ج: 1- قال الخوري بولس الفغالي "{ورزقت من عند الرب} الولد هو عطية الله، وإقامة العلاقة الزوجية بين الرجل وامرأته أمر إلهي تقبَّله أبوانا الأولان قبل الخطية، والله لا يرجع عن هباته وعطاياه (رو 11: 29)"(1).
والحقيقة أن الله قدس العلاقات الزوجية، ولذلك قال الإنجيل صراحة "ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحدٍ والمضجع غير دنس" (عب 13: 4) ولكن لا توجد أي إشارة في الكتاب المقدَّس لقيام علاقة زوجية بين آدم وحواء قبل السقوط، فلا حواء أنجبت أولادًا في الجنة، ولم تكن حاملًا عند طردها من الجنة، بينما أوضح الكتاب المقدَّس قيام هذه العلاقة بعد السقوط، عندما تحدث عن ذلك بلغة رفيعة وأسلوب مهذب للغاية "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت" (تك 4: 1) فقد استخدم الكتاب لفظ "عرف " ليدل به على قيام العلاقة الزوجية.
2-نسب ليوتاكسيل هرطقات وخرافات لبعض اللاهوتيين قائلًا "فأنتم لا تعرفون اللاهوتيين قط! فقد اختلق بعضهم خرافة تقول: إن آدم عاش بتولًا على امتداد مائة وخمسين عامًا، وكان ذلك كله بسبب تلك الثمرة المحرمة، وقد عاش طوال الوقت المذكور مع المدعوة ليليت التي كانت مثله مصنوعة من طين، وولد منها عددًا من الشياطين، وبعد انقضاء سنوات طويلة، تزوج آدم وحواء، أي بعد أن رفع يهوه عنه عقوبة التفريق، وعندئذ فقط بدأ ينجب أولادًا، وأخيرًا هناك من الشارحين من يؤكد أن الشيطان عاشر حواء معاشرة الأزواج، بعد أن طردت من الجنة"(2).
والحقيقة أنه ليس كل من تكلم في الأمور الدينية يدعى لاهوتيًا، فلم يكن في الجنة من البشر غير آدم وحواء، ولم تكن هناك مخلوقة أخرى من طين تُدعى "ليليت"، ولو كان هناك "ليليت " المصنوعة من الطين وتزوجت بآدم المخلوق من الطين فلماذا تنجب شياطين لا أجساد لها..؟! ومن قال أن الله أوقع على آدم عقوبة التفريق بينه وبين حواء لمدة مائة وخمسين سنة؟! ومن قال أن الشيطان عاشر حواء؟ وكيف عاشرها وهو روح وليس له جسد..؟! مَن هؤلاء اللاهوتيين الذين قالوا هذا؟! وأين تجد مثل هذه الأقوال بين أقوال الآباء التي تملأ آذان وسمع العالم كله؟! إن كل ما ذكره ليوتاكسل يُظهر المسافة الشاسعة بين ما قالت الأساطير، وما جاءت به كلمة الله.
_____
(1) سفر التكوين ص 98.
(2) هل التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير ص 42.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/285.html
تقصير الرابط:
tak.la/j3h7df2