ج: لقد أراد الله أن يُظهر لنوح والبشرية مدى حرصه على حياة الإنسان، وتقديره لهذه الحياة التي لها حرمتها، فليس لأي كائن انتزاع هذه الحياة إلاَّ لله وحده تبارك اسمه، ولهذا قال لنوح وأسرته " وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط من يد كل حيوان أطلبه. ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان" (تك 9: 5) فلم يشأ الله أن يكرر أحد أبناء نوح ما فعله قايين بأخيه هابيل، ولهذا جاء التحذير قويًا.
وعندما أعطى الله لموسى الشريعة المكتوبة أمره برجم الثور الذي يقتل إنسانًا، ولو كان الثور نطاحًا من قبل، فيرجم الثور ويقتل صاحبه أيضًا، لأنه بإهماله تسبب في جريمة قتل، وكان من الممكن أن يمنعها لو ذبح هذا الثور " وإذا نطح ثور رجلًا أو امرأة فمات يُرجم الثور ولا يُؤكل لحمه. وأما صاحب الثور فيكون بريئًا. ولكن إن كان ثورًا نطَّاحًا من قبل وقد أُشهر على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلًا أو امرأة فالثور يُرجم وصاحبه أيضًا يُقتل" (خر 21: 28، 29) ولعل رجم الثور هنا يوضح القول السابق " من يد كل حيوان أطلبه".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/433.html
تقصير الرابط:
tak.la/tbps4hj