قال النُقاد أن قصة الخلق التوراتية مستمدة من أساطير الخلق السومرية، والبابلية، والمصرية، والفارسية، ولذلك تجدنى مضطرًا إلى إلقاء الضوء قليلًا على حضارة سومر التي وُجدت في بلاد الرافدين، في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد، والتي قيل عنها أنها بذرة الحضارة الإنسانية، حيث بدأت الزراعة وحياة الإستقرار مع بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، وتقدَم الإنسان فعرف الكتابة التي صارت وسيلة للتبادل الثقافى والعلمى والدينى. ثم برزت الحضارة البابلية القديمة مع بداية الألف الثانية قبل الميلاد، كوريث شرعي للحضارة السومرية، غير أنها تقدمت عنها في شتى المجالات. أما الحضارة المصرية القديمة التي نبتت على ضفاف النيل، فقيل أنها سبقت حضارة سومر بنحو ألف عام، وفي منتصف الألف الأول قبل الميلاد تقريبًا ظهرت الحضارة الفارسية.
وفي هذا الفصل نعرض بإختصار شديد لأهم قصص الخلق كما وردت في هذه الحضارة، ليتبين الجميع أكذوبة الإدعاء بأن سفر التكوين إستمد مادته من أساطير الأولين، وليشتم الجميع رائحة الفساد النابعة من هذه الأساطير الخرافية، وإن كل أسطورة حملت عوامل فسادها داخلها، حتى أنها لا تحتاج لشرح أو تعليق، ومع هذا فلأجل النُقَّاد الذي تفلسفوا وحمَّلوا القصة بأكثر مما تحتمل، متعللين بأنهم ينفذون للمعنى الخفى للأسطورة دون الشكل، لذلك سيكون لنا تعقيب نهائي يشمل أوجه الشبه البسيطة وأوجه الخلاف العميقة بين ما جاء في هذه الأساطير، وما ورد في سفر التكوين، ليتأكد الكل أن كتابنا المقدَّس لم يقتبس من أساطير الأمم والشعوب الوثنية، التي سارت في ركاب الشيطان، الذي كمن وراء كل وثن، وأفسد كل فكر نقى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index4b.html
تقصير الرابط:
tak.la/j5dyxjh
