أ - خلق الأرض: "وكانت الأرض خربة وخالية... وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا" (تك 1: 2 - 5).
ب- خلق الشمس: "وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء... النور الأكبر لحكم النهار... والنور الأصغر لحكم الليل... وكان مساء وكان صباح يومًا رابعًا" (تك 1: 14 - 19).
أليس هذا ضد العلم الذي يُعلِمنا أن الشمس هي الأصل، والأرض والقمر انفصلا عنها؟!
ج: سبق طرح هذا السؤال في صورة أخرى، وهي: كيف يشير سفر التكوين إلى الأرض على أنها مركز الكون، وأن الشمس والقمر خُلقا بعدها؟ فيرجى الرجوع إلى إجابة السؤال (89)(1) ونضيف على الإجابة السابقة الأقوال الآتية:
1- يقول قداسة البابا شنودة الثالث " كلام العلماء لا يقول أن الأرض كانت جزءًا من الشمس وانفصلت عنها، وإلاَّ فإن الشمس تكون حاليًا ناقصة هذا الجزء... إنما ما يقوله العلماء أن الأرض كانت جزءًا من المجموعة الشمسية، وليس من الشمس، كانت جزءًا من السديم، من تلك الكتلة الملتهبة من النار، التي كانت منيرة بلا شك. وهذه الكتلة الملتهبة من السديم، هي التي عناها الكتاب بقول الرب في اليوم الأول " ليكن نور فكان نور ".
من هذه الكتلة انفصلت الأرض. ثم أخذت تبرد بالتدريج، إلى أن برد سطحها تمامًا. وأصبح صالحًا لأن تنمو عليه النباتات في اليوم الثالث مستفيدة من هذا النور. وفي اليوم الرابع، صنع الرب من هذه الكتلة الشمس والقمر والنجوم والكواكب والشهب والمجرات وكل الأجرام السمائية، ونظم تعاملها... وبقيت الشمس بوضعها في اليوم الرابع كاملة لم تنفصل عنها الأرض. إنما نظم الرب علاقة الأرض بالشمس والقمر بباقي النجوم والكواكب، في قوانين الفلك التي وضعها الرب في اليوم الرابع"(2).
2- الأرض هي الكوكب الذي يسكنه الإنسان صورة الله، وهو الكوكب الذي شهد التجسد الإلهي وقصة الفداء، فهي أهم ما في الكون كله، ليس بحسب حجمها، ولا عمرها، ولكن بحسب ما شهدته من أحداث، ويقول " أوزولدت " عن الأرض " الأمر الذي يجعلها لا تُضارع في أهميتها، ولو واجهتها جميع الأجرام السماوية متحدة. وليست فكرة بيان سفر التكوين بجديد إذا قلنا أنه متعلق بمركز الأرض. إنه هكذا لأن الأرض موطن الإنسان، ومشهد الفداء والقصة التي يرويها الكتاب المقدَّس"(3).
3- يقول الأستاذ الدكتور يوسف رياض(8) " السؤال خاطئ، لأن الأرض انفصلت عن جسم مشتعل في السماء، وليس بالضرورة أن يكون هذا الجسم هو الشمس، وتم هذا في اليوم الأول حيث خُلقت الأرض والشمس معًا"(4)(5).
4- يقول القس ميصائيل صادق راعي كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء " ما يقوله العلم إنما هو محاولة لفهم ما يدور حولنا، ولكن ما الدليل على أن ما يعلمه الإنسان هو الحقيقة..؟ ألم تقل النظرية الذرية القديمة أن الذرة مصمتة، ثم بعد ذلك أُكتشف أنها فراغ..؟! ومن يعلم ماذا سيكتشف فيما بعد"(6).
5- تقول الدكتورة نبيلة توما(9) " إن سفر التكوين يذكر عملية خلق السموات قبل أن يتحدث عن الأرض، وهذا يتوافق مع قول الكتاب {في البدء خلق الله السموات والأرض} (تك 1: 1) فالأرض أُخذت من أصل نجمي موجود، حيث تم انفصالها عنه مما يؤكد وجود فاصل زمني بين تكوين الشمس والأرض"(7).
_____
(1) ص 173 - 175 مدارس النقد والتشكيك جـ 3.
(2) سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة خاصة بالكتاب المقدَّس ص 9.
(3) ترجمة أديبة شكري يعقوب - الله تكلم بموسى ص 18.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(6) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(7) تقدمت بنموذج من بعض الأسئلة المثارة حول سفر التكوين لبعض الآباء الكهنة، والرهبان، والأساتذة الأفاضل، فتفضلوا مشكورين بالإجابة على جزء كبير منها، ولضيق المجال وتجنب التكرار، سأقدم بعض الفقرات من هذه الأبحاث منسوبة إلى أصحابها، مع ذكر المرجع [من إجابات أسئلة سفر التكوين].
(8) بكلية العلوم جامعة الإسكندرية.
(9) باحثة ومؤلفة بكنيسة مارمرقس مصر الجديدة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/338.html
تقصير الرابط:
tak.la/wnfrjd3