دور الرهبنة الفرنسيسكانية في نشأة الطائفة:
بدأ التواجد الكاثوليكي في مصر في شكل الرهبنة الفرنسيسكانية منذ عام 1219 م. عندما أقبل إلى مصر الأب فرنسيس الأسيزي مؤسس رهبنة الأخوة الأصاغر (الفرنسيسكان) أثناء حصار قوات الفرنجة لدمياط، واستطاع أن ينفذ إلى معسكر السلطان الكامل الأيوبي فأظهر للسلطان أن ما يقوم به الفرنجة هو ضد المسيحية وضد الصليب... استمع له السلطان وأكرمه وأحسن وفادته ولبى رغبته في بقاء بعض الرهبان الفرنسيسكان في مصر لخدمتها فكان الرهبان الفرنسيسكان يأتون بين الحين والآخر لخدمه أبناء القنصليات الأجنبية من الإيطاليين والفرنسيين والنمساويين وغيرهم، وفي سنة 1325 م. أصبح للرهبان الفرنسيسكان مقر دائم في الإسكندرية ثم توالى بعد ذلك أنشاء الأديرة والكنائس والمدارس.
وفي سنة 1636 م. أنشأ الفرنسيسكان لهم مقرًا في درب الجنينة بالموسكي بالقاهرة، وآخر في الإسكندرية وهو كنيسة سانت كاترين، وفي سنة 1666م أقاموا ديرًا في أخميم بالإضافة إلى خمس كنائس في أماكن متفرقة، واتجهوا جنوبًا حتى وصلوا إلى الحبشة، وفي سنة 1696م انقسمت جماعة الفرنسيسكان إلى مجموعتين:
أ-مجموعة حراسة الأراضي المقدسة: وسنتحدث عنها عندما نتحدث عن الطائفة اللاتينية الكاثوليكية.
ب-مجموعة الفرنسيسكان المصريين: الذين عملوا في صعيد مصر، وساهموا في تأسيس طائفة الأقباط الكاثوليك، ولاسيما أن بعض باباوات روما مثل البابا اكليمنضس الثاني عشر [1730-1740] وضع خطة مُحْكَمَة لنشر الكثلكة في مصر، فأرسل عدة مجموعات من خريجي كلية نشر الإيمان إلى مصر في عصر البابا يؤانس السابع عشر، فجاءوا إلى أسيوط وأبوتيج وصدفا وأخميم وجرجا والأقصر وأسوان ودير النوبة في وقت واحد، وبحثوا عن الصبية الأذكياء من أبناء الأرثوذكس وجذبوهم إلى المدارس الكاثوليكية التي بنوها تمهيدًا لإرسالهم في بعثات دراسية إلى روما، فكان الهدف المُعلَن للمدارس هو نشر التعليم والهدف الخفي هو نشر الكثلكة كما شهد بهذا هنري ديهيران قائلًا "لقد تعاون رهبان الطايوسين والجزويت على العمل في مصر، وكان هدف الأب سيكار الجزويتي أساسًا هو تبشير القبط " (116)
كما أن التفرقة في المعاملة بين القبطي ابن البلد الذي تثقل بالجزية والاضطهاد المادي والمعنوي وبين الكاثوليكي الذي يعيش حرًا طليقًا بلا جزية ولا اضطهاد، بل أن الكاثوليكي الأجنبي الذي يقتل المصري لا يخضع للمحاكم المحلية... كل هذا شجع بعض صغار النفوس على التخلي عن عقيدتهم الأرثوذكسية... وعندما تزايد عدد الأقباط الكاثوليك في صعيد مصر بفضل همة المرسلين الفرنسيسكان بدأ باباوات روما يعينون لهم نوابًا رسوليين ليديروا شئونهم.
_____
(116) مصر التركية ص197.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/egypt-franciscan.html
تقصير الرابط:
tak.la/z8m36fv