تقديم
ويتابع الأخ المبارك الشماس حلمى القمص يعقوب مدرس مادة "النقد الكتابي " بالإكليريكيات بحثه المستفيض الشيق حول الرد على النقد الكتابي..
فبعد أن وضع مقدمة البحث كتابين تعدت صفحاتهما الثمانيمائة صفحة، ناقش فيها آراء؟؟ مدرسة الإلحاد والرد عليها..
وطرح آراء مدرسة النقد الأعلى، ولاسيما نظرية المصادر بفروعها المختلفة، والتي تنكر نسبة التوراة لموسى النبي، فرد على حجج أصحاب هذه النظرية، وساق الأدلة الكتابية على أن موسى النبي هو؟؟ كاتب التوراة وليس أحد غيره.. وفتح لنا نافذة لنطل منها على بعض المذاهب وليدة النقد الكتابي مثل المذهب الطبيعي، والأخلاقى، والأسطوري، ولاهوت التحرُّر وغيرهم.. وأكد على المفهوم الصحيح للوحي الإلهي شارحًا نظريات الوحي الخاطئة، مجاوبًا على إعتراضات المنادين بالعصمة الجزئية للكتاب المقَّدس "كل الكتاب هو مُوحى به من الله" (2تى3: 16).
وأوضح الرابطة الوثيقة بين مدارس النقد وإنكار التقليد..
واستفاض في رد الهجوم على سفر النشيد، معلنًا عن جمال وجلال آياته ومعانية..
وفنَّد بالتفصيل آراء منكرى المعجزات الكتابية، ورد عليها..
وتصدى للذين يهاجمون العهد القديم مدَّعين أنه شريعة الغاب، مفصَلًا فضل العهد القديم على البشرية جمعاء، وأيضًا للذين يصفون العهد القديم بأنه إله قاسِ جزار، موضحًا طول أناة الله على الخطاة.
وتطرق إلى أمور جديدة على فكرنا الأرثوذكسي الأصيل مثل يسوع التاريخ ومسيح الإيمان، والحركة العقلانية التي قادت الإنسان إلى تسيَيد وتأليه العقل، ولاهوت التحرير الذي امتزجت فيه المسيحية مع الماركسية.. إلخ.
لقد وضع الكاتب في قلبه أن يتناول أسفار الكتاب المقَّدس سفرًا سفرًا، وعندما بدأ بحثه حول سفر التكوين مريدًا أن يرد على الاعتراضات في كتاب واحد، وإذ بالبحث يتسع أمامه، فيستغرق منه ثلاثة كتب، قمتُ بمراجعة وتقديم الأول منها، والذي دار حول قضيتين في غاية الأهمية والعمق، وهما أصل الكون وأصل الإنسان.
وهوذا الكتاب التالي يجاوب على تساؤل الكثيرين:
هل أُخذ سفر التكوين من الأساطير؟.
وحوى في أحشائه شرح لمعنى الأسطورة وعلم الميثولوجيا، وعما إذا كان كتَّاب الأسفار المقدَّسة قد اقتبسوا من أساطير الأولين..؟! وما هو رأى الكنيسة الكاثوليكية في هذه القضية..؟ وهل أخذت التوراة من أدآب وأساطير الفراعنة؟ وهل أخذ موسى التوحيد من إخناتون؟!!
وعرض الكاتب بالتفصيل لأساطير الخلق السومرية، والفرعونية، والبابلية الشهيرة بـ"الإينوما إيليش"، والفارسية، وأورد ثمانية وعشرين دليلًا يثبت أن سفر التكوين لم يستمد قصة الخلق من أي من هذه الأساطير.. ثم طرح الأساطير التي تدور حول الجنة وأنهارها، وشجرة الحياة، واسم حواء، ودور الحية في السقوط، وزواج آدم من ليليت وإنجابه شياطين، وزواج حواء من أحد الشياطين، وبيَّن أنها غريبة عن روح الكتاب تمامًا..
وناقش آراء النُقَّاد المدَّعين أن قصة قايين وهابيل صدى لأسطورة الصراع بين المزارع والراعى، أو المجتمع الرعوى..
ودخل في قصة الطوفان، فعرض الأساطير السومرية، والمصرية، والفارسية، والبابلية الشهيرة بقصة جلجامش، وأوضح مدى اختلافها عما ورد بسفر التكوين من خلال سبعة وعشرين دليلًا..
وأيضًا تعرَّض لآراء النُقَّاد الكثيرين الذين يدَّعون بأن قصة برج بلبل، وقصص الآباء البطاركة الأولين، وقصة سدوم وعمورة، وفكرة الهاوية مستمدة من أساطير الأولين، وأن قصة يوسف مستمدة من أسطورة الأخوين المصرية، ورد على كل هذه الإفتراءات وغيرها.
وأخيرًا ختم كتابه هذا بطرح فكرة مبسطة عن سفر آدم الأبوكريفا..
حقًا أنه مجهود ضخم مميز قام به الباحث المحبوب حلمى القمص يعقوب..
كم استغرق من وقت طويل وجهد جهيد؟!!
مجهود مبارك نحتاج إليه في مكتبتنا القبطية، وكليتنا الإكليريكية، وإننى أتمنى أن تهتم كافة الإكليريكيات بتدريس هذه المادة لطلابها..
ونحن نصلى من أجل أن يبارك الله هذا العمل، ويمنح الكاتب العمر الطويل، ويمتعه بالصحة والعافية والمزاج الحسن، ويعطيه الصبر وطول الأناة في إستكمال هذا المشوار الشاق الطويل، ونحن في انتظار المزيد بشوق زائد.
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/index4-introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/twh4wyg