ج- لأنهم تصوروا أن الكاتب أحب يوشيا الملك ورفع من
قدره في أسفار الملوك حتى شابهه
بموسى
النبي وساقوا الأدلة الآتية على ذلك(1):
تعليق: وجه الشبة هنا ليس واحدًا، فالأمر
الذي
مدح من أجله يوشيا هو رجوعه للرب بكل قلبه، أ/ا
موسى فلم يقم أحد مثله في
النبوة والحديث مع الله وجهًا لوجه وهو ما أكملته الآية " ولم يقم بعد
نبي
في
إسرائيل مثل
موسى
الذي عرفه الرب وجهًا لوجه" (تث 34: 10).
2- قال
موسى
لبني إسرائيل "فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تث 6: 5) ولم يحفظ هذه الوصية غير يوشيا.
تعليق: من الذي يستطيع أن يقول أن هذه الوصية لم يحفظها أحد غير يوشيا؟! وهل كشف هؤلاء النقاد عن قلوب جميع البشر من موسى إلى يوشيا فلم يجدوا غير يوشيا الذي حفظ هذه الوصية؟ وما رأيهم في داود النبي الذي قال للرب " بكل قلبي طلبتك" (مز 119: 10) وقال عنه الرب فحصت قلب داود فوجدته بحسب قلبي؟!!
3- أوصى موسى بطلب مشورة الكاهن والقاضي في الأمور المعقدة (تث 17: 18-13) وقيل عن يوشيا عندما سمع كلام السفر أرسل حلقيا وأربعة معه إلى خلدة النبية قائلًا " اذهبوا اسألوا الرب لأجلى" (2مل 22: 13).
تعليق: وأيضًا وجه الشبة هنا مختلف، فموسى يوصى من جهة صعوبة الحكم في بعض الدعاوى والقضايا بين الناس وبعضهم، أما يوشيا فأرسل يسأل الرب، وبينما موسى أوصى بالذهاب إلى الكاهن والقاضي فإن يوشيا أرسل إلى النبية...
4- قال موسى عند طلب مشورة الكهنة يجب الالتزام بها " لا تحد عن الأمر الذي يخبرونك به يمينًا أو شمالًا" (تث 17: 11) وقيل عن يوشيا " وعمل المستقيم في عيني الرب وصار في جميع طرق داود أبيه. ولم يحد يمينًا أو شمال" (2 مل 22: 2).
تعليق: وصية موسى جاءت في سباق الحكم على الدعاوى والقضايا العسرة، أما يوشيا فلم يكن له قضايا عسرة إنما سار في طريق الرب كما سار داود أبيه، وهنا إثبات أن داود كان يحب الرب من كل قلبه ويوشيا تمثل به، وهذا رد على ما جاء بالدليل الثاني.
5- قال موسى "خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهدًا عليكم" (تث 31: 26) وظل الكتاب بجوار التابوت ولم يذكر ثانية على مدى 600 عام حتى قال الكاهن حلقيا " وقد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب ".
تعليق: هذا اعتراف صريح من الناقد أن بين كاتب سفر التثنية وكاتب سفر الملوك نحو ستمائة سنة، إذا من المستحيل أن يكون الكاتب واحد.
6- أوصى موسى بقراءة التوراة مرة كل سبع سنوات "تقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم" (تث 3: 11) ولم يقرأ سفر التثنية علانية إلا في قضية يوشيا عندما جمع الشعب في القدس "وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب" (2 مل 23: 2).
تعليق: في عصر نحميا بعد السبي جمع الشعب وقرأ عليهم سفر شريعة موسى " اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة التي أمام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب إسرائيل. فأتى عزرا الكاتب بالشريعة... وقرأ فيها أمام الساحة" (نح 8: 1-3) فهل هذا يدعونا للقول بأن نحميا هو كاتب سفر الملوك؟!!
7- وصف موسى ما صنعه بالعجل الذهبي "ورضضته وطحنته جيدًا حتى نعم كالغبار. ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل" (تث 9: 21) وهذا ما فعله يوشيا للسارية التي في الهيكل "ودقها إلى أن صارت غبارًا" (2 مل 23: 6).
تعليق: ما فعله يوشيا فعله قبله حزقيا الملك "وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا في تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نخشتان" (2 مل 18: 3،4).
8- موسى يوصى ضد الأصنام والتماثيل (تث 4: 16،23،25،5: 8،7: 25،27: 15) وهكذا فعل يوشيا (2 مل 23: 4-20).
تعليق: كل ما قاله الوحي الإلهي عن يوشيا الملك الصالح هو حق وليس من اختراع ولا تلفيق الكاتب الذي أحب يوشيا كما تصور هؤلاء النقاد، وليس معنى وجود أوجه شبه بين يوشيا وموسى أن كاتب سفر الملوك هو كاتب سفر التثنية، وهل عندما نجد شبه بين ملاخي مثلًا وموسى، وإن الله يوصى الشعب بلسان ملاخي لحفظ الشريعة "أذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام" (ملا 4: 4) هل هذا يدعونا للقول بأن كاتب سفر ملاخي هو كاتب سفر التثنية؟!!
_____
(1) راجع ريتشارد فريدمان - من كتب التوراة ص 97 - 99.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/15.html
تقصير الرابط:
tak.la/qgwmk68