St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

987- ما معنى "وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم" (قض 2: 1)؟ وهل يمكن أن يكون ملاك الرب شخص مُرسَل من الرب مثل فينحاس رئيس الكهنة؟

 

St-Takla.org Image: The angel rebukes Israel (Judges 2:2: 1-5), by Dore - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909. صورة في موقع الأنبا تكلا: الملاك يوبخ شعب بني إسرائيل (القضاة 2: 1-5)، رسم الفان جوستاف دوريه - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

St-Takla.org Image: The angel rebukes Israel (Judges 2:2: 1-5), by Dore - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملاك يوبخ شعب بني إسرائيل (القضاة 2: 1-5)، رسم الفان جوستاف دوريه - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909 م.

ج: 1- تقع " الجلجال " بين أريحا ونهر الأردن، وهي أول منطقة عسكر فيها بنو إسرائيل في أرض الموعد، وفيها أقام يشوع الاثني عشر حجرًا التي انتشلها من قاع الأردن، وفيها تم ختان الشعب، وهناك دحرج الله عنهم عار مصر، وفيها أقيم الاحتفال بالفصح، وفيها ظهر ملاك الرب ليشوع، وكانت حالة الشعب المعنوية في منتهى القوة، فواجهوا أريحا المدينة المحصنة بدون خوف ولا رهبة، فالجلجال كانت مكان العهد مع الله.

أما "بوكيم" فهي مكان قريب من بيت لحم، ودعيت هكذا لأن الشعب قد تأثر بكلمة الله التي بكتَّتهم فرفعوا أصواتهم وبكوا، والباء والميم في العبرية للجمع، فوكيم جمع " بوكي " في العبرية أي " باكٍ " وبوكيم أين الباكون. عندما كان الشعب في البرية، كان الله يحل وسطهم من خلال عمود السحاب والنار نهارًا وليلًا، وهذه العلامة الظاهرة انقطعت عند دخول الشعب أرض كنعان، وفي الجلجال ظهر ملاك الرب ليشوع في صورة رجل واقف وسيفه مسلول بيده (يش 5: 13) فكان شعور الشعب أن ملاك الله حال في الجلجال حتى وإن كان غير منظور، فانتقال ملاك الرب إلى بوكيم يعني أن الله الذي شمل الجلجال بعناية خاصة نقل هذه العناية إلى بوكيم، فصارت بوكيم مركز العبادة عوضًا عن الجلجال. وقد يكون الشعب عاين فعلًا ملاك الرب يتحرك من الجلجال إلى بوكيم، وتكلم معهم وبكتهم بسبب تقصيرهم في إبادة الأشرار وتقاعسهم عن امتلاك الأرض، وهذا ليس بالأمر الفريد، فقد سبق أن تكلم الله معهم أيام موسى، فطلبوا من موسى أن يتكلم هو معهم ولا يتكلم معهم الله لئلا يموتوا " وأما الآن فلماذا نموت. لأن هذه النار العظيمة تأكلنا إن عُدنا تسمع صوت الرب إلهنا أيضًا نموت... تقدم أنت واسمع كل ما يقول لك الرب إلهنا وكلمنا بكل ما يكلمك به الرب إلهنا فنسمع ونعمل" (تث 5: 25 - 27).. تكلم ملاك الرب وقال " قد أصعدتكم من مصر وأتيتُ بكم إلى الأرض التي أقسمتُ لآبائكم وقلتُ لا أنكثُ عهدي معكم إلى الأبد. وأنتم فلا تقطعوا عهدًا مع سكان هذه الأرض. أهدموا مذابحهم. ولم تسمعوا لصوتي. فماذا عملتم. فقلت أيضًا لا أطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين وتكون آلهتهم لكم شركًا. وكان لما تكلَّم ملاك الرب بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا. فدعوا اسم ذلك المكان بوكيم. وذبحوا هناك للرب" (قض 2: 1 - 5).

 

2- هناك عدة آراء بشأن ملاك الرب الذي ذُكر هنا (قض 2: 1) فقد رأى البعض أنه قد يكون ملاكًا مثل رئيس الملائكة ميخائيل أو جبرائيل، ورأى البعض أنه قد يكون نبيًا مُرسَلًا من الله، ورأى البعض أنه قد يكون فينحاس رئيس الكهنة، ولكن من سياق الحديث يظهر جليًّا أن ملاك الرب هو ظهور إلهي، فهو يقول " قد أصعدتكم من مصر".. فمن أصعد بني إسرائيل من مصر إلاَّ الله ذاته؟! وهل يستطيع فينحاس أو غيره أن يقول للشعب " لقد أصعدكم من مصر وأتيتُ بكم إلى الأرض التي أقسمت لآبائكم " فهل فينحاس هو الذي أقسم للآباء بأن يعطيهم أرض كنعان..؟! وهل يستطيع فينحاس أن يقول للشعب " وقلت لا أنكثُ عهدي معكم إلى الأبد "؟!! وهل يستطيع أن يقول عن الأمم " لا أطردهم من أمامكم بل يكونون معكم مضايقين وتكون آلهتهم لكم شركًا"؟!!

 

3- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "أن الرأي الأرجح أن (ملاك الرب) هنا هو الرب الكلمة نفسه الذي سمح فتجلى كثيرًا في العهد القديم ليُظهر محبته للبشر ويعد قلوبهم وأذهانهم للإيمان بتجسده وتأنسه متى كمل ملء الزمان. وقد سبق وتجلى لأبينا إبراهيم في هيئة رجل عظيم (تك 18) وظهر ليعقوب فوق السلم (الصاعد من الأرض للسماء) (تك 28: 13) وتكلَّم إلى موسى من العليقة (خر 3) ووعد الله بأن يسمح ويسير أمام الشعب ويدخلهم أرض الموعد وأمرهم بطاعته (لأن اسمي فيه) (خر 23: 20، 21) ثم ظهر ليشوع (يش 5: 13، 6: 2) والذي يجعل هنا الأمر مرجحًا:

أ - صعوده من الجلجال حيث ظهر الرب نفسه في صورة رئيس الجند ليشوع (يش 5: 13).

ب- حديثه عن نفسه هنا في قوله (قد أصعدتكم من مصر وأتيتُ بكم إلى الأرض..) ومن المعروف أن الرب هو الذي عمل معهم هذا، ولو كان المتكلم ملاكًا أو إنسانًا لبدأ حديثه بقوله (هكذا قال الرب) أو (أسمعوا ما يقوله الرب)"(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر القضاة ص 31.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/987.html

تقصير الرابط:
tak.la/26j6smf