ج: لا بُد أن الله اختار المكان المناسب ليعبر منه شعبه بلا عناء، وهذا ما حدث، ولذلك لم يذكر الكتاب أي عقبات قابلتهم بالنسبة لطبيعة قاع البحر، بل أن المصريين عبروا من ذات المكان بلا عوائق " وانشق الماء. فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم. وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم. جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر" (خر 14: 21 - 23).
فلو كانت أرضية قاع البحر رملية مما أدى إلى فزع الخيول التي غاصت أرجلها في الرمال، وتخلفت مركباتهم، فبلا شك لا بُد أن هذه العقبات كانت ستقابل بني إسرائيل أيضًا، ولكن حيث أن هذا لم يحدث لبني إسرائيل فإذًا لم يحدث أيضًا للمصريين، ولكن الذي حدث أنه " كان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين. وخلع مركباتهم" (خر 14: 24، 25) وقد أدرك المصريون هذه الحقيقة تمامًا " فقال المصريون نهرب من إسرائيل. لأن الرب يقاتل المصريين عنهم" (خر 14: 25) أما النُقَّاد فيتفننون في إطلاق سهام التشكيك حول كل حدث، وبأي طريقة حدث، فلو كان الانحدار شديدًا إذًا لاستحال نزول الشعب إلى عمق البحر، وإن كان الانحدار سهلًا إذًا فالأرض رملية وهي التي أفزعت خيول المصريين وخلَّعت مراكبهم دون أن يحدث ذلك لبني إسرائيل، واستبعدوا أن تكون الأرضية صخرية ومنحدرة انحدارًا معقولًا، أنهم يشابهون الكتبة والفريسيين الذين أرادوا أن يسقطوا الرب يسوع سواء كانت إجابته بنعم أو لا عندما سألوه " أيجوز أن نُعطي جزية لقيصر أم لا؟" (مت 22: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/628.html
تقصير الرابط:
tak.la/myn9nz8