُعمَّدين اليومية كي يحيوا معموديتهم. ويعبر راعى هرماس في القرن الثاني الميلادي عن هذه الرمزية بقوله ينزلون في الماء أمواتًا ويصعدون منه أحياء " (394)

كما يقول أيضًا " نذكر أن الكلمة اليونانية للدلالة على المعمودية هي Baptisma أي " الغطس " وفي بداية المسيحية كانت الأماكن المخصَصة للمعمودية بجوار الأنهار أو البحار أو الينابيع، حتى يتسنى للمعمَّدين الغطس في المياه، أمْرهم أمْر يسوع نفسه في نهر الأردن (الإزائيات) أي خازن ملكة الحبشة (أع8: 36-38) ويتم الغطس ثلاث مرات، تذكيرًا بالأيام الثلاثة التي قضاها يسوع في القبر ليخرج قائمًا منه، فالمعمَّدين يموتون عن خطاياهم مع المسيح لحياة جديدة، وفي الغرب منذ القرن الرابع كانت في داخل أجران المعمودية في الكاتدرائيات سلالم ينزل عليها المعمَّدون للغطس، وأخرى ليصعدوا منها، الأولى موجَّهة نحو الغرب إشارة إلى حالة الخطيئة، والثانية نحو الشرق إلى نور المسيح.. أما الشرق فقد احتفظ دائما بالغطس (للبالغين) والتغطيس (للأطفال) حفاظًا منه على عمق رمزية هذه الحركة -من موت وقيامة- وتمسكًا بما فعله يسوع نفسه، وتأكيدًا على ما يعنيه لفظ المعمودية اليوناني. وعند الكاثوليك عامة يجوز استخدام إحدى الطرق الثلاث الغطس والتغطيس، أو السكب، أو الرش، وقد أجاز المجمع التريدانتيني (1545-1563م) الطرق الثلاث، ونحن نعلم أن الشرقيين منهم يمارسون تغطيس الأطفال" (395)

ح-جاء في قوانين الكنائس الشرقية "48 - على الرتبة الطقسية أن تكون كاملة وبالتغطيس.. أن العديد من الكتب الليترجية يلحظ عادة منح سر المعمودية بالتغطيس الثلاثي. أنه لعُرف ذو مغزى سامي التعبير، حُوفظ عليه طويلًا في تقليد الكنائس الشرقية حتى في الوقت الحاضر، ويُشجَع على استخدامه الآن في كنيسة الغرب (راجع مثلًا "الحق القانوني الكنسي" ق854) بالرغم من أنه غالبًا ما يُستغنى عنه لأسباب تسهل الراحة على السلطات المختصة. إذن أن نسعى لإعادة رتبته التغطيس الثلاثي، وذلك بفطنة ولكن أيضًا بغيرة" (396)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(384) الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة سنة 1926 ص 49، 51.

(385) الإيضاحات الجلية عن حقيقية الأرثوذكسية للشماس ميخائيل شحاتة ص 116.

(386) تنوير الأذهان إلى ما في عقائد الكنيسة الغربية من الزيغان ص21، 22.

(387) المرجع السابق ص18، 19.

(388) المرجع السابق ص25.

(389) المرجع السابق ص19.

(390) المرجع السابق ص19.

(391) المرجع السابق ص20.

(392) المرجع السابق ص20.

(393) المرجع السابق ص25، 26.

(394) سرَّا المعمودية والتثبيت ص30.

(395) المرجع السابق ص103-104.

(396) مجمع الكنائس الشرقية - توجيه لتطبيق المبادئ الليترجية الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية ص 70، 71.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/sacraments-baptism-water.html

تقصير الرابط:
tak.la/vykf7sc