يقول " ليوتاكسل": "ويعلن لنا المؤلف " المقدَّس " بغطرسة وتعالٍ أن أخآب " بنى بيتًا من العاج " ونحن سنقتصر على هذه الملاحظة الخيالية"(1).
ج: جاء في سفر الملوك أن أخآب الملك بنى بيتًا دُعي بيت العاج: "وَبَيْتُ الْعَاجِ الَّذِي بَنَاهُ" (1مل 22: 39) واعتبر ليوتاكسل أن هذا ضرب من الخيال، إذ كيف يقيم بيت من عاج.
والحقيقة أن أخآب بنى بيتًا من حجارة وطعَّمه بالعاج، ولذلك دُعي، بحسب الظاهر والمكشوف والمرئي منه " بيت العاج"، وقد كشفت الحفريات آثار هذا القصر، فيقول " دكتور صموئيل شولتز " أنه في سنة 1908م بدأ التنقيب عن آثار السامرة بقيادة اثنين من أشهر علماء الآثار الأمريكان، وهما " جورج ريز " و" كلارنش سفشر " واتضح أن المدينة كانت محصنة جدًا، كما تم اكتشاف بقايا من العاج لعله من بقايا قصر العاج الذي بناه أخآب(7).
وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "وبيت العاج الذي بناه: اكتشف خبراء الحفريات في السامرة بين بقايا الأبنية المكتشفة هناك بعض الجدران المغشاة بالعاج التي يعود تاريخها إلى تلك الحقبة من تاريخ مملكة إسرائيل. يشير استخدام أخآب للعاج إلى الرخاء الاقتصادي الذي تمتعت به المملكة في فترة حكمه"(2).
ويقول " دكتور جون الدر": "وقد اكتشف الباحثون قصرًا ثانيًا، مزينًا بألواح من العاج المنقوش، وفي القصر وُجدت زهرية من المرمر عليها نقوش باسم " أوزردكون الثاني " وهو ملك معاصر لأخآب. أما ألواح العاج المنقوش، فمن الواضح أنها كانت مُلصَقة كحلية لبعض الأثاث، أو على الجدران، وعلى ألواح العاج نُقشت صور عديدة كزهور اللوتس والزنبق وأوراق البردي، وصور حيوانات مثل الأسود والثيران والغزلان، وصور لآلهة أشورية مجنَّحة، ولأبي الهول، وبعض آلهة مصر مما يدل على تأثير مصر القوي على تلك الدولة في هذه الفترة، ومن الصور الجميلة نقش يمثل الإله "حورس" جالسًا على زهرة اللوتس. وهذه الآثار والنقوش تصور لنا الحياة الناعمة التي كان يحياها أهل السامرة والتي وبخها النبي عاموس حينما وصف أهل السامرة بأنهم ينامون على أسرة من عاج (عا 6: 4) وتنبأ بأن بيوت العاج مصيرها إلى الخراب (عا 3: 15)"(3).
ويأخذ " محمد قاسم " بما ذكره د. فيليب قائلًا: "أظهرت الحفريات أثاث منزلًا بالعاج، ويبدو أن جانبًا كبيرًا منه كان مكسوًّا بالذهب، والقصر الملكي في السامرة هو المثل الوحيد لقصر تأكد العلماء من وجوده من أيام العهد القديم. وبلغ من الأثر الذي تركه عمري في معاصريه أنه لمدة قرن بعد انتهاء سلالة استمرت الحوليات الأشورية على الإشارة إلى السامرة باسم " بيت عمري"..""(4)(5).
ويقول " فراس السواح " عن قصر العاج هذا: "أن الملك أخآب قد بناه في السامرة، فالبناء المقصود ليس بيتًا حجارته من عاج، وهو أمر مستحيل من الناحية العملية، بل هو قصر رُصِعت كل مفروشاته الخشبية وأجزاء لا بأس بها من جدرانه بمنحوتات عاجية. وقد عُثِر على الجزء الأعظم من هذه المنحوتات العاجية في طبقة الحرائق التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الثامن، أي إلى التدمير الأشوري لمدينة السامرة عام 721 ق.م. ومعظمها قد نالت منه النيران، وتركت قطعًا متشظية وفي حالة هشة"(6).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 428.
(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 854.
(3) ترجمة د. عزت زكي - الأحجار تتكلم ص 105.
(4) د. فيليب حتى - تاريخ سوريا ص 209.
(5) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 465.
(6) الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم ص 162، 163.
(7) راجع العهد القديم يتكلم ص 234، 236.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1315.html
تقصير الرابط:
tak.la/kfj562x