ج: 1- سبق الإجابة على هذا التساؤل، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ10 س1262
2- جاء في سفر أخبار الأيام: "وتَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيلًا وقَالَ لَهُ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ، وَاخْتَرْتُ هذَا الْمَكَانَ لِي بَيْتَ ذَبِيحَةٍ... وَالآنَ قَدِ اخْتَرْتُ وَقَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ لِيَكُونَ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ" (2أي 7: 12، 16). لقد ارتضى الله أن يسكن في الهيكل الوحيد الذي له في هذا العالم، ومعنى السكنى فيه أن ينال هذا المكان المقدَّس رعايته ورضاه واهتمامه، فمن المفهوم والواضح أن الله غير المحدود من المستحيل أن يحده أو يحيزه مكان ما، وهذا ما أوضحه سليمان الملك في صلاته عندما قال: "لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا مَعَ الإِنْسَانِ عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ!" (2أي 6: 18). والشهيد اسطفانوس أوضح هذه الحقيقة عندما قال: أن داود النبي "التَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَنًا لإِلهِ يَعْقُوبَ... لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ: السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟" (أع 7: 46 - 50). فواضح تمامًا أن كل ما جاء في أخبار الأيام وأعمال الرسل، كليهما يكمل بعضه البعض، وهو أن الله غير المحدود لا يحده مكان ولا زمان، ولكن ارتضى أن يكون اسمه في الهيكل الذي بناه له سليمان، فكل من أراد أن يلتقي بالله عبر الذبيحة يأتي إلى هذا الهيكل المقدَّس ويقدم عبادته لله، وهذا يؤدي إلى وحدانية الفكر ووحدانية الروح لشعب الله، فلا يعبد كل منهم الله بالطريقة التي يراها وقد تكون خاطئة فتتشتت الأمة إلى فرق وأحزاب، ولك يا صديقي أن تتخيل الوضع بدون هيكل مقدَّس لله.
_____
(1) الخوري بولس الفغالي - التاريخ الاشتراعي ص 421، ودكتور سيد القمني - الأسطورة والتراث ص 270، 271.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1408b.html
تقصير الرابط:
tak.la/dfqj6mk