ج: 1- انضمت راعوث الموآبية إلى شعب الله، وتمسكت بالإيمان بإله إسرائيل الذي عظم الصنيع معها، لذلك وإن كانت راعوث موآبية بحسب المولد، فإنها تنتسب لشعب الله بسبب إيمانها بإله إسرائيل، وأيضًا راحاب التي استقبلت الجاسوسيَّن اللذين أرسلهما يشوع، وأخفتهما في عيدان الكتان ثم أطلقتهما بسلام بعد أن مضى رسل الملك، لأنها آمنت بإله إسرائيل وقالت " لأن الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت" (يش 2: 11) ونالت النجاة هي وكل من دخل إلى بيتها (يش 7: 22، 23) ومدحها بولس قائلًا " بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة إذ قبلت الجاسوسين بسلام" (عب 11: 31) وقال عنها يعقوب الرسول " كذلك راحاب الزانية أما تبرَّرت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر" (يع 2: 25).
2- يقول نيافة المتنيج الأنبا إيسيذورس " ما كان يجوز لليهود أن يختلطوا بنساء الأمم لعلة وهي الخوف من إغوائهم وإغرائهم الرجال على ترك عبادة الإله الحقيقة... وأما عند عدم وجود هذه العلة فكان يجوز الاقتران بهنَّ"(1).
3- شاء السيد المسيح أن يأتي من نسل راحاب الكنعانية وراعوث الموآبية ليعلن أنه قد جاء من أجل خلاص كل البشر، سواء من اليهود أو الأمم. لقد جاء السيد المسيح ليعالج الطبيعة البشرية التي أخطأت وتعثرت بالشهوات، ولذلك لم يستنكف ولم يستحي أن تكون إحدى جداته بحسب الجسد ثامار التي زنت مع حماها، أو نساء أمميات مثل راحاب وراعوث أو بتشبع التي زنت مع داود الملك.
_____
(1) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 88، 89.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/855.html
تقصير الرابط:
tak.la/j8zddk6