ج: 1 - سأل الملك أحشويروش أستير عن سؤلها وطلبتها، حتى ولو نصف المملكة فسيُعطي لها، فقالت أستير: "إنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً في عَيْنَيِ المَلِكِ، وإِذا حَسُنَ عِندَ المَلِكِ أَن يُعْطَى سُؤْلِي وتُقْضَى طِلْبَتِي، أَن يَأْتِيَ المَلِكُ وهَامَانُ إلى الوَلِيمَةِ الَّتِي أعْمَلُها لهُما" (أس 5: 8)، واستجاب الملك لطلبتها بعد أن صفح عن دخولها إليه في خلوته دون أن يستدعيها، فالملك الذي قسى على زوجته "وشتي" لأنه استدعاها ولم تحضر، لم يشأ أن يقسو على زوجته "أستير" لأنها تراءت أمامه دون أن يستدعيها، فصفح عن تجاوزها هذا، ولبى دعوتها للوليمة ليس مرة واحدة بل مرتين.
2- كان الملك يحب هامان جدًا ويقدّره ويثق فيه ويجلّه ويستمع لمشورته ويعتبره بمثابة والد له، فدعوة أستير لحضور الملك ومعه هامان، فهذا سيشجع الملك على تلبية الدعوة.
3- أرادت أستير بحكمة أن تقدم شكواها في حضور الجاني، وتجابهه وجهًا لوجه، حتى تأمن شره واعوجاجه، فلو أبلغت الملك بشكواها وفحص الملك شكواها مع هامان منفردين فربما استطاع هامان أن يخدع الملك ثانية، مُبرّرًا نفسه، ويدين أستير، ولكن وجود أستير في المشهد يبطل كل حجج الخصم العدو الرديء كما وصفته أستير.
4- عندما أعلنت أستير طلبتها لم تطلب ثروة ولا كرامة لها أو لأحد أخصائها، إنما طلبت حماية لنفسها من الموت وفداءً لشعبها من الإبادة، ويظهر تواضع أستير عندما قالت للملك: إننا لو بعنا كعبيد لما فتحت فأي وأزعجت الملك، ولكن كيف أرى بعيني إبادة شعبي البريء بلا ذنب: "فَأجَابَتْ أستير المَلِكَةُ وقالتْ: إنْ كُنْتُ قد وجَدْتُ نِعْمَةً في عَينَيكَ أيُّها المَلكُ، وإِذا حَسُنَ عند الملِكِ، فَلْتُعْطَ لي نَفسي بسُؤلي، وشَعبِي بِطلبَتي. لأنَّنا قد بِعنا أنا وشعبِي للهلاكِ والقَتل والإِبادةِ. ولو بِعنَا عبِيدًا وإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، مع أَنَّ العَدُوَّ لا يُعَوِّضُ عن خَسارة المَلِكِ" (أس 7: 3، 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1493.html
تقصير الرابط:
tak.la/855w27a