ج: 1- قال سفر اللاويين " إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام... ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يومًا في دم تطهيرها. كل شيء مقدَّس لا تمسَّ وإلى المقدَّس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها. وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها. ثم تقيم ستة وستين يومًا في دم تطهيرها" (لا 12: 2-5) والحكمة من الحكم بنجاسة الأم عقب فترة الولادة أن الشعوب الوثنية كانت تمزج عبادتها بالجنس، حتى أنها اعتبرت البغاء والعهارة جزء لا يتجزأ من طقوس العبادة، فأراد الله على النقيض أن ينأى بشعبه إسرائيل عن هذه الانحرافات، ولذلك منع الأم التي تلد من العبادة لفترة محددة، حتى يصرف شعبه عن فكرة ربط العبادة بالجنس.
2- تضاعفت مدة نجاسة الأم عندما تكون المولدة أنثى، بهدف تذكير البشرية بالخطية الأولى الجدية، فالمرأة هي التي أُغويت أولًا، وهي التي أغوت آدم، فالحية القديمة أسقطت حواء أولًا، وبحواء اصطادت آدم في شبكة الموت. ولم يذكر سفر اللاويين أن أيام الطمث بالنسبة للمرأة تختلف في حالة إذا كان المولود ذكرًا أو أنثى، وبالتالي لا محل لتساؤل الناقد وقوله: هل هذا الكلام يتفق مع العلم والمنطق؟!
3- يقول القمص تادرس يعقوب " لعل هذه الشريعة التي جاءت تعلن عن نجاسة المرأة التي تلد تجتذب الأنظار وسط الفرح بالمولود الجديد إلى الخطية التي تسللت إلينا أبًا عن جد. لهذا يصرخ المرتل: "هآنذا بالآثام حُبل بي وبالخطايا ولدتني أمي" (مز 51: 5) وكما قال أليفاز التيماني لأيوب البار " من هو الإنسان حتى يزكو أو مولود المرأة حتى يتبرر؟!" (أي 15: 14) وبوضوح يقول الرسول بولس: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5: 12).. ربما يتساءل البعض: لماذا ضوعفت المدة بالنسبة لولادة البنت؟
أولًا: في دراستنا السابقة كثيرًا ما رأينا الذكر يشير إلى النفس والأنثى إلى الجسد، فإن كانت النفس تحتاج إلى تطهير روحي فالجسد... يحتاج إلى مجهود مضاعف...
ثانيًا: لم يكن هذا التمييز يعني تمييزًا بين الجنسين، فإن الذبيحة المقدمة عن الولد هي بعينها التي تقدم عن البنت، وكما يقول الرسول أن الرجل والمرأة هما واحد في المسيح يسوع ربنا (غل 3: 28، كو 3: 11) إنما اختلاف المدة ربما يحمل استنكارًا لغواية إبليس لأمنا حواء"(2).
4- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس أن السبب في مضاعفة مدة النجاسة في حالة ولادة أنثى أن المجتمع كان يفرح بولادة الذكر دون الأنثى، مما كان يؤثر على الحالة النفسية للأم التي أنجبت أنثى، ولذلك شاء الرب برحمته أن تكون فرصة النقاهة لهذه الأم أطول. كما أن المدة المضاعفة تُذكّر البشرية بأن حواء أُغويت أولًا " وآدم لم يُغوَ لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (1تي 2: 14)(3).
5- لم يفضل الله الذكر على الأنثى، بل ساوى بينهما في الميراث، والشهادة، والزواج... نعم لم يميز الرجل عن المرأة.
_____
(1) البهريز جـ1 س153، وموقع على شبكة الإنترنت.
(2) تفسير سفر اللاويين ص 121 - 124.
(3) راجع تفسير الكتاب المقدَّس - سفر اللاويين ص 133.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/734.html
تقصير الرابط:
tak.la/97452an