يقول الأب مكسيموس كابس في رده على كتاب قداسة البابا شنوده الثالث: لماذا نرفض المطهر؟ "فالمعمودية تصيّرنا أبناء الله مسيحيين لا غير، فلا علاقة للمعمودية بالطوائف فليست هي كاثوليكية ولا أرثوذكسية ولا بروتستانتية ولكنها معمودية واحدة للخلاص وتصيّرنا أعضاء في ملكوت الله الذي هو الكنيسة الجامعة أما الخلافات العقائدية فلا شأن لها بالمعمودية " (400)
 |
وجاء في مقال ثورجي بمجلة روز اليوسف عدد 3689 الصادر في 22 فبراير سنة 1999م تحت عنوان حرب الفتاوى بين الطوائف المسيحية: زواج الأرثوذكسي من كاثوليكية حرام " ويقول القمص إلياس يوسف سكرتير بطريرك الأقباط الكاثوليك: الكنيسة الأرثوذكسية تعيد المعمودية لغير المنتمين إليها على اعتبار أنها سبق أن حرمت باقي الطوائف المسيحية، وهذا غير صحيح... وإذا فرضنا أن قرار الحرمان واقعي وأنهم لديهم الحق المطلق، فإنه طبقا لنص الإنجيل وتراث الكنيسة فإن المعمودية تكون شرعية سواء كان الشخص الذي أجرى مراسيم العماد محرومًا أو غير محروم لأنه لا يجرى مراسم العماد باسمه أو بصفته، ولكنها تتم باسم الثالوث القدوس كما قال السيد المسيح ذلك".
توضيح:
المعمودية لا تكون واحدة إلاَّ إذا كان الإيمان واحدًا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولهذا قال الإنجيل "إيمان واحد معمودية واحدة" (أف4: 5) فهل إيمان الأخوة البروتستانت بالأسرار وفاعليتها هو هو إيمان الأخوة الكاثوليك هو هو إيمان الغير مسيحيين؟! نحن نؤمن أن من شروط السر أن يتم بواسطة كاهن مشرطن أي استلم درجته الكهنوتية بوضع اليد بطريقة صحيحة بحيث لو تتبعنا التسلسل نصل إلى أحد الآباء الرسل الذين نالوا سلطان الكهنوت من الرب يسوع، بينما الأخوة البروتستانت لا يعترفوا بكل هذا، ولا يعترفوا أن المعمودية تهب مغفرة الخطايا الجديَّة والفعلية، وتهب الميلاد الجديد، وقد أوضح كتاب مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي بأنه يلزم لإتمام السر أن تكون نية خادم السر مناسبة أي يؤمن بفاعلية سر المعمودية، فجاء تحت رقم 450 " لا يصح إيلاء السر بدون النية المناسبة لأن إيلاء السر هو فعل بشري. أما النية المشار إليها فيجب أولًا: أن توجد فعلًا عند إيلاء السر، فيعمل الخادم بوحيها كعلة آلية... وإذا سبق لأحد أن نوى إيلاء سر ما ولكنه الآن... لا يعمل بوحيها فعمله باطل " (401)
وبينما أقر بعض الأخوة الكاثوليك معمودية البروتستانت فإن بعض منهم رفضوها، فمثلًا يقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي أن هناك "أحزابًا كثيرة من البروتستانت لا يستعملون الصورة المفروضة من الرب بل يفسدونها ولهذا السبب لا يصح العماد الذي تمنحه الفرق. فالكنيسة الكاثوليكية لا تجزم أن كل عماد يُعطى من البروتستانت هو غير صحيح بل تُلزم بفحص الطريقة التي يجرون عليها في العماد. فإذا ثبت بعد الفحص المدقّق أنهم يحسنون إعطاء العماد باستعمال المادة (الماء العادي) والصورة (أنا أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس بالإضافة إلى ثلاث غطسات) المفروضتين، وبوضع النية (فلا تكون المعمودية فريضة أو علامة) يقبل عمادهم. أما إذا ثبت أنهم يفسدون الصورة ولا يستعملون الماء الطبيعي بل ماء الورد مثلا أو ماء الزهر، أو لا يضعون النية فالكنيسة الكاثوليكية توجب إعادة العماد " (402)
ولو كانت المعمودية لدى البروتستانت هي هي المعمودية لدى الكاثوليك فعلام الصراع المرير بينهما على مدى العصور والأيام؟!
_____
(400) إيماننا القويم ج2 الأب مكسيموس كابس ص4.
(401) مختصر اللاهوت الأدبي ص388.
(402) الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ص33.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/sacraments-baptism-denominations.html
تقصير الرابط:
tak.la/sp92mc8
