س562: كيف ظهرت مجاعة لوقا كمؤرخ مُدقق من خلال ما سجله في الآيتين الأولتين من الأصحاح الثالث (لو 3: 1، 2)؟
ج: ظهرت براعة القديس لوقا كمؤرخ مدقق فيما جاء في (لو 3: 1، 2):
1- ظهرت براعة القديس لوقا كمؤرخ مُدقق أن يربط بين هذا الحدث الهام الخاص ببدء خدمة يوحنا المعمدان بالتاريخ المدني، حتى لا يُعطي لأحد فرصة أن يطعن في حقيقة الحدث.
2- عندما استعرض القديس لوقا هذه الشخصيات التاريخية الحاكمة قصد أن يوضح أن المجد قد زال عن إسرائيل، فالهيكل وأورشليم واليهودية صاروا تحت الحكم الروماني متمثلًا في بيلاطس البنطي، وهنا تحقَّقت نبوءة يعقوب أنه " لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تك 49: 10) والمقصود بشيلون "المسيح".
3- قال القديس لوقا " رَئِيسِ الْكَهَنَة" بالمفرد بينما ذكر حنان وقيافا، لأنه طبقًا للشريعة كان رئيس الكهنة يتولى وظيفته طوال حياته، ولكن الولاة الرومان جعلوها مصدرًا للربح، فكان الوالي يقيل ويعين رئيس الكهنة بقدر ما يدفع له، فذكر القديس لوقا رئيس الكهنة المعيَّن من قِبَل الوالي الروماني وهو "قيافا"، كما ذكر حميه "حنان" رئيس الكهنة السابق بسبب سطوته وشدة تأثيره وتحكمه في كافة الأمور.
4- قال القديس لوقا " كَانَتْ كَلِمَةُ الله عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّة" (لو 3: 2) فقد عاد صوت السماء يُسمَع وسط شعب اللَّه بعد صمت دام نحو أربعمائة عام، فكان ملاخي آخر أنبياء العهد القديم ويوحنا نبي ما بين العهدين.
وقد ذكر القديس لوقا سبع شخصيات عاصرت يوحنا بن زكريا، الكاهن بن الكاهن، عندما بلغ الثلاثين من عمره، ولم تكن خدمته في الهيكل إنما في مكان بعيد من الهيكل " فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّة" (مت 3: 1) " فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ" (يو 3: 23). أما هؤلاء الشخصيات التاريخية فهم:
(1) طيباريوس قيصر: وهو "طيباريوس يوليوس قيصر نيرون" وُلِدَ سنة 42 ق.م وهو ثاني أباطرة الإمبراطورية الرومانية، تولى الحكم مع "أوغسطس قيصر" أول أباطرة الرومان لمدة سنتين نحو سنة 11، سنة 12م، ثم مَلَك بمفرده بعد موت أوغسطس قيصر سنة 14م إلى نحو سنة 37م. وكان طيباريوس طويل القامة حسن الملمح، يبدو على محياه التفكير العميق، وتغلب عليه علامات الجدية والوقار، قليل الكلام ويجيد اختيار الألفاظ، يميل للوحدة، حتى أنهم دعوه في فترة شبابه بالرجل العجوز، تعلَّم على يد أساتذة روما، ودرس الفلك والطب وأجاد الكتابة وتنظيم الأشعار والخطابة، فقد درس الأدب الروماني واللاتيني، وأجاد فن الرسم والنحت، وتدرب على فنون القتال منذ صبوته فحقق انتصارات متتالية، تعلَّم الصبر والجَلَدْ والحفاظ على أرواح جنوده الذين شاركهم حياة البساطة، فكان يجلس وسطهم ويأكل معهم، فارتبط الجنود به وكان الضباط يمازحونه، وفي تنقلاته لم يستخدم المحفة التي يحملها العبيد، إنما كان ينتقل على صهوة جواده، عاش حياة عائلية مستقرة، فكان مُخلصًا لزوجته "فيبسانيا"، وكان يتقبل النقد البناء، قائلًا: "إن البلد الحر يجب أن تطلق فيه حرية القول والفكر" (راجع ويكيبيديا العربية) وإن كان بعض المؤرخين لهم رأي آخر معاكس عن طيباريوس. والسنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس التي بدأ فيها يوحنا كرازته تعادل 29م وبعد ستة أشهر بدأ يسوع كرازته (وذلك بعد تعديل التقويم الخاص بتأسيس مدينة روما واعتبار أن السيد المسيح وُلِدَ سنة 4 ق.م في عصر هيرودس الكبير) والدينار الذي طلبه السيد المسيح عندما سألوه عن الجزية كان منقوش عليها صورة طيباريوس قيصر، وبنى هيرودس أغريباس مدينة طبرية إكرامًا للإمبراطور طيباريوس قيصر.
ويقول "القس ليون موريس": "ونظرًا لأن أوغسطس قيصر مات في التاسع عشر من أغسطس عام 14م، فإن السنة الخامسة عشر من حكم طيباريوس قيصر تقع ما بين أغسطس سنة 28م - أغسطس سنة 29م. والبعض يُجادلون أن نقطة البداية يجب أن تكون مدة الولاية المشتركة لطيباريوس وأوغسطس قيصر (11-12م)، بيد أنه لم يذكر أن أحدًا سبق وأرَّخ بدءًا من هذه النقطة. وكانت التواريخ دائمًا بدايتها منذ أن أصبح طيباريوس إمبراطورًا.." (123).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
(2) بيلاطس البنطي: وهو الوالي الروماني الخامس على اليهودية والسامرة، بعد إقالة "أرخيلاوس" ابن الملك هيرودس الكبير الذي مات سنة 4 ق.م، وقسمت مملكته فكانت اليهودية من نصيب أرخيلاوس (4 ق.م - 6م) وبعد إقالته تحوَّلت اليهودية إلى ولاية رومانية تولى إدارتها عدة ولاة:
1- كبرينيوس (6-9م).
3- أنيوس روفس (12-15م).
2- ماركوس أبيبولس (9-12م).
4- فالاريوس غرانوس (جراتوس) (15-26م).
ثم جاء بيلاطس البنطي خلال الفترة (26-36م). وقد انحدر بيلاطس من أسرة محاربة، فخرج للدنيا فارسًا، وانخرط في سلاح الفرسان، فخدم في ألمانيا تحت قيادة "جرمانيكوس"، ثم انتقل إلى روما، وإلتقى بـ"كلوديا بروكلا" حفيدة الإمبراطور "أوغسطس قيصر"، فهيَ ابنة غير شرعية لكلوديا ابنة أوغسطس قيصر وزوجة طيباريوس قيصر، فأحبته وتعلقت به وتزوجته، وكان لهذا الاقتران الفضل الأول في تعيين بيلاطس واليًا على اليهودية والسامرة سنة 26م، وكان خاضعًا لرئاسة حاكم سوريا، وكان الوالي الروماني يُقيم في قيصرية فلسطين غرب أورشليم، وكان يُقيم في أورشليم في فترة الأعياد والازدحام الرهيب لحفظ الأمن والسلام، فكان بيلاطس يُقيم في جناح في قصر هيرودس بأورشليم متى صفت الأجواء بينهما، وإلاَّ ينزل في قلعة أنطونيا المواجهة للهيكل متى ساءت العلاقة مع هيرودس الملك حاكم مقاطعة الجليل، وكان هيرودس ينتهز أخطاء بيلاطس ليشكوه للإمبراطور، ولا سيما أن بيلاطس كان دمويًا عنيفًا تنقصه الفطنة والحنكة السياسية، فخلط دماء بعض الجليليين بذبائحهم لأنهم احتجوا عليه عندما استولى على ضرائب الهيكل لصالح إقامة مشروع المياه بأورشليم، وعندما رفع البيارق الرومانية على قلعة أنطونيا المواجهة للهيكل أجبره اليهود على انزالها، فوصل بيلاطس إلى حالة من الضعف أمام مواجهة الشعب اليهودي، فكان يتحاشى غضبته، حتى أنه لم يستطع أن يُطلّق يسوع حرًا بالرغم من تأكده من براءته، لأن اليهود هتفوا ضده: "إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ" (يو 19: 12)، وبالرغم من أنه حكم ببراءة يسوع ثلاث مرات فإنه أسلمه للصلب مُفضلًا الاحتفاظ بمنصبه عن إقامة العدل، مع أن المَثَل الروماني يقول للحاكم "أقم العدل حتى لو سقطت السماء".. وفي عام 1961م وجد علماء الآثار مدوَّنة حجرية بالمسرح الروماني في قيصرية فلسطين حيث كان كرسي الولاية ذُكر فيها اسم "بيلاطس البنطي والي اليهودية والسامرة وأدوميا الذي لا يلين ولا يرحم" (راجع الكتاب المقدَّس الدراسي ص2421، والخوري بولس الفغالي - إنجيل لوقا جـ 1 ص223). كما كتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس عن صدامات بيلاطس البنطي مع اليهود.
(3) هيرودس: وهو "هيرودس أنتيباس" رئيس ربع على الجليل، وهو ابن الملك هيرودس الكبير السياسي المحنك، الذي اكتسب ثقة الأصدقاء والأعداء، هو الذي جدَّد هيكل أورشليم، وهو صاحب مذبحة أطفال بيت لحم، وامتلأ قصره بالدسائس والمؤامرات، وقد تزوج بعشرة نساء، وعشق كرسيه أكثر من ذويه، فذبح زوجته المحبوبة "مريم" ابنة سمعان بن يوحنا هركانوس المكابي، وأمها، بعد أن أغرق أخيها، ثم قتل ابنيه من مريم "ألكسندر" و"أرسطوبولس"، وقبل موته بفترة وجيزة قتل ابنه ولي العهد "أنتيباتر" وقال عنه "أوكتافيوس قيصر": "إن خنازير هيرودس تتمتع بالأمان والسلام أكثر من أولاده". وبعد موت هيرودس الكبير هذا تولى ابنه "هيرودس أنتيباس" حكم مقاطعة الجليل نحو 44 سنة، خلال الفترة (4 ق.م - 39م). وكان إنسانًا شهوانيًا تزوج هيروديا زوجة أخيه فيلبس، وعندما وبخه يوحنا المعمدان سفك دمه بغواية هيروديا بعد رقصة خليعة من ابنتها، وقد دعاه السيد المسيح بالثعلب (لو 13: 32) لأنه كان مثال للدهاء مثل أبيه، وكان لديه قصر آية من الروعة بجناحين، فيحط كالطائر الضخم على أرض أورشليم يقيم فيه بعض الوقت ولا سيما في الأعياد، وقد أرسل له بيلاطس يسوع ليُحاكم أمامه، ففرح بلقائه لأنه كان يرجو أن يرى أعجوبة من عجائبه، ولكن عندما ظل يسوع صامتًا احتقره هيرودس وجنوده، وألبسه لباسًا لامعًا، ورده إلى بيلاطس، وعادت العلاقة إلى مجاريها بين هيرودس وبيلاطس بعد قصة ذبح بيلاطس للجليليين.
(4) فيلبس: رئيس ربع على أيطورية وكورة تراخونيتس، وهو ابن هيرودس الكبير، وتولى هذه الولاية بعد موت أبيه سنة 4ق.م. وأيطورية هيَ المقاطعة الواقعة في الوادي عبر سفح جبل حرمون، وسُميت هكذا نسبة إلى "يطور" ابن إسماعيل بن إبراهيم (تك 25: 15) وكورة تراخونيتس التي كانت تُدعى أولًا " أَرْجُوبَ" (تث 3: 13، 14) وهيَ أرض باشان القديمة الواقعة جنوب شرقي أيطورية وجبل حرمون، فهو حكم على شرق الأردن ومنطقة الجولان، وقد تميَّز فيلبس بالأخلاق السامية والهدوء والاعتدال متمسكًا بالعدل، حتى أنه في تنقلاته داخل ولايته كان يحمل معه كرسي القضاء، وحيثما حلَّ يُقيم القضاء حاكمًا بالعدل، ويسرع رجاله بتنفيذ الأحكام، لأن تأخر القضاء يُعد نوعًا من الظلم، وتميز عصره بالرخاء في ولايته، وقد بنى مدينة "قيصرية فيلبس" تخليدًا للإمبراطور طيباريوس قيصر، ودعاها "قيصرية فيلبس" بِاسمه تمييزًا لها عن قيصرية فلسطين في اليهودية على شط البحر المتوسط.
(5) ليسيانوس: رئيس ربع الأبليه، وقد ذكر المؤرخ يوسيفوس اسم حاكم آخر دُعي "ليسانيوس" حكم ومات نحو سنة 34 ق. م، وكانت عاصمة ولايته "كالكيس" Chalces أو كيليكية، وبالطبع ليس هو الشخص الذي ذكره القديس لوقا، وكان معاصرًا لكرازة يوحنا المعمدان، وقد وجدت بعض النقوش التي تشير له، وحكم منطقة "إبايه" أو "إبلين" Abilene (راجع القس ليون موريس - التفسير الحديث - العهد الجديد إنجيل لوقا ص92) وتقع الأبليه شمال غرب مدينة دمشق (الدكتور القس إبراهيم سعيد - شرح بشارة لوقا، ص67).
ويقول "الخوري بولس الفغالي": "ما كنا نعرف حتى بداية القرن العشرين إلاَّ ليسانيوس واحدًا، ملك الأيطوريين في خلقيس، وقد حكم عليه أنطونيوس بالموت حوالي سنة 34 ق.م عقابًا له على تحالفه مع الفراتيين، ولكن سنة 1992م نُشِرت مدوَّنة وجدت في إبيله (إيل السوق وادي بردى) في الشمال من دمشق قديمًا، وهيَ تذكر ليسانيوس الذي كان في تتراخيس على أيام طيباريوس، وهكذا تأكدت معطية لوقا وتحدد موطن ذاك الأمير.
ولكن لماذا ذكر لوقا هذا الأمير المغمور مع أن أرضه غريبة عن فلسطين، هناك أسباب عديدة، أوَّلها أدبي، أن لوقا يحب البُنيات التناظرية، ولقب "تتراخس" دفعه إلى أن يُقدم هنا أربع مناطق متقاربة، ولاية بيلاطس، وتتراخيات هيرودس وفيلبس وليسانيوس. وهناك أيضًا سبب تاريخي.." (124). وأيضًا كانت الأبليه تمتد إلى حدود لبنان ودمشق ويسكنها عدد ضخم من اليهود (د. عزت زكي - تفسير بشارة لوقا لكتَّاب مشهورين، ص48).
(6) حنان: هو رئيس الكهنة السابق الذي تولى رئاسة الكهنوت خلال الفترة (6-15م) ثم عزله الحاكم الروماني السابق لبيلاطس وهو "فاليروس جراتوس" Gratus، ورغم ذلك فشل الوالي جراتوس أن يحد من نفوذ حنان، بسبب قوة شخصيته وتأثيره الذي تخطى أرض فلسطين، حتى أن بيلاطس كان يعمل له حسابًا وعندما قبضوا على السيد المسيح قُدم للمحاكمة الأولى أمام حنان. وكان لحنان خمسة أولاد وقيافا زوج ابنته، وجميعهم تولوا رئاسة الكهنوت، فاستمرت عائلة حنان في رئاسة الكهنوت على مدار (55) سنة بدأها حنان ثم أعقبه ابنه اليعازر لمدة سنة (16-17م) ثم قيافا (17-36م)، ثم يوناثان لمدة سنة (36-37م)، ثم ثاوفيلس (37-41م) ثم متياس (41-44م) وآخرهم حنان بن حنان (44-62م) فكان أطولهم فترة رئاسة قيافا لمدة نحو تسعة عشر عامًا. بينما ظل حنان هو المتحكم في الأمور. ويقول "الخوري بولس الفغالي": "كان حنان رئيس الكهنة سنة 6م، وقد عينه كيرينيوس، وبعد 9 سنوات عزله فالاريوس غرانوس، أي في سنة 15م. ولكن بما أن الولاة الرومان قد جعلوا أبناءه وصهره قيافا خلفًا له، فقد دلوا على أنه احتفظ بسلطة استثنائية لدى الكهنة والشعب. ويبدو أنه كان القائد الحقيقي للجماعة اليهودية في أيام رؤساء الكهنة الذين خلفوه. وأن كتَّاب العهد الجديد ينسبون إليه دورًا مهمًا في محاكمة يسوع (يو 18: 13-24) وفي الاضطهادات الأولى التي عصفت بكنيسة أورشليم (أع 4: 6 وربما 5: 17).." (125). وادعى البعض أن القديس لوقا ذكر اسم "رئيس الكهنة حنان" فقط ثم أضاف آخر اسم قيافا غير أن هذا الاتهام مردود عليه، لأن جميع المخطوطات القديمة لإنجيل لوقا ورد فيها كلا الاسمين، ولم يتم العثور على مخطوطة واحدة بها اسم حنان دون قيافا.
(7) قيافا: هو رئيس الكهنة الرسمي المُعيَّن من قِبَل الوالي الروماني، وكان يقطن في ذات القصر مع حميه حنان، وحُوكم أمامه السيد المسيح في المحاكمة الثانية، وفي عهده صُلب يسوع ومات وقام وصعد وانتشرت المسيحية وزال المجد عن إسرائيل حيث انشق حجاب الهيكل كل هذا في عهده، كما أنه قاوم الآباء الرسل في كرازتهم في أورشليم واليهودية.
_____
(123) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل لوقا، ص91.
(124) إنجيل لوقا جـ 1 - ظهور الكلمة والرسالة في الجليل، ص224.
(125) المرجع السابق، ص225.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/562.html
تقصير الرابط:
tak.la/22asg6j