ج: 1- أولًا: ذكر يشوع بأن بني أفرايم لم يطردوا الكنعانيين من جازر بل أخضعوهم للجزية وسكنوا معهم " فلم يطردوا الكنعانيين في جازر. فسكن الكنعانيون في وسط أفرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيدًا تحت الجزية" (يش 16: 10).
وتكرر نفس المعنى في سفر القضاة " وكان لما تشدَّد إسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طردًا. وأفرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسطه في جازر" (قض 1: 28، 29) فلا يوجد أي تعارض بين الخبر الوارد في (يش 16: 10) والخبر الوارد في (قض 1: 28، 29) لأنهما خبر واحد يعطيان معنى واحد.
ثانيًا: يتبقى فهم الجزئية الأخرى من السؤال وهي هل مدينة جازر أُعطيت لبني قهات اللاويين أم أنها كانت من نصيب سبط أفرايم؟
والذي يطالع (يش 21) يدرك المعنى بسهولة ويسر، فبعد أن تم تقسيم أرض الموعد غرب الأردن على الأسباط التسعة والنصف (مع ملاحظة أن سبط يوسف انقسم إلى سبطين أفرايم ومنسى، وأن سبط لاوي لم يكن له نصيبًا في الأرض لأن الرب هو نصيبه) وبعد أن تم تحديد المدن التي تخص كل سبط. كان على اللاويين أن يعيشوا في عدة مدن ليس في مكان واحد، بل ينتشروا وسط الأسباط، ولذلك تم اختيار 48 مدينة من المدن التي سبق توزيعها على الأسباط، وتم اختيار هذه المدن بواسطة القرعة، وأعطيت للاويين ليسكنوا فيها، فتم اختيار 13 مدينة من أسباط يهوذا وشمعون وبنيامين، وأُعطيت هذه المدن للقهاتيين، وتم اختيار 10 مدن للقهاتيين أيضًا من أسباط أفرايم ودان ونصف سبط منسى، وتم اختيار 13 مدينة لبني جرشون من أسباط يساكر وأشير ونفتالي ونصف سبط منسى في باشان، وتم اختيار 12 مدينة لبني مراري من أسباط رأوبين وجاد وزبولون، فأصبح إجمالي المدن التي أُخذت من الأسباط وأُعطيت لللاويين ثمانية وأربعين مدينة، وكان من هذه المدن مدينة " جازر " التي أُخذت من سبط أفرايم مع ثلاثة مدن أخرى وهي شكيم، وقبصايم، وبيت حورون " أربع مدن" (يش 21: 22) وجاء نفس المعنى في سفر أخبار الأيام " وبعض عشائر بني قهات كانت مدن تخمهم من سبط أفرايم. وأعطوهم مدن الملجأ شكيم ومسارحها في جبل أفرايم وجازر ومسارحها ويقمعام ومسارحها وبيت حورون ومسارحها" (1 أي 6: 67، 68).
2- جاء في " دائرة المعارف الكتابية " أخبار عن جازر وتاريخها وجغرافيتها، ومن بين ما جاء: "جازر: ومعناها في العبرية " نصيب أو مهر " وهي مدينة كانت ذات أهمية عسكرية كبرى في العصور القديمة، وتم اكتشاف موقعها حديثًا، وتعتبر الحفائر في تلك المنطقة من أكثر حفائر فلسطين كثافة وشمولًا، ولم تؤدِ فقط إلى تأكيد تاريخ المنطقة كما هو معروف في الكتاب المقدَّس، بل أيضًا ألقت ضوءًا قويًا على التاريخ العام لفلسطين وحضارتها وديانتها في أزمنة الإسرائيليين وما قبل الإسرائيليين...
وفي أثناء حروب يشوع، جاء ملك جازر واسمه "هورام" (وفي الترجمة السبعينية "عيلام") لمعاونة لخيش ضد الإسرائيليين، ولكنه انهزم وقُتل (يش 10: 33) وأُخذت " جازر " إلاَّ أن سكانها الكنعانيين لم يُطردوا منها، لكنهم بقوا فيها عبيدًا تحت الجزية (يش 16: 10، قض 1: 29) وصارت المدينة إحدى مدن الحدود الجنوبية لأفرايم (يش 16: 3) وقد أُعطيت لعشيرة القهاتيين من بني لاوي (يش 21: 21)..
ويبدو أن العصر الذهبي للمدينة كان قبيل زمن يشوع، ثم بعد ذلك في أيام القضاة، فقد حدثت زيادة ضخمة في عدد السكان في فترة وصول العبرانيين إلى المدينة حتى ازدحمت منطقة المعبد -التي كانت تعتبر حرمًا له حتى ذلك الوقت- بمساكن الأهالي، ويؤيد ذلك ما جاء في يشوع (16: 10)"(1).
_____
(1) دائرة المعارف الكتابية جـ 2 ص 262 - 266.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/964.html
تقصير الرابط:
tak.la/9nvv9mz