ج: تمثل الشمس نجمًا متواضعًا، وتبلغ كتلتها 86ر99 من إجمالي المجموعة الشمسية ككل، ويبلغ قطرها مليون وأربعمائة ألف كيلو متر، وهو ما يعادل 110 مرة قطر الأرض، ويبلغ حجمها مليون و300 ألف مرة حجم الأرض، وتزن أكثر من 300 ألف مرة من وزن الأرض، وكثافتها 4ر1 من كثافة الماء، وتمثل الشمس مفاعلًا نوويًا ضخمًا تحدث فيه تفاعلات نووية بين نوى ذرات الهيدروجين، حيث تندمج كل أربعة أنوية من الهيدروجين لتكون نواة من الهليوم، وينتج عن هذا انطلاق طاقة رهيبة تتحوَّل إلى إشعاع، فتبلغ درجة حرارة سطح الشمس إلى 6000 درجة مئوية، بينما يشتعل جوفها بدرجة حرارة تصل إلى 20 مليون درجة، ويمتد ضوءها وحرارتها إلى نحو 200 ألف ميل من جرمها، ويقول العلماء عندما يصل الهليوم إلى نصف وزن الشمس حينئذ سيتوقف التفاعل النووي الاندماجي.
وتنقسم الشمس إلى ست طبقات، ويمثل مركزها كرة هائلة من الغازات المتأججة، ويُسمى سطحها بالقشرة الشمسية يعلوها غلاف جوي يتكون من الكروم والهالة الشمسية ويوجد على سطح الشمس بعض البقع المعتمة التي اكتشفها جاليليو في القرن السابع عشر، ويقول الأستاذ ميشيل تكلا عن هذه البقع " رغم إن سببها لا يزال لغزًا فمن المعروف أن أصغر البقع الشمسية هي الأكثر شيوعًا ولا تستمر إلاَّ لساعات أو أيام قليلة، بينما تبقى البقع الكبيرة لعدة أشهر أو أكثر، وتحتل مساحة قدرها أكثر من ستة مليارات ميل مربع، وأن دورة نشاطها تحدث مرة كل أحد عشر عامًا"(1) وتدور الشمس حول نفسها خلال فترة تتراوح بين 25 - 34 يومًا، وهي تقذف بتيارات من الجزيئات في كل الاتجاهات، وتبلغ سرعة هذه الجزيئات التي تدعى بالرياح الشمسية 250 - 750 كم / ثانية، وأول من اكتشف هذه الرياح الشمسية سفينة الفضاء الأمريكية " مارينر 2 " سنة 1982م.
والأشعة الكونية Cosmic Ray التي تأتي إلينا من الشمس والنجوم السوبر نوفا المتفجرة طاقتها أقل بكثير من طاقة الأشعة الكونية الحرة أو الأصيلة التي تأتي من الفضاء السحيق، ونحن نلتقط هذه الإشعاعات وكأنها رسائل من الفضاء عن طريق التلسكوب الإشعاعي، الذي يُحوّلها إلى إشارات كهربائية يمكن قياسها، وعن طريق هذه الإشارات تمكَّن علماء الفلك من اكتشاف أمور كثيرة خاصة بالشمس والنجوم.
أما عن نهاية الشمس وموتها فيقول الأستاذ ميشيل تكلا أن " الطريق اللبني عمره عشرة مليارات سنة، في حين أن عمر الشمس نصف عمر المجرة فقط، وقد وُلِدت الشمس من سحابة من الغاز منذ خمسة مليارات سنة مضت، ومن حسن حظ البشرية أن الشمس نجم متوسط الوزن، ويتوقع العلماء أن تتمتع بمتوسط عمر قدره 5 مليارات سنة قبل أن تنتفخ إلى نجم أحمر، ومن مولد الشمس إلى موتها مراحل عديدة بين الواحدة والأخرى تمر ثمانون مليون سنة.
وبمرور الأزمنة فإن تفاعلات الاندماج النووي تكون قد رسبت قدرًا هائلًا من غبار الهليوم في قلبها، كما يُجبر فرنها النووي على أن يكون أشد حرارة وذا تفاعلات غاية في النشاط. ثم تتمدد الشمس بدرجة هائلة، وهذا التمدد سيُبرد سطحها ويحوّله إلى لون برتقالي ثم إلى لون أحمر، ولكن بسبب زيادة حجمها فإن الحرارة الهائلة التي ستشعها ستكون أعظم جدًا من حرارتها العادية، وسوف يُطبخ كوكب عطارد، ويغلي كوكب الزهرة، وترتفع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية إلى ما فوق درجة الغليان. وهذا الانهمار المتدفق للحرارة والطاقة سيكون عظيمًا جدًا لكي يبقى لفترة طويلة، ولكنه بعد مرور مليارين من السنين ستبدأ الشمس في الانكماش ثم تبرد، وبعد مرور خمسين مليار سنة تتحوَّل إلى لون أسود وبلا حرارة على الإطلاق مثل الفضاء المحيط بها"(2).
_____
(1) جريدة وطني في 28 مايو 1995م.
(2) جريدة وطني في 28 مايو 1995م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/149.html
تقصير الرابط:
tak.la/4h59fwc