دور الدول الأوربية في إنشاء الطائفة:
ساعدت بعض الدول الأوربية وعلى رأسها فرنسا محمد على الكبير (1805-1848م) وأسرته في الوصول للحكم، فكانت فرنسا تعتبر نفسها حامية الكثلكة في منطقة الشرق الأوسط فطلبت من محمد على نشر المذهب الكاثوليكي في مصر، فاستدعى محمد على كاتبه الأرثوذكسي المعلم غالي وعرض عليه رغبة فرنسا فخشي غالي سيف الوالي مع أنه لم يسلم منه في نهاية حياته، وتشاور مع أخيه فرنسيس وابنه الكبير باسيليوس وافهموا محمد على استحالة فرض المذهب الكاثوليكي بالقوة على أقباط مصر قائلين " أن استمالة الطائفة جميعها إلى مذهب كنيسة رومية دفعة واحدة لا تنتهي بدون قلاقل وسفك دماء كثيرة فنرى الأحسن أن يكون ذلك بسياسة وتدريب. أننا نعتنق نحن أولًا المذهب البابوي بشرط أن لا نُكرَه على تغيّير طقوسنا وعقائدنا الشرقية، وبذلك أن نميل أفراد الطائفة رويدًا رويدًا"، فرحب محمد على بفكرتهم وفعلًا اعتنق المعلم غالي المذهب الكاثوليكي هو وشركائه في القاهرة وأخميم ليس اقتناعًا بالكاثوليكية ولكن إرضاءًا لولي نعمتهم محمد على وكان ذلك سنة 1822م، فمثَّل المعلم غالي ومن معه الكيان الأول الرسمي للأقباط الكاثوليك في مصر، فدعاهم الشعب بالأقباط التبع أو الأفرنج نظرًا لولائهم لبابا روما عوضًا عن باباهم المصري، وربما كانوا يضمرون العودة إلى الأرثوذكسية بعد زوال الأسباب ولكن عامة الشعب الأرثوذكسي نبذوهم ورفضوا الكثلكة.
أما المعلم غالي فقد طلب منه محمد على أكثر من مرة مبالغ طائلة فدفعها مستعينًا بزملائه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وفي المرة الأخيرة طالبه بستة آلاف كيس فأعتذر عن دفعها لضيق اليد، فألقاه في السجن مع أخيه فرنسيس ومساعدهُ المعلم سمعان، وكنوع من الإذلال ضربوا أخيه فرنسيس أمامه فتأثر وقال لهم " وأنا أيضًا أُضرب " فضربوه على رجليه بالكرابيج أكثر من مرة. أما سمعان فقد فاز بنصيب الأسد إذ تلقى ألف كرباج وعندما خشوا من موته في السجن أطلقوه وما أن وطأ عتبة بيته حتى لقي ربه. أما المعلم غالي فقد تشفع له جوني الحكيم وأخذه إلى داره، ولكن عندما أكتشف محمد على أولًا: أن المعلم غالي أرسل رجلًا قبطيًا إلى بابا روما بغرض تعيّين هذا الرجل بطريركًا على الأقباط الكاثوليك بغية الحصول على الحماية الفرنسية له، ثانيًا: أن أخيه فرنسيس خطَّ خطابًا للاون الثالث عشر بابا روما [1878-1903] ودمغه باسم محمد على باشا يطلب منه إقامة إبراهيم كاشور الطالب بكلية البروباجندا الرومانية رئيس أساقفة في ممفيس مقابل خضوع أقباط مصر لسلطانه. عندئذ أصدر محمد على أمره بقتل المعلم غالي فقتلوه سنة 1882م في مدينة زِفْتَى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/egypt-europe-countries.html
تقصير الرابط:
tak.la/rzwc9zy