يقول " زينون كوسيدوفسكي": "في الإصحاح الأول من سفر القضاة، تحتل قبيلة يهوذا أيضًا غزَّة وعسقلون وعقرون، هذا بالرغم من أن المدن المذكورة تقع في الوادي الساحلي. وإن مؤلفي النص التوراتي يخبرونا في الآية اللاحقة، إن سبط يهوذا أخضع لسيطرته الجبل ولم يستطع طرد سكان الوادي لأن عندهم عربات قتال من حديد (قض 1: 19) و" وعندهم " هذه تعود على الفلسطينيين الذين لم يُقهروا فقط بل قهروا هم أنفسهم الإسرائيليين لاحقًا"(1).
ج: القول بأن هناك توراة عبرية وأخرى يونانية وأخرى سامرية قول غير دقيق، فالتوراة هي التي كُتبت في لغتها الأصلية بالعبرانية، وما يدعونه النُقَّاد بالتوراة اليونانية والتوراة السامرية هما في الحقيقة ترجمات من التوراة العبرانية، وجاء في التوراة العبرية " وأخذ يهوذا غزَّة وتخومها وأشقلون وتخومها وعقرون وتخومها" (قض 1: 18) وفي الحقيقة أن سبط يهوذا حارب تلك المدن وأخذها، ولكنه لم يستطع أن يبقى فيها زمانًا طويلًا، وهذا ما أوضحته الترجمة اليونانية التي اهتمت بإظهار المعنى أكثر من إظهار اللفظ، ولذلك جاءت الترجمة اليونانية أن يهوذا لم يأخذ أو لم يرث غزَّة وأشقلون وعقرون، ودائمًا نقول أن المعول الأساسي على التوراة العبرية، ولا ننسى أن غزَّة كانت مسرح أحداث شمشون (قض 16: 1) وكان الفلسطينيون هم سكانها المتحكمين فيها.
_____
(1) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 185.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/985.html
تقصير الرابط:
tak.la/fkz2hnw