St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1326- هل بنو إسرائيل كانوا يعترفون بتقديم الذبائح البشرية لذلك عندما أصعد ميشع ملك موآب ابنه ذبيحة انصرفوا عنه (2مل 3: 27)؟

 

ج: 1- لم يعترف بنو إسرائيل بالذبائح البشرية، مع أن بعضهم في حالات نادرة ارتكبوا هذه الجرائم، مثلما فعل بعض ملوك إسرائيل، وأيضًا آحاز ملك يهوذا الذي "سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (2مل 16: 3) وقد استنكر ميخا النبي هذه الجريمة البشعة قائلًا: "هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟" (مي 6: 7). وعندما ذبح ملك موآب ابنه يقول الكتاب: "فَأَخَذَ ابْنَهُ الْبِكْرَ الَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضًا عَنْهُ، وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى السُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَانْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ" (2مل 3: 27).

          لقد اشمئز بنو إسرائيل من هذا التصرف الغبي للعدو، ووصل بهم الاشمئزاز إلى حد الغيظ والحنق، ولئلا يقدم هذا الملك على ارتكاب جريمة أخرى بتقديم أحد أبنائه أيضًا، انصرف بنو إسرائيل عنه، وهم يشعرون بالندم لأنهم كانوا سببًا في حرق إنسان حيًّا، وكان هذا تصرفًا شهمًا وكريمًا لبني إسرائيل، ولكن للأسف الشديد أن ملك موآب ظن أن إلهه كموش قد قبِل ذبيحته وطرد الأعداء عنه، واعتبر نفسه أنه نجح في مهمته، واعتبر أنه حقَّق نصرة على أعدائه، وللأسف الشديد أن الكتاب لم يذكر أن ملك موآب قد ندم على فعلته الشنعاء هذه، وأن ضميره بكته على ذبح ابنه  البكر الذي كان قد أشركه معه في الحكم، وأيضًا الشعب لم يؤاخذه على هذا العمل الشيطاني، وهذا يبين مدى الضلال الذي عاش فيه هذا الشعب، وقد أدان الرب هذه الجريمة على فم عاموس النبي عندما قال: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْسًا" (عا 2: 1).. قال البعض أن الشخص الذي أُصعد محرقة هو ابن ملك أدوم بعد أسره في الحرب.

 

2- عندما رأى الموآبيون تضحية ملكهم بأغلى ما يملك من أجل شعبه ومملكته، تحفزوا أكثر للقتال ودافعوا ببسالة عن مدينتهم، وربما هذا هو المقصود من عبارة " فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ " أي أن الموآبيين اغتاظوا جدًا من بني إسرائيل ولم يمكنوهم من الاستيلاء على المدينة، فانصرف بنو إسرائيل عنهم.

 

3- حتى لو افترضنا أن إيمان بني إسرائيل قد تعرَّض للضعف لدرجة أنهم خشوا انتقام كموش إله موآب منهم فانصرفوا عن أهل موآب -مع أن الكتاب لم يشر إلى هذا الأمر- فإن هذا لا يعيب الكتاب المقدَّس الذي ذكر الحادثة مجردة كما حدثت بدون أي تعليق، لأن هذا الكتاب كتب للإنسان الناضج الذي يميز بسهولة بين الخطأ والصواب، وصمتْ الكتاب عن التعليق على مثل هذه الأمور البشعة لا يعني أبدًا أنه راضٍ عنها، لأن النور واضح والظلمة واضحة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1326.html

تقصير الرابط:
tak.la/a3zw2j9