مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس): الجزء الثاني: مقدمة النقد الكتابي
الفصل السابع عشر: لاهوت التحرير
أ. حلمي القمص يعقوب

 

قد نجد جذور "لاهوت التحرير" في حركة "الإنجيل الاجتماعي" Liberal Social Gospcel التي ظهرت في القرن الثامن عشر، وكان محورها الاهتمام بالفقراء والمظلومين واللاجئين كما رأينا هذا من قبل في الفصل السادس عشر، وقد ظهر " لاهوت التحرير " في أمريكا اللاتينية في أوائل السبعينيات من القرن العشرين بهدف تحرير الفقراء والمظلومين والمقهورين والمهمَّشين، ويعتبر لاهوت التحرير التطبيق العقلي لمذهب لاهوت التحرُّر المنبثق من مدرسة النقد الأعلى، فورث عنه هرطقاته التي تقود الإنسان للفقر الروحي، فقد ركز لاهوت التحرير على الوضع الاجتماعي للإنسان على حساب الوضع الروحي، وكما إن الإنسان لم يجد ضالته المنشودة في لاهوت التحرُّر، هكذا لن يجدها في لاهوت التحرير، ويقول القس مرزوق حبيب " هنا يظهر الفرق بين لاهوت التحرُّر كفلسفة، ولاهوت التحرير كحركة تطبيقية وكواحد من فروع كثيرة أخرى تطبيقية مثل لاهوت الحركة النسائية ولاهوت البيئة، والقاسم المشترك بينهما هو التركيز على مشاكل فئة معينة من المجتمع"⁽¹⁾.

حقًا إن "لاهوت التحرير" له واجهته البراقة التي تجتذب النفوس وتخدع البسطاء، إذ ينادي بالوقوف إلى جوار الفقراء ومساندة المظلومين والمقهورين، ولكنه يحمل في خفاياه مبادئ ماركسية تجنح إلى العنف لتحقيق الهدف، وكأن الغاية تبرر الوسيلة، حتى إنهم قالوا عن لاهوت التحرير إنه دين بلا إله، وأرض بلا سماء، وجسم بلا روح، وفي هذا الفصل نتعرَّف يا صديقي على لاهوت التحرير، والبيئة التي أفرزته لنا، وأسباب نشأته، وميلاده، وتاريخه، وارتباطه بالمجمع الفاتيكاني الثاني، وموقف الكنيسة الكاثوليكية منه، والأسس التي قام عليها، والتيارات المختلفة التي تنطوي تحت مظلته، ونظرته للسيد المسيح وللكتاب المقدَّس، والانتقادات التي وجهت له.. إلخ.

 

---