س596: كيف يدعو الفريسي الشرير يسوع المسيح إلى بيته فيستجيب له، وهو العالِم بكل شيء (لو 11: 37)؟ وهل يدعو الفريسي يسوع على الغذاء، فيُفاجئ بالسيد المسيح يشتمه هو وزملائه ويصفهم بالغباء (لو 11: 37-40)؟ وهل تعجُب الفريسي من السيد المسيح الذي لم يغتسل قبل الغذاء يستوجب وصفه بالغباء (لو 11: 38-40)؟ وهل الصدقة تطهر الإنسان (لو 11: 41)، وهل قول السيد المسيح: "لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ" (لو 11: 49) لم يقتبسه من العهد القديم، فربما يكون قد اقتبسه من سفر غير قانوني؟
ج: 1- كيف يدعو الفريسي الشرير يسوع المسيح إلى بيته فيستجيب له، وهو العالِم بكل شيء (لو 11: 37)..؟ يقول القديس لوقا: "وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ" (لو 11: 37) وبلا شك أن السيد المسيح العالِم بكل شيء، وكل شيء مكشوف أمامه يعرف هذا الفريسي منذ أن خلقه، يعرف ماضيه وحاضره ومستقبله، يعرف جوانب الشر وجوانب الخير في حياته، ولذلك استجاب إلى دعوته، فهو جاء من أجل خلاص الكل، لا يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع ويحيا، وهو الذي يدعو إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة. ويقول "القديس كيرلس الكبير": "إن أحد الفريسيين سأله أن يتغذى في بيته فدخل واتكأ ليأكل. كيف لا يكون واضحًا لكل أحد أن زمرة الفريسيين كانت دائمًا طبقة شريرة ودنسة، وهم مكروهون وحاسدون، ومتحفزون للغضب، وعندهم كبرياء فطري، ويتجاسرون دائمًا بالكلام ضد المسيح مُخلصنا جميعًا؟ لأنهم اعترضوا على معجزاته الإلهيَّة، وحشدوا فرق مشيرين أشرار ليخططوا لموته. كيف يكون المسيح ضيفهم؟ أما كان يعلم خبثهم..؟ لأنه كإله، هو يعلم كل الأشياء، فما هو التفسير إذًا؟ التفسير هو أنه كان مهتمًا بنوع خاص أن يحذرهم، وفي هذا فهو يشبه أمهر الأطباء، لأن الأطباء المهرة يستخدمون علاجاتهم مع المرضى بأخطر الأمراض... أما الفريسيون وإذ هم قد استسلموا بلا رادع إلى ذهن مخدوع، فكان من الضروري أن يحدثهم المسيح بما هو لازم ونافع لخلاصهم، فقد قال هو نفسه في مكان ما: "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" (مت 9: 13)، كما قال أيضًا: "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب بَلِ الْمَرْضَى" (مت 9: 12). لذلك فالفريسي لغرض ما في نفسه يدعو (المسيح) إلى وليمة، ومُخلص الجميع يقبل هذا، كما قلت، من أجل التدبير، ولكنه جعل هذا الأمر فرصة لاعطاء تعليم، وهو لا يضيّع وقت اجتماعهما للتلذذ بالطعام والمشتهيات، بل لكي يجعل المجتمعين هناك يزدادون فضيلة" (288).
2- هل يدعو الفريسي يسوع على الغذاء، فيفاجئ بالسيد المسيح يشتمه هو وزملائه ويصفهم بالغباء (لو 11: 37-40)..؟
أ– دعوة الفريسي السيد المسيح للغذاء غالبًا ليس محبة في شخصه إنما أراد أن يتصيد له أي خطأ في التصرف أو الكلام، ومع هذا فإن السيد المسيح مُحب البشر استجاب لدعوته غير المُخلصة، وفي ذات الوقت بكت هؤلاء الفريسيين على شرورهم.
ب– أدان هذا الفريسي السيد المسيح و" تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلًا قَبْلَ الْغَدَاءِ" وكأنه كسر الناموس، مع أنه في ناموس موسى لا توجد أية وصية خاصة بالاغتسال قبل تناول الطعام، ولهذا سلط السيد المسيح عليه نور الحق كاشفًا عن مدى اهتمامه بالمظهر دون الجوهر، والظاهر دون الباطن، فهو يهتم بخارج الكأس والقصعة ومن الداخل كل اختطاف وخُبث.
جـ- تصرف السيد المسيح كطبيب ماهر يواجه المريض بحقيقة مرضه لعله يهتم ويسعى نحو النجاة، ولا سيما أن مصدر الشفاء قريب منه بل هو في بيته.
د– لم يشتم السيد المسيح أحدًا قط " الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا" (1 بط 2: 23)، ولكن بصفته أنه العالِم بكل شيء، فقد وصف وشخَّص حالة هؤلاء الفريسيين الذين يعانون من الكبرياء والاستعلاء والغباء.
3- هل تعجُب الفريسي من السيد المسيح الذي لم يغتسل قبل الغذاء يستوجب وصفه بالغباء (لو 11: 38-40)..؟ لا شك أن الاغتسال قبل تناول الطعام أمر صحي وعادة حميدة، ولكن العيب في المُبالغة في هذا الأمر، وهذا ما كان يفعله الفريسيون " لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ لاَ يَأْكُلُونَ مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ" (مر 7: 3) ولهذا احتفظوا بآنية المياه المخصصة للاغتسال بعيدًا عن أي تلوث، وحددوا أقل كمية مياه يمكن استخدامها في الاغتسال، فهيَ لا تقل عن امتلأ قشرة بيضة ونصف، وكان المغتسل يتبع نظام (طقس) معين لا يجوز مخالفته، وهو أن يصب المياه على الأصابع حتى تصل إلى المعصم واليد مرفوعة لأعلى، ثم تُمسح كفة اليد الواحدة بكفة اليد الأخرى، ثم تصب المياه ثانية على المعصم حتى تنزل إلى الأصابع واليد مدلاة لأسفل، ومن يتهاون في أي جزئية صغيرة من هذا الطقس الفريسي يصبح كأنه أجرم وارتكب خطأ شنيعًا (يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد جـ 4 س304).
وعندما رأى الفريسي أن السيد المسيح لم يغتسل بالطريقة التي يغتسل بها الفريسيون تعجب وأدان ذاك الطاهر الذي بلا خطية وحده، وربما لم ينطق ببنت شفة تعبر عن استيائه، ولكن العالِم بكل شيء علم ما يدور في ذهنه، " فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا. يَاأَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا" (لو 11: 39، 40)، وهنا نلاحظ أن السيد المسيح استخدم تشبيهات من الآنية الموجودة على المائدة، وهيَ الكأس والقصعة. وقد ظهرت غباوة الفريسيين واضحة، إذ إنصب اهتمامهم على الخارج أكثر من الداخل، مع أن الداخل أهم كثيرًا من الخارج، وهل يسرُّ اللَّه بالمظهر الخارجي بينما الباطن ممتلئ اختطافًا وخُبثًا؟! لذلك استحقوا توبيخ السيد المسيح لهم، وقوله: "يَا أَغْبِيَاءُ، أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟!". فكل من لا يدرك أن الباطن أهم كثيرًا من الظاهر ينطبق عليه الوصف بالغباء... ألم يصلي داود النبي قائلًا: "هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ... قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا الله وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز 51: 6، 10)، فالذي يمتلك قلبًا طاهرًا نقيًا هو طاهر ونقي حتى لو لم يغسل يديه قبل تناول الطعام، بينما صاحب القلب الشرير الدنس لو اغتسل بكل ماء العالم فهذا لن يُطهّره. وأيضًا من غباء الفريسيين أنهم لم يفطنوا لحقيقة المسيح وهويته، فهو خالقهم وجابلهم، وهو الذي أخلى مجده واتخذ صورة العبد من أجل خلاصهم، وهو الذي قدم لهم كلمة الحياة، أما هم فحنقوا عليه وصادرونه وراقبوه طالبين أن يصطادوا شيئًا من فمه (لو 11: 53، 54).. لقد سقطوا في الكبرياء والرياء حتى صاروا كالقبور المُبيضة فاستحقوا أن يصب عليهم السيد المسيح الويلات (لو 11: 42-44).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
4- هل الصدقة تُطهِر الإنسان (لو 11: 41)..؟ قال السيد المسيح: "بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ" (لو 11: 41)، فعندما يشعر الإنسان بمتاعب واحتياجات الآخرين، ويتحنن قلبه عليهم ويُعطيهم ما يسد أعوازهم حينئذ تتطهر النفس من القسوة والأنانية والتصلف، والصدقة تجلب المراحم الإلهيَّة (مت 5: 7). وعندما تنحل قساوة القلب يشعر الإنسان بثقل خطاياه ويطرحها عنه ويتوب عنها فينال المغفرة في استحقاقات دم المسيح وتأتي أوقات الفرج: "فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ" (أع 3: 19).. عندما تحدث إشعياء النبي عن الصوم ربطه بعمل الرحمة: "أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ. إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانا أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ" (إش 58: 6، 7) ومن هنا أخذت الكنيسة مديحة الصوم الأربعيني:
طوبى للرحما على المساكين فان الرحمة تحل عليهم
والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم
ونصح دانيال النبي نبوخذ نصر ملك بابل: "لِذلِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ فَلْتَكُنْ مَشُورَتِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ وَفَارِقْ خَطَايَاكَ بِالْبِرِّ وَآثَامَكَ بِالرَّحْمَةِ لِلْمَسَاكِينِ" (دا 4: 27) وأوصانا السيد المسيح لا أن نعطي العشور فقط، بل نُعطي بغير حدود: "بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً" (لو 12: 33).
وما أكثر بركات العطاء:
أ– العطاء إكرام للرب: "أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ" (أم 3: 9).. " مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ" (أم 19: 17).
ب– العطاء ضمان ضد الاحتياج والعوز: "كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا" (مز 37: 25).
جـ- العطاء يخلص من الضيق: "طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ" (مز 41: 1).. " لأن الصدقة تُنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية" (طو 12: 9).
د– العطاء يفتح كوى السماء: "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ" (ملا 3: 10).
هـ- العطاء يجلب الرحمة الإلهيَّة: "طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ" (مت 5: 7).
و– العطاء يتحول إلى كنز سماوي: "اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ" (مت 6: 20).
ز– العطاء طريق الكمال: "إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ" (مت 19: 21).
ح– العطاء يهبنا قبولًا لدى المسيح: "رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي" (مت 25: 34، 35).
ط– العطاء شفاعة أمام اللَّه: "صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ الله" (أع 10: 4).
ى– العطاء يهب حياة الفرح: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع 20: 35).
ك– العطاء طريق الحب الإلهي: "الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ الله" (2 كو 9: 7).
ل– العطاء تعبير عن الديانة الطاهرة: "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ الله الآبِ هِيَ هذِهِ افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ" (يع 1: 27).
مع مراعاة أن الإنسان الذي يقدم العطاء كنوع من الافتخار وكسب المديح، أو كعمل روتيني غير مصحوب بمشاعر الحب الحقيقي والشفقة والرحمة فلا فائدة له، لأن اللَّه يتقبَّل الحب المصاحب للعمل أكثر من العمل في حد ذاته، فعطاء الفريسيين الذي وصف إلى حد تعشير النعنع والسذاب وكل بقل لم يكن مقبولًا لدى اللَّه لأنهم تغافلوا عن الحق والرحمة. يقول "القديس يوحنا الذهبي الفم": "الصدقة أعظم من ذبيحة... أنها تفتح السماوات! فقد قيل "صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ الله" (أع 10: 4). أنها أكثر أهمية من البتولية، فقد طُردت عذارى خارج مجال العريس (بعدم الصدقة) بينما دخلت عذارى أخريات داخلًا" (289). كما قال أيضًا: "الصدقة ليست علاجًا هينًا، فهيَ توضع على كل جرح... أنها أفضل من الصوم أو النوم على الأرض، إذ أن هذه الأمور مؤلمة وشاقة، أما الصدقة فأكثر نفعًا" (290).
5- هل قول السيد المسيح: "لِذلِكَ أَيْضًا قَالَتْ حِكْمَةُ الله إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ" (لو 11: 49) لم يقتبسه من العهد القديم، فربما يكون قد اقتبسه من سفر غير قانوني..؟ فعلًا لا توجد نبوءة في أسفار العهد القديم تشير لهذا القول الذي قاله السيد المسيح، وأيضًا لم يقتبس السيد المسيح هذا القول ولا غيره من أي سفر غير قانوني، ولو كان هذا اقتباس من سفر غير قانوني، فلماذا لم يحدّد الناقد اسم السفر غير القانوني الذي أُقتبِس منه؟! وفي أي موضع في هذا السفر جاء هذا الاقتباس؟! أن هذا القول هو من صميم كلام السيد المسيح، وكونه يقول: "قَالَتْ حِكْمَةُ الله" لأنه هو أقنوم الحكمة، كما أن هذا القول ورد في إنجيل متى بدون هذه العبارة (قَالَتْ حِكْمَةُ الله): "لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ" (مت 23: 34). وتحقق هذا القول في الرسل الأطهار وخلفائهم وما زال يتحقق من جيل إلى جيل، وشاهد على هذا دم استفانوس أول الشهداء وجميع التلاميذ باستثناء يوحنا، وبولس الرسول وملايين الشهداء منهم من قُتِل ومنهم من صُلِب مثل بطرس وأندراوس الرسولين، ومنهم من طُرِد من مدينة إلى مدينة مثل بولس الرسول، ولليوم يتحقق قول السيد المسيح حرفيًّا.
_____
(288) ترجمة د. نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص395، 396.
(289) أورده القمص تادرس يعقوب - الإنجيل بحسب لوقا، ص280.
(290) المرجع السابق، ص280.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/596.html
تقصير الرابط:
tak.la/g8h542a