St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

200- كيف يمكن تحديد بيت بعينه عن طريق نجم في السماء (مت 2: 2)؟ وكيف تساوت سرعة المجوس مع سرعة النجم؟ ولو اقترب نجم من الأرض حتى أنه يشير إلى منزل بعينه ألا تحترق الأرض بكل ما عليها؟ وهل المجوس كانوا ينامون ليلًا أم أنهم يتبعون النجم، أم أن النجم كان ينام بنومهم؟ وكيف يوحي اللَّه للمجوس الكفرة؟ أليس هذا مدعاة لإتباع مِلّتهم؟

 

س200: كيف يمكن تحديد بيت بعينه عن طريق نجم في السماء (مت 2: 2)؟ وكيف تساوت سرعة المجوس مع سرعة النجم؟ ولو اقترب نجم من الأرض حتى أنه يشير إلى منزل بعينه ألا تحترق الأرض بكل ما عليها؟ وهل المجوس كانوا ينامون ليلًا أم أنهم يتبعون النجم، أم أن النجم كان ينام بنومهم؟ وكيف يوحي اللَّه للمجوس الكفرة؟ أليس هذا مدعاة لإتباع مِلّتهم؟

قال "علاء أبو بكر": س58... فلو كان (النجم) في السماء فكيف أمكن للنجم الضخم تحديد المكان الصغير... فالمعتاد أن أُشير بأصبعي لأحدد سيارة ما، أي أشير بالصغير لأحدد الكبير، لكن أن أُشير بالسيارة لأحدد أحد أصابع شخص، فهذا غير منطقي... وهل كانت سرعة المجوس على الأرض تساوي سرعة النجم في السماء؟ بالطبع لا... أنظر إلى أي نجمٍ عالٍ فوق رأسك وبعدها تحرك في دائرة قطرها 50 ميلًا أو أكثر وانظر إلى النجم مرة أخرى ستجده ما زال فوق رأسك بسبب ارتفاعه العظيم. أما أن يكون قد وقف بالذات فوق المكان الذي وُلِد فيه الصبي، وليس فوق البيت المجاور أو الذي بعده أو الذي قبله فهذا منتهى الكذب والتخريف.

إضافة إلى أن حركات السبع السيارة وكذا الحركة الصادرة لبعض ذوات الأذناب تكون من المغرب إلى المشرق، والحركة لبعض ذوات الأذناب من المشرق للمغرب... ألست معي في أن النجم كتلة من النار متوهجة تضئ في السماء؟ ألست معي أن النجم أكبر من الشمس..؟ ألا تدرك ماذا تفعل بنا الشمس لو اقتربت إلى الأرض؟ فما بالك لو اقترب النجم نفسه؟ ألا يدل ذلك على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفته بطبيعة النجم وأنه كتلة نارية؟.. والغريب في قصة متى هذه أيضًا أن المجوس ناموا ربما لليوم التالي، لأن النجوم تظهر ليلًا، وقد أوحي لهم في منامهم... (مت 2: 12)" (302).

كما يقول "علاء أبو بكر": " س62: ما الذي تتعلمه من إرسال وحي الرب إلى المجوس الكفرة؟

س63: من المعلوم أنه لا يُوحي الرب إلاَّ إلى أنبيائه، فهل أوحى الرب إلى الكفار وأنزلهم بذلك منزلة الأنبياء؟ أليست هذه دعوة إلى إتباع ملة المجوس؟" (303).

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

ج: 1ــ ينقل الناقد شكوك قديمة عفى عليها الزمن، فقيلت قبل أن يُولَد وتم الرد عليها، وقد نقلها الناقد دون أن يُعمِل عقله، فهذه التشكيكات قيلت عندما كان الإنسان يعتقد أن عدد الكواكب التي تحيط بالشمس سبعة كواكب، وهو ما ذكره الناقد "حركات السبع السيارة"، ودعني يا صديقي أنقل لك جانب من رد المرسلين الأمريكان سنة 1900م على هذه الشكوك، فجاء في الجزء الثاني من "كتاب الهداية": " قلنا من إدعى بما ليس فيه كذبته شواهد الإمتحان، فلم يكتفِ المعترض بحشر نفسه في زمرة العلماء المطلعين على حقائق الأديان بل حشر نفسه في زمرة الفلكيين، فمن أغلاطه الفاضحة قوله أن السيارات (الكواكب) سبع والحقيقة هيَ غير ذلك... وهاك بيانها حسب أبعادها من الشمس، وهيَ عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل وأورانوس ونبتون، وقد كان ستة منها معروفة عند القدماء وهم عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل، وفي سنة 1781م اكتشف "السير وليم هارشل" أورانوس، وفي سنة 1846م اكتشف الأستاذ كالي والدكتور جال السيارة نبتون...

أما قوله "نجمة" فليس معناه الكواكب السيارة كما توهَّم المعترض بل هيَ حادثة جوية ذات أنوار ساطعة... وكانوا (اليهود) يعتقدون أنه سيكون ملكًا همامًا ينقذهم من عبودية الرومان فلا عجب إذا إنتشر هذا في كثير من الممالك ولاسيما أن كثيرين من اليهود كانوا ساكنين في مصر وفي رومة وفي بلاد اليونان وتوجه كثير منهم إلى بلاد الشرق وكانوا يحملون كتبهم معهم حيثما توجهوا، وقال "سواتونيوس" أحد مؤرخي روما مما نصه: " كان من المقرَّر في أذهان سكان الشرق أنه لابد من ظهور واحد من اليهودية تكون مملكته عمومية وأن ذلك كان قدرًا مقضيًا به، وقال "تاسيتوس" وهو من مؤرخي روما أيضًا أن كثيرين كانوا يعتقدون أنه ورد في كتب كهنتهم القديمة بأنه سينتصر الشرق وسيخرج واحد من اليهودية ويملك الدنيا، وذكر كذلك "يوسيفوس" و"فيلو" وهما من مؤرخي اليهود أن الناس كانوا منتظرين مجيء منقذ عظيم وملك كريم، وزد على هذا أنه ذُكِر في كتب الفرس عن زروستر (زرادشت) بأنه سيأتي ثلاثة منقذين اثنان من الأنبياء أما الثالث زوسوس (زفس)، فهو أعظم من الاثنين ويفتح أهريمان ويقيم الموتى فلذلك أتى المجوس إلى أورشليم، وبالاستفهام من أئمة الدين استدلوا أنه يُولَد في بيت لحم اليهودية فتوجهوا إليها وقدموا الهدايا التي لا تليق إلاَّ بالملوك (تك 43: 11، 1مل 10: 2، 10، مز 72: 15 إلخ). وقال الفلكي " كبلر " أنه في ذلك الوقت حصل اقتران بين المُشترى وزُحل، وحدثت حادثة فلكية ثم قام العلامة " أدلر " من علماء برلين وأيد ذلك" (304).

وجاء في هامش ص81 من كتاب "التفسير الحديث": " في مجلة الجمعية الفلكية 18 لسنة 1977م حدَّد ثلاثة فلكيين أن الفلكيين الصينيين شاهدوا في سنة 5/4 ق.م، ولمدة سبعين يومًا نفس الظاهرة أي ظاهرة النجم Nova (وهو نجم يظهر مؤقتًا بلمعان غير عادي نتيجة انفجار)".

 

St-Takla.org Image: Wise men seeing His star (Matthew 2:1-2): nativity - from "Standard Bible Story Readers", book 1, Lillie A. Faris. صورة في موقع الأنبا تكلا: المجوس يرون نجم الميلاد (متى 2: 1-2) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الأول، ليلي أ. فارس.

St-Takla.org Image: Wise men seeing His star (Matthew 2:1-2): nativity - from "Standard Bible Story Readers", book 1, Lillie A. Faris.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المجوس يرون نجم الميلاد (متى 2: 1-2) - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، الكتاب الأول، ليلي أ. فارس.

2ــ بالقطع لم يكن هذا النجم نجمًا ماديًا، لأنه لو كان هذا نجمًا عاديًا واقترب من الأرض حتى أنه يشير إلى بيت معين، لاحترقت الأرض، وهذا ما قال به القديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس كيرلس الكبير، فهذا النجم كان كائنًا سماويًَّا بدليل:

أ - خط سير النجم كان مخالفًا لخط سير النجوم.

ب - كان النجم يظهر ليس في الليل فقط، بل في النهار أيضًا ففي ضوء الشمس الطاغي كان ظاهرًا.

جـ - كان هذا النجم يسير ويتوقف بحسب تحركات المجوس، حتى أنهم عندما دخلوا يسألون عن المولود ملك اليهود في قصر الملك هيرودس اختفى النجم، وعندما خرجوا من القصر قاصدين بيت لحم ظهر لهم النجم ثانية وتبعوه.

د ــ انخفض هذا النجم حتى أنه أشار بمذنبه إلى بيت بعينه توجه إليه المجوس بسهولة، فوجدوا الصبي مع مريم أمه، وجدوا ضالتهم المنشودة من أول بيت دخلوه ولم يحتاجوا أن يبحثوا عن المولود في البيوت المجاورة (راجع القمص تادرس يعقوب - تفسير إنجيل متى ص52).

 

3ــ خلق اللَّه النجوم لتُحدّث بعظمة الخالق:

† " إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا" (مز 8: 3).

" اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللَّه. وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ" (مز 19: 1).

" هكَذَا قَالَ الرَّبُّ الْجَاعِلُ الشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَارًا، وَفَرَائِضَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلًا" (إر 31: 35).

وللأسف فإن الأمم بهرتها النجوم فعبدتها إذ ظنت أنها آلهة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل أن شعب اللَّه أيضًا سقط في تلك الرذيلة، فعاتبهم اللَّه قائلًا: "هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَابَيْتَ إِسْرَائِيلَ. بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مَلْكُومِكُمْ وَتِمْثَالَ أَصْنَامِكُمْ نَجْمَ إِلهِكُمُ" (عا 5: 25، 26). وفي ملء الزمان عندما تجسَّد ابن اللَّه دبَّر بمحبته نجمًا ليدل على مولده، فبعد أن كانت النجوم وسيلة سقوط الإنسان في عبادة المخلوق دون الخالق، صارت وسيلة تهدي الإنسان نحو الخالق الإله الحقيقي... لقد صارت آلهة الأمم خادمة له، فالنجم أرشد المجوس له، وهوت أصنام مصر تحت قدميه.

 

4ــ أما عن التساؤل كيف يوحي اللَّه للمجوس الكفرة؟.. فإن السيد المسيح لم يأتِ لليهود فقط بل جاء للعالم كله (يو 3: 16)، ولم يأتِ من أجل الأبرار: " لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَة" (مت 9: 13)، ولذلك عندما جاء اللَّه إلى أرضنا متجسدًا دعى اليهود والأمم إليه، وكلم كل منهم بلغته، فأرسل ملاكًا للرعاة اليهود الذين يحرسون أغنام الهيكل، فأضاء عليهم وبشرهم بالفرح العظيم، وأرسل نجمه للمجوس ليجتذبهم إليه.

يقول "القديس أغسطينوس": "من هم هؤلاء المجوس إلاَّ بكور الأمم؟. لقد كان الرعاة إسرائيليين والمجوس أمميين. كان الأولون ملاصقون له، والآخرون جاءوا إليه من بعيد. لقد أسرع الكل إلى حجر الزاوية" (305).

كما قال "القديس أغسطينوس" أيضًا: " أظهر الملائكة المسيح للرعاة، وأعلن النجم عنه للمجوس. الكل تكلم من السماء!.. الملائكة تسكن السموات، والنجم يزينها، وخلال الاثنين تعلن السموات مجد اللَّه" (306).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(302) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص71 ، 72 ، 76.

(303) المرجع السابق ص83.

(304) الهداية جـ 2 ط 1900م ص194 - 196.

(306) المرجع السابق ص 53.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/200.html

تقصير الرابط:
tak.la/rrd5v25