مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - الجزء السابع: سفريّ العدد والتثنية
الباب الأول: النقد الكتابي في سفر العدد
أ. حلمي القمص يعقوب

 

نظرًا لأن السفر يحمل اسم " العدد"، لذلك يظن البعض أنه مجرد إحصاءات لشعب إسرائيل، وقد يهملون دراسته، بينما حوى السفر شرائع إلهية وأحداث هامة تخص النفس المتغربة في برية هذا العالم، ففيه نلتقي بالأوامر الإلهية بإحصاء الشعب في بداية الرحلة وفي نهايتها لكيما نتعلم أن كل نفس هي محصاة في سفر الحياة، فعكَسَ السفر عناية الله بشعبه في البرية.. أليس هو الذي كان يظلل عليهم بعمود السحاب نهارًا، وينير لهم ليلًا بعمود النار..؟! أليس هو الذي كان كفيلًا لهم فأطعمهم الخبز السماوي وسد عطشهم من صخرة صماء؟!! أليس هو الذي منحهم النصرة على عوج ملك باشان وسيحون ملك الأموريين..؟!

ويُظهِر هذا السفر بشاعة الخطية.. أليست هي التي قادت الشعب للتذمر ضد موسى وضد الله، وعرَّضتهم للحيات المحرقة..؟!! أليست هي التي جعلت مريم النبية المرنمة برصاء بسبب كلامها على موسى رجل الله..؟! أليست الخطية هي التي جعلت الأرض تنشق وتبتلع الطامعين في الكهنوت قورح وداثان وأبيرام وكل مالهما..؟ أليست هي التي أحدرت نار العدل الإلهي من السماء لتحرق مائتين وخمسين رجلًا يحملون المجامر، ويدَّعون أنهم كهنة وهم ليسوا بكهنة؟!

وفي السفر نلتقي ببلعام الذي طمع في أجرة الأثم، وحاول أن يلبي رغبة بالاق في لعن شعب الله، ولكن ماذا حدث..؟ لقد حوَّل الله اللعنة إلى بركة، بل تنبأ بلعام رغمًا عن إرادته، وإنتهت حياته نهاية مآسوية.

وفي هذا الباب نطرح الأسئلة المُثارة حول سفر العدد، وبنعمة الله نجيب عليها من خلال الفصول الآتية:

---