ج: 1- حاول أخآب ضم حقل نابوت اليزرعيلي ليكون بستان بقول لقصره، فرفض نابوت في شجاعة كلفته حياته " فَقَالَ نَابُوتُ لأخآب: حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي" (1مل 21: 3) فاغتم أخآب واضطجع على سريره وأضرب عن الطعام، وعندما علمت زوجته " قَالَتْ لَهُ إِيزَابَلُ: أَأَنْتَ الآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ قُمْ كُلْ خُبْزًا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ. أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ" (1مل 21: 7) وفطن أخآب أن زوجته التي اختبرها مزمعة على ارتكاب جريمة، ولم يعترض ولم يستفسر، ودبرت رأس الحيَّة الجريمة، واستخدمت وسيلة مقدَّسة وهي الصوم للتغطية على مقاصدها الشريرة، وسفكت دمًا بريئًا، ونظر الله ورأى وأرسل نبيه إيليا برسالة عادلة لأخآب الذي لم يحفظ الحق الإلهي، بالرغم من أن الله خلصه من الأراميين مرتين، وأنقذه مع بيته وأملاكه وشعبه، أما هو فلم تكن مخافة الله في قلبه، والتقى إيليا بالملك " وَكَلِّمْهُ قَائِلًا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا..؟! فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا... وَتَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضًا قَائِلًا: إِنَّ الْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. مَنْ مَاتَ لأخآب فِي الْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ السَّمَاءِ" (1مل 21: 19 - 24).
2- لا يمكن أن إله الرحمة يفرح بالتمثيل بجثث الموتى، ولكن كما هو إله الرحمة فهو إله العدل، فأخآب وإيزابل هما اللذان جلبا على أنفسهما هذه العقوبة القاسية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هما اللذان حكما على أنفسهما، والله لا يشمت ولا يفرح بعقوبة الإنسان، ولكن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، لقد سفكا دماء نابوت اليزرعيلي ولحست الكلاب دمه، وحيث أن الثمار من نفس البذار، فكان لا بُد أن يجنيا ثمار ما فعلاه مع هذا الإنسان الأمين المخلص لإلهه الذي قبض على الوصية الإلهيَّة ولم يرخها " وَالأَرْضُ لاَ تُبَاعُ بَتَّةً، لأَنَّ لِيَ الأَرْضَ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي" (لا 25: 23).. " فَلاَ يَتَحَوَّلُ نَصِيبٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطٍ إِلَى سِبْطٍ، بَلْ يُلاَزِمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَ سِبْطِ آبَائِهِ" (عد 36: 7).. أما الناقد فأنه يركز بصره على الرحمة الإلهيَّة صارفًا سمعه عن الحق الإلهي، فإن الله لم يحكم على أخآب وإيزابل من فراغ، إنما حكم عليهما عندما ارتكبا شرًا هذا مقداره وهذه بشاعته، وسفكا دماء ذكية.
_____
(1) البهريز جـ 1 س 469.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1310.html
تقصير الرابط:
tak.la/nn7sn7q