مجمع ضد فوتيوس:
عقده الإمبراطور باسيليوس المكدوني سنة 869م في كنيسة "أجيا صوفيا" بحضور نواب البابا أدريانوس الثاني بابا روما رقم (106) [867-875]، وقد استقبل باسيليوس نواب البابا استقبالًا حافلًا قائلًا لهم " أن كنيسة القسطنطينية وسائر البطاركة والمطارنة والأساقفة الشرقيين لهم الآن سنتان ينتظرون حكم الكنيسة الرومانيَّة لإعادة السلام " (80) فطلب هؤلاء النواب صكًا يفيد خضوع كنيسة القسطنطينية لكرسي روما قبل أن يبدأوا عملهم في المجمع، ولكن معظم الأساقفة البيزنطيين كانوا مخلصين لكنيستهم ولبطريركهم فوتيوس فرفضوا التوقيع على هذا الصك كما أنهم قاطعوا المجمع رغم وعد وهدايا الإمبراطور ورغم وعيده وتهديده أيضًا حتى أنه في الجلسة الثانية لم يزد عدد الأعضاء عن 28 عضوًا وأنضم إليهم 11 قسًا و9 شمامسة و7 إيبوذياكون.
وفي الجلسة الثالثة اجتهدوا في جذب عددًا آخرًا من الأساقفة الذين شرطنهم أغناطيوس ولكن دون جدوى، وفي الجلسة الخامسة دعوا فوتيوس بواسطة رجال من الشعب وليس بواسطة أساقفة وكأنه لم يعد من طغمة الإكليروس فرفض الحضور، فاحضروه جبرًا وعندما رآه نواب البابا قالوا "هذا هو فوتيوس الذي بسببه قاست كنيسة روما المقدسة أوجاعًا كثيرة مدة سبع سنين ومثلها كنائس الشرق وقامت وقعدت كنيسة القسطنطينية كل هذا القيام " ولكن فوتيوس ظل صامتًا فقالوا له "أنك بسكوتك لن تنجو من الحكم الواقع عليك" فأجابهم "ولكن يسوع أيضًا حُكِم عليه وهو ساكت فلم ينج من الحكم بسكوته" قالوا له " أن سكوتك يجعلك بلا حجة " فقال لهم " أن الله يسمع صوت الإنسان وإن كان ساكتًا".. اشتكوا عليه بأمور كثيرة وهو صامت وأعطوه فرصة ليجاوبهم فلم يجاوبهم.
وفي الجلسة السادسة حضر باسيليوس وأخذ يحفز الأساقفة المجتمعين على رفض فوتيوس، ولكن بعض الأساقفة أدوا الشهادة الحسنة للحق مما جعل نواب بابا روما يطردونهم من المجمع.
وفي الجلسة السابعة استدعى المجمع فوتيوس ثانية ومعه غريغوريوس رئيس أساقفة سيراكوسا ويوحنا مطران هرقلية، وأخذوا من فوتيوس العكاز " ثم طلبوا منه أن يندم ويمضى على الصك (بخضوع كنيسته لكرسي روما) فأجاب " الله يحفظ ملكنا عمرًا طويلًا. نحن لا نعتذر إلى النواب فإن كان ما عيَّنوه علينا إنما قالوه عن أنفسهم ليندموا هم. فليرونا ذلك فعلًا وليندموا على ما اقترفوه".
وأما الأساقفة الذين معه فقالوا بكل جراءة " أننا إن جاءنا لا رسل رومية بل ملاك من السماء بما يخالف القوانين لا نخضع البتة".. " أننا لا نقبل النواب قضاة ولا نوافق على ما يعمل خلافًا للصواب". أما يوحنا مطران هرقلية فقال "أن الذي يحرم رئيس كهنته ليكن هو محرومًا". ومن بعد ذلك قام قضاة فوتيوس وفاهوا (بفم اغناطيوس) بالأناثيما ضد فوتيوس وغريغوريوس وأتباعهم... وأمضوا على الأعمال (يا للجسارة) بدم المخلص... أما الحكم الذي صدر ضد فوتيوس فلم يكن فيه شيء يمس إيمانه ولا يتجاسر أحد أن يدعى عليه هرطقة فالحكم عليه لم يُبن إلاَّ على عدم سماحه للبابا بالسلطة على الكنيسة كلها" (81)
_____
(80) المرجع السابق ص471.
(81) المرجع السابق ص476، 477.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-constantinople-iv-photenus.html
تقصير الرابط:
tak.la/k66nwg9