St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

7- البدعة النسطورية

 

1- البدعة النسطورية (4):

أساس هذه البدعة هو ديودور الطرسوسي ومن بعده ثيؤدور الموبسويستي (أسقف ما بين النهرين)، وهما الآباء الروحيين لنسطور الذي دُعيت البدعة باسمه. كان نسطور بطريركًا للقسطنطينية وسقط في هذه البدعة، وحكم عليه مجمع أفسس المسكوني الثالث برئاسة البابا كيرلس عمود الدين، وحضور الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بالحرم والنفي إلى أخميم.

St-Takla.org         Image: Nestorius the Heretic or Nastour صورة: تمثال نسطور الهرطوقي أو نستور

St-Takla.org Image: Nestorius the Heretic or Nastour

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال نسطور الهرطوقي أو نستور

ومختصر هذه البدعة أنها تُقِسم ربنا يسوع المسيح إلى اثنين. إله وإنسان غير مُتحدَين، فيقولون أن الإله رافق الإنسان دون أن يتحد بجسده إنما ارتبط بجسد يسوع عن طريق الروح البشرية، وجسد يسوع هو ناسوته الكامل الذي أخذه من العذراء مريم، فالله بسابق علمه عرف أن يسوع سيكون رجلًا قديسًا لذلك رافقه وحلَّ عليه وأنعم عليه بالألقاب الإلهيَّة دون أن يتحد بجسد يسوع لأن اللاهوت منزَّه عن الاتحاد بالمادة ومنزَّه عن التجسد، فيسوع في نظر النساطرة إنسان قديس حلَّ عليه أقنوم الكلمة في بطن العذراء ورافقه في ميلاده وحياته وصلبه، وعند الصلب فارق اللاهوت المُتَحد بالروح البشرية الجسد فأصبح الجسد غير متصل باللاهوت نهائيًا... فكيف حُفظ الجسد من الفساد؟! وعندما سألوا نسطور: إن كان يسوع إنسانًا فقط فكيف نقدم له العبادة؟ قال لأن الله أنعم عليه بالألقاب الإلهيَّة ووهبه كرامة إلهية. وبهذا نجد البدعة النسطورية تنادى بالفصل بين طبيعتيّ المسيح الإلهيَّة والبشرية، فإنها تفصل بين اللاهوت والناسوت، وتقسم المسيح الواحد إلى اثنين... السيد المسيح يقول دائما وأبدًا في الإنجيل " أنا هو " والبدعة تنادى بانفصال الطبيعتين، ويدَّعى أصحاب هذه البدعة بأن السيد المسيح الإنسان هو الذي تعب وجاع وعطش وتألم ومات، والسيد المسيح الإله هو الذي صنع المعجزات، فيقولون أن الطبيعة الناسوتية تلقىَ الإهانات والطبيعة اللاهوتية تُبهِر بالمعجزات، ويعترضون على تسمية السيدة العذراء بوالدة الإله بحجة أنها لم تكن مصدرًا للاهوت، وتتجلى خطورة هذه البدعة في أنها تبطل فاعلية سر الفداء، لأنه إن كان الذي مات إنسانًا بلا خطية فهو لا يُفدى إلا إنسانًا واحدًا فقط، ولكن السيد المسيح قدم ذاته ذبيحة حيَّة كافية لفداء كل البشرية جمعاء، لأنها مُتحِدة باللاهوت وغير منفصلة عنه.

وقد شرح البابا كيرلس الكبير عقيدة إتحاد الطبيعة اللاهوتية بالطبيعة البشرية في أحشاء العذراء مريم معمل الاتحاد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وشبه هذا الاتحاد بإتحاد النار بالحديد الذي يُنتِج لنا طبيعة جديدة من طبيعتين... هذه الطبيعة تحمل طبيعة النار فتحرق وتحمل طبيعة الحديد فيمكن تشكيلها إلى عِدد وآلات، فعندما نُطرِق الحديد فإن النار لا تتأثر بينما يتشكل الحديد وهكذا عندما تألم السيد المسيح كانت الآلام تقع على الناسوت ولكن اللاهوت لا يتأثر لأنه منزَّه عن الألم والموت، وقد لخَّص القديس كيرلس عقيدة الطبيعة الواحدة في جملة لاهوتية في منتهى الأهمية وهي:

" ميا فيزيس توثيئو لوغو سيساركوميني " μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη

" طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد "

وبناء على هذه العقيدة اللاهوتية تم الاتفاق على طبيعة السيد المسيح بين كنيستنا الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بعد اختلاف دام خمسة عشر قرنًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(4) راجع استقامة كنيستنا ج1 "البدع والهرطقات في القرون الخمسة الأولى" - محاضرات إكليريكية القاهرة لنيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/nastorious.html

تقصير الرابط:
tak.la/9qckmgc